الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الاعشى >> أناس لا يخيم سلاحهم >>
قصائدالاعشى
أناس لا يخيم سلاحهم
الاعشى
- هُرَيْرَةَ وَدّعْهَا، وَإنْ لامَ لائِمُ،
- غَدَاةَ غَدٍ أمْ أنْتَ لِلْبَيْنِ وَاجِمُ
- لَقَدْ كَانَ في حَوْلٍ ثَوَاءٍ ثَوَيْتَهُ،
- تَقَضّي لُبَانَاتٍ، وَيَسْأمُ سَائِمُ
- مُبَتَّلَةٌ هَيْفَاءُ رَوْدٌ شَبَابُهَا،
- لَهَا مُقْلَتَا رِئْمٍ وَأسْوَدُ فَاحِمُ
- وَوَجْهٌ نَقِيُّ اللّوْنِ صَافٍ يَزينُهُ
- مَعَ الحَلْيِ لَبّاتٌ لـهَا وَمَعَاصِمُ
- وَتَضْحَكُ عَنْ غُرّ الثّنَايَا، كأنّهُ
- ذُرَى أُقْحُوَانٍ نَبْتُهُ مُتَنَاعِمُ
- هيَ الـهَمّ لا تَدْنُو، وَلا يَسْتَطِيعُها
- مِنَ العِيسِ إلاّ النّاجِيَاتُ الرّوَاسِمُ
- رَأَيْتُ بَني شَيْبَانَ يَظْهَرُ مِنْهُمُ
- لِقَوْمِيَ عَمْداً نِغْصَةٌ وَمَظالِمُ
- فإنْ تُصْبِحُوا أدْنى العَدُوّ فقَبلكمْ
- مِنَ الدّهْرِ عَادَتْنَا الرِّبابُ وَدارِمُ
- وَسَعْدٌ وَكَعْبٌ والعِبَادُ وَطَيّءٌ،
- وَدُودَانُ في ألْفَافِهَا وَالأرَاقِمُ
- فما فَضّنا من صَانعٍ بَعْدَ عَهْدِكُمْ
- فَيَطْمَعَ فِينَا زَاهِرٌ وَالأصَارِمُ
- وَلَنْ تَنَتَهُوا حَتى تَكَسّرَ بَيْنَنَا
- رِمَاحٌ بِأيْدِي شُجْعَةٍ وَقَوَائمُ
- وَحَتى يَبيتَ القَوْمُ في الصّفّ لَيلةً
- يَقُولُونَ نَوّرْ صُبْحُ، وَاللّيلُ عاتِمُ
- وُقوفاً وَرَاءَ الطّعْنِ، وَالخَيلُ تحتهم
- تُشَدّ عَلى أكْتَافِهِنّ القَوَادِمُ
- إذا ما سَمِعْنَ الزّجْرَ يَمّمنَ مُقدَماً
- عَلَيها أُسُودُ الزّارَتَينِ الضّرَاغِمُ
- أبَا ثَابِتٍ أوْ تَنْتَمُونَ، فإنّمَا
- يَهِيمُ لِعَيْنَيْهِ مِنَ الشرّ هَائِمُ
- مَتى تَلْقَنَا، وَالخَيْلُ تَحْمِلُ بزّنا
- خنَاذِيذَ مِنْهَا جِلّةٌ وَصَلادِمُ
- فَتَلْقَ أُنَاساً لا يَخِيمُ سِلاحُهُمْ،
- إذا كَانَ حمّاً للصّفِيحِ الجَماجمُ
- وَإنّا أُنَاسٌ يَعْتَدِي البأس خَلفُنَا،
- كمَا يَعتَدي المَاءَ الظماءُ الحَوَائِمُ
- فَهَانَ عَلَيْنَا مَا يَقُولُ ابنُ مُسهِرٍ
- برَغمِكَ إذْ حلّتْ عَلَينا اللّهازِمُ
- يَزيدُ يَغُضّ الطّرْفَ دُوني كأنّمَا
- زَوَى بَينَ عَيْنَيْهِ عَليّ المَحَاجِمُ
- فلا يَنبَسِطْ من بينِ عَينَيكَ ما انزَوَى،
- وَلا تَلْقَني إلا وَأنْفُكَ رَاغِمُ
- فَأُقْسِمُ بِاللـهِ الّذي أنَا عَبْدُهُ،
- لتَصْطَفِقَنْ يَوْمَاً عَلَيْكَ المَآتِمُ
- يَقُلْنَ حَرَامٌ مَا أُحِلّ بِرَبّنَا
- وَتَتْرُكُ أمْوَالاً عَلَيْهَا الخَوَاتِمُ
- أبَا ثَابِتٍ لا تَعْلَقَنْكَ رِمَاحُنَا،
- أبَا ثَابِتٍ اقْعُدْ وَعِرْضُكَ سَالِمُ
- أفي كُلّ عَامٍ تَقْتُلُونَ ونَتّدِي،
- فَتِلْكَ التي تَبْيَضّ مِنْهَا المَقادِمُ
- وَذَرْنَا وَقَوْماً إنْ هُمُ عَمَدوا لَنَا
- أبَا ثَابِتٍ، وَاجْلِسْ فَإنّكَ نَاعِمُ
- طَعامُ العِرَاقِ المُستَفيضُ الذي تَرى،
- وَفي كُلّ عَامٍ حُلّةٌ وَدَرَاهِمُ
- أتَأمُرُ سَيّاراً بِقَتْلِ سَرَاتِنَا،
- وَتَزْعُمُ بَعْدَ القَتْلِ أنّكَ سَالِمُ
- أبَا ثَابِتٍ! إنّا إذَا تَسْبِقُنّنا،
- سَيُرْعَدُ سَرْحٌ أوْ يُنَبَّهُ نَائِمُ
- بمُشْعِلَةٍ يَغْشَى الفِرَاش رَشاشُهَا،
- يَبِيتُ لـهَا ضَوْءٌ مِنَ النّارِ جَاحِمُ
- تَقَرُّ بِهِ عَيْنُ الّذي كَانَ شَامِتاً،
- وَتَبْتَلُّ مِنْهَا سُرّةٌ وَمَآكِمُ
- وَتُلقى حَصَانٌ تَخْدُمُ ابْنَةَ عمّها،
- كما كان يُلقَى النّاصِفاتُ الخَوَادِمُ
- إذا اتّصَلَتْ قالَتْ: أبَكر بنَ وَائلٍ،
- وَبَكْرٌ سَبَتْها، وَالأنوفُ رَوَاغِمُ
المزيد...
العصور الأدبيه