الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الاعشى >> يطعنها شزراً >>
قصائدالاعشى
يطعنها شزراً
الاعشى
- أقْصِرْ، فَكُلُّ طَالِبٍ سَيَمَلّ
- إنْ لمْ يَكُنْ عَلى الحَبِيبِ عِوَلْ
- فَهْوَ يَقُولُ للسّفِيهِ، إذَا
- آمَرَهُ في بَعْضِ مَا يَفْعَلْ
- جَهْلٌ طِلابُ الغَانِيَاتِ، وَقَدْ
- يَكُونُ لَهْوٌ هَمُّهُ وَغَزَلْ
- السّارِقَاتِ الطَّرْفَ مِنْ ظُعنِ الْـ
- حَيّ، وَرَقْمٌ دُونَهَا وَكِلَل
- فِيهِنّ مَخْرُوفُ النّوَاصِفِ، مَسْـ
- ـرُوقُ البُغَامِ، شَادِنٌ أكْحَل
- رَخْصٌ، أحَمُّ المُقْلَتَينِ، ضَعِيـ
- فُ المَنْكِبَينِ، للعِنَاقِ زَجِلْ
- تَعُلُّهُ رَوْعَى الفُؤادِ، وَلا
- تَحْرِمُهُ عُفَافَةً، فَجَزَلْ
- تُحُرِجُهُ إلى الكِنَاسِ، إذا الْـ
- تَجّ ذُبَابُ الأيْكَةِ الأطْحَلْ
- يَرْعَى الأرَاكَ، ذا الكبَاثِ، وَذا الـ
- مَرْدِ، وَزَهْراً نَبْتُهُنّ خَضِلْ
- تَخْشَى عَلَيْهِ إنْ تَبَاعَدَ أنْ
- تَغْنى بِهِ مَكَانَهُ، فَيْضِلّ
- ذَلِكَ مِنْ أشْبَاهِ قَتْلَةَ، أوْ
- قَتْلَةُ مِنْهُ سَافِراً أجْمَلْ
- بَيْضَاءُ، جَمّاءُ العِظَامِ، لـهَا
- فَرْعٌ أثِيثٌ، كَالحِبَالِ رَجِلْ
- عُلّقْتُهَا بِالشّيّطَيْنِ، فَقَدْ
- شَقّ عَلَيْنَا حُبُّهَا وَشَغَلْ
- إذْ هِيَ تَصْطَادُ الّرجَالَ، وَلا
- يَصْطَادُها، إذَا رَمَاهَا الأبل
- تُجْرِي السّوَاكَ بِالبَنَانِ على
- ألمَى، كَأطْرافِ السَّيَالِ رَتِلْ
- تَرُدُّ مَعْطُوفَ الضّجِيعِ عَلى
- غَيْلٍ، كَأنّ الوَشْمَ فِيهِ خِلَل
- كأنَّ طَعْمَ الزّنْجَبيلِ وَتُفّـ
- ـَاحاً عَلى أرْي الدَّبُورِ نَزَلْ
- ظَلّ يذُودُ عَنْ مَرِيرَتِهِ،
- هَوَى لَهُ مِنَ الفُؤادِ وَجَلْ
- نَحْلاً كَدَرْدَاقِ الحَفِيضَةِ، مَرْ
- هُوباً، لَهُ حَوْلَ الوَقُودِ زَجَلْ
- في يَافِعٍ جَوْنٍ، يُلَفَّعُ بِالـ
- ـصّحْرَى، إذَا مَا تَجْتَنِيهِ أهَلّ
- يُعَلّ مِنْهُ فُو قُتَيْلَةَ بِالْـ
- إسْفِنْطِ، قَدْ بَاتَ عَلَيْهِ وَظَلّ
- لَوْ صَدَقَتْهُ مَا تَقُولُ، وَلَـ
- ـكِنّ عِدَاتٍ دُونَهُنّ عِلَلْ
- تَنْأى وَتَدْنُو كُلُّ ذَلِكَ مَعْ
- لا هِيَ تُعْطِيني، وَلا تَبْخَلْ
- قَدْ تَعْلَمِينَ يَا قُتَيْلَةُ، إذْ
- خَانَ حَبِيبٌ عَهْدَهُ وَأدَلّ
- أنْ قَدْ أجُدُّ الحَبْلَ مِنْهُ، إذَا
- يَا قَتْلُ، مَا حَبْلُ القَرِينِ شكَلْ
- بِعَنْتَرِيسٍ، كَالمَحَالَةِ لَمْ
- يُثْنَ عَلَيْهَا للضّرَابِ جَمَلْ
- مَتى القُتُودُ، وَالفِتَانُ بألْـ
- وَاحٍ شِدَادٍ تَحْتَهُنّ عُجُلْ
- فِيهَا عَتَادٌ، إذْ غَدَوْتُ عَلى الـ
- أمْرِ، وَفِيهَا جُرْأةٌ وَقَبَلْ
- كَأنّهَا طَاوٍ تَضَيّفَهُ
- ضَرْبُ قِطَارٍ، تَحْتَهُ شَمْألْ
- بَاتَ يَقُولُ بِالكَثِيبِ مِنَ الـ
- ـغَبْيَةِ: أصْبِحْ لَيْلُ لَوْ يَفْعَلْ
- مُنْكَرِساً تَحْتَ الغُصُونِ، كمَا
- أحْنَى عَلى شِمَالِهِ الصّيْقَل
- حَتّى إذَا انْجَلَى الصّبَاحُ، وَمَا
- إنْ كَادَ عَنْهُ لَيْلُهُ يَنْجَلْ
- أطْلَسَ طَلاَّعَ النّجَادِ، عَلى الـ
- وَحْشِ، وَحْشِ ضَئيلاً مِثلَ القَنَاةِ أزَلّ
- في إثْرِهِ غُضْفٌ مُقَلَّدَةٌ،
- يَسْعى بِهَا مُغَاوِرٌ أطْحَلْ
- كَالسِّيدِ لا يَنْمي طَرِيدَتَهُ،
- لَيْسَ لَهُ مِمّا يُحَانُ حِوَلْ
- هِجْنَ بِهِ، فَانْصَاعَ مُنْصَلِتاً،
- كَالنّجْمِ يَخْتَارُ الكَثِيبَ أبَلّ
- حتّى إذَا نَالَتْ نَحَا سَلِباً،
- وَقَدْ عَلَتْهُ رَوْعةٌ وَوَهَل
- لا طَائِشٌ عِنْدَ الـهِيَاجِ، وَلا
- رَثُّ السّلاحِ مُغَادِرٌ أعْزَلْ
- يَطْعَنُهَا شَزْراً عَلى حَنَقٍ،
- ذُو جُزْأةٍ في الوَجْهِ مِنهُ بَسَلْ
المزيد...
العصور الأدبيه