الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الاعشى >> أخ للحفيظة حمالـها >>
قصائدالاعشى
أخ للحفيظة حمالـها
الاعشى
- ألا قُلْ لِتَيّاكَ مَا بَالُهَا،
- ألِلْبَيْنِ تُحْدَجُ أحْمَالُهَا
- أمْ للدّلالِ، فَإنّ الفَتَا
- ةَ حَقٌّ عَلى الشّيخِ إدْلالُهَا
- فَإنْ يَكُ هَذَا الصّبَى قَدْ نَبَا
- وَتَطْلابُ تَيّا وَتَسْآلُهَا
- فَأنّى تَحَوّلُ ذَا لِمّةٍ،
- وَأنّى لِنَفْسِكَ أمْثَالُهَا
- عَسِيبُ القِيَامِ، كَثِيبُ القُعُو
- دِ، وَهْنَانَةٌ، نَاعِمٌ بَالُهَا
- إذَا أدْبَرَتْ خِلْتَهَا دِعْصَةً،
- وَتُقْبِلُ كَالظّبْيِ تِمْثَالُهَا
- وَفي كُلّ مَنْزِلَةٍ بِتَّهَا،
- يُؤرِّقُ عَيْنَيْكَ أهْوَالُهَا
- هيَ الـهَمُّ لَوْ سَاعَفَتْ دَارُهَا،
- وَلَكِنْ نَأى عَنْكَ تَحْلالُهَا
- وَصَهباء صِرْفٍ كلوْنِ الفُصُوصِ،
- سَريعٍ إلى الشِّرْبِ إكْسَالُهَا
- تُرِيكَ القَذَى وَهيَ مِنْ دُونِهِ،
- إذا مَا يُصَفَّقُ جِرْيَالُهَا
- شَرِبْتُ، إذا الرّاحُ بَعْدَ الأصِيـ
- ـلِ طَابَتْ، وَرَفّعَ أطْلالُهَا
- وَأبْيَضَ كَالنّجْمِ آخَيْتُهُ،
- وَبَيْدَاءَ مُطّرِدٍ آلُهَا
- قَطَعْتُ، إذا خَبّ رَيْعَانُهَا،
- وَنُطّقَ بِالـهَوْلِ أغْفَالُهَا
- بِنَاجِيَةٍ مِنْ سَرَاةِ الـهِجَا
- نِ تَأتي الفِجَاجَ، وَتَغتالُهَا
- تَرَاهَا كَأحْقَبَ ذِي جُدّتَيْـ
- ـنِ، يَجْمَعُ عُوناً وَيَجْتَالُهَا
- نَحَائِصَ شَتّى عَلى عَيْنِهِ،
- حَلائِلَ لَمْ يُؤذِهِ قَالُهَا
- عَنِيفٌ، وَإنْ كَانَ ذا شِرّةٍ،
- بِجَمْعِ الضّرَائِرِ شَلاّلُهَا
- إذَا حَالَ مِنْ دُونِهَا غَبْيَةٌ
- مِنَ التّرْبِ، فانْجالَ سِرْبَالُهَا
- فَلَمْ يَرْضَ بالقُرْبِ حتى يكُونَ
- وِسَاداً لِلَحْيَيْهِ أكْفَالُهَا
- أقَامَ الضّغَائِنَ مِنْ دَرْئِهَا،
- كفَتْلِ الأعِنّةِ فَتّالُهَا
- فَذَلِكَ شَبّهْتُهُ نَاقَتي،
- وَمَا إنْ لِغَيْرِكَ إعْمَالُهَا
- وَكَمْ دُونَ بَيْتِكَ مِنْ مَهْمَهٍ
- وَأرْضٍ، إذا قِيسَ أمْيَالُهَا
- يُحَاذَرُ مِنْهَا عَلى سَفْرِهَا،
- مَهَامِهُ تِيهٌ وَأغْوَالُهَا
- فَمِنكَ تَؤوبُ، إذا أدْبَرَتْ،
- وَنَحْوَكَ يُعْطَفُ إقْبَالُهَا
- إيَاسُ، وَأنْتَ امْرُؤٌ لا يُرَى
- لِنَفْسِكَ في القَوْمِ مِعْدَالُهَا
- أبَرُّ يَمِيناً، إذَا أقْسَمُوا،
- وَأفْضَلُ إنْ عُدّ أفْضَالُهَا
- وَجَارُكَ لا يَتَمَنّى عَلَيْـ
- ـهِ، إلاّ التي هُوَ يَقْتَالُهَا
- كَأنّ الشَّمُوسَ بهَا بَيْتُهُ،
- يُطِيفُ حَوَالَيْهِ أوْعَالُهَا
- وَكَامِلَةِ الرِّجْلِ وَالدّارِعِين،
- سَرِيعٍ إلى القَوْمِ إيغَالُهَا
- سَمَوْتَ إلَيْهَا بِرَجْرَاجَةٍ،
- فَغُودِرَ في النّقْعِ أبْطَالُهَا
- وَمَعْقُودَةِ العَزْمِ مِنْ رَأيِهِ،
- قَلِيلٌ مِنَ النّاسِ يَحْتَالُهَا
- تَمَمْتَ عَلَيْهَا، فَأتْمَمْتَهَا،
- وَتَمّ بِأمْرِكَ إكْمَالُهَا
- وَإنّ إيَاساً مَتى تَدْعُهِ،
- إذَا لَيْلَةٌ طَالَ بَلْبَالُهَا
- أخٌ لِلْحَفِيظَةِ حَمّالُهَا،
- حَشُودٌ عَلَيْهَا وَفَعّالُهَا
- وَفي الحَرْبِ مِنْهُ بَلاءٌ، إذَا
- عَوَانٌ تَوَقّدَ أجْذَالُهَا
- وَصَبْرٌ عَلى الدّهْرِ في رُزْئِهِ،
- وَإعْطَاءُ كَفٍّ وَإجْزَالُهَا
- وَتَقْوَادُهُ الخَيْلَ حَتّى يَطُو
- لَ كَرُّ الرّوَاةِ، وَإيغَالُهَا
- إذَا أدْلَجُوا لَيْلَةً وَالرّكَا
- بُ خُوصٌ تخَضْخضَ أشْوَالُهَا
- وَتُسْمَعُ فِيهَا هَبي وَاقْدَمي،
- وَمَرْسُونُ خَيْلٍ وَأعْطَالُهَا
- وَنَهْنَهَ مِنْهُ لَهُ الوَازِعُو
- نَ، حَتّى إذَا حَانَ إرْسَالُهَا
- أُجِيلَتْ كمَرّ ذَنُوبِ القَرَى،
- فَألْوَى بِمَنْ حَانَ إشْعَالُهَا
- فَآبَ لَهُ أُصُلاً جَامِلٌ،
- وَأسْلابُ قَتْلَى وَأنْفَالُهَا
- إلى بَيْتِ مَنْ يَعْتَرِيهِ النّدَى،
- إذَا النّفْسُ أعْجَبَهَا مَالُهَا
- وَلَيسَ كمَنْ دُونَ مَاعُونِهِ،
- خَوَاتِمُ بُخْلٍ وَأقْفَالُهَا
- فَعَاشَ بِذَلِكَ مَا ضَرّهُ
- صُبَاةُ الحُلُومِ، وَأقْوَالُهَا
- يَنُولُ العَشِيرَةَ مَا عِنْدَهُ،
- وَيَغْفِرُ مَا قَالَ جُهّالُهَا
- وَبَيْتُكَ مِنْ سِنْبِسٍ في الذُّرَى،
- إلى العِزّ وَالمَجْدِ أحْبَالُهَا
المزيد...
العصور الأدبيه