الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الاعشى >> أخو النجدات >>
قصائدالاعشى
- عَرَفْتَ اليَوْمَ مِنْ تَيّا مُقَامَا،
- بِجَوٍّ، أوْ عَرَفْتَ لـهَا خِيَامَا
- فَهَاجَتْ شَوْقَ مَحْزُونٍ طَرُوبٍ،
- فَأسْبَلَ دَمْعَهُ فِيهَا سِجَامَا
- وَيَوْمَ الخَرْجِ من قَرْماءَ هَاجَتْ
- صِبَاكَ حَمَامَةٌ تَدْعُو حَمَامَا
- وَهَلْ يَشْتَاقُ مِثْلكَ مِنْ رُسُومٍ
- عَفَتْ، إلاّ الأيَاصِرَ وَالثُّمَامَا
- وَقَدْ قَالَتْ قُتَيْلَةُ، إذْ رَأتْني؛
- وَقَدْ لا تَعدَمُ الحَسْنَاءُ ذَاما
- أرَاكَ كَبِرْتَ وَاستَحدَثتَ خُلْقاً
- وَوَدّعْتَ الكَوَاعِبَ وَالمُدَامَا
- فَإنْ تَكُ لِمّتي، يا قَتْلُ، أضْحتْ
- كَأنّ عَلى مَفَارِقِهَا ثَغَامَا
- وَأقْصَرَ بَاطِلي، وَصَحَوْتُ، حتى
- كَأنْ لمْ أَجْرِ في دَدَنٍ غُلامَا
- فَإنّ دَوَائِرَ الأيّامِ يُفْني
- تَتَابُعُ وَقْعِهَا الذّكَرَ الحُسَامَا
- وَقَدْ أَقْرِي الـهُمُومَ إذا اعْتَرَتْني
- عُذَافِرَةً، مُضَبَّرَةً، عُقَامَا
- مُفَرَّجَةً يَئِطّ النِّسْعُ فِيهَا
- أطِيطَ السّمْهَرِيّةِ أنْ تُقَامَا
- إذا مَا رُعْتَهَا بِالزّجْرِ، أجّتْ
- أجِيجَ مُصَلَّمٍ يَزْفي نَعَامَا
- تَشُقّ اللّيْلَ وَالسَّبَرَاتِ عَنْهَا،
- بِأتْلَعَ سَاطِعٍ يُشْرِي الزّمَامَا
- وَتَقْتَالُ النّسوعَ بِجَوْزِ قَرْمٍ
- مُوَاشِكَةٍ، إذا مَا اليَوْمُ صَامَا
- إذا مَا الآثِمَاتُ وَنَيْنَ، حَطّتْ
- عَلى العِلاّتِ تَجْتَرِعُ الإكَامَا
- وَأدْكَنَ عَاتِقٍ، جَحْلٍ، سِبَحلٍ،
- صَبَحْتُ بِرَاحِهِ شَرْباً كِرَامَا
- مِنَ اللاتي حُمِلْنَ عَلى الرّوَايا،
- كَرِيحِ المِسْكِ تَسْتَلّ الزّكَامَا
- مُشَعْشَعَةً كَأنّ عَلى قَرَاهَا،
- إذا مَا صَرّحَتْ، قِطَعاً سَهَامَا
- تَخَيّرَهَا أخُو عَانَاتَ شَهْراً،
- وَرَجّى أوْلَهَا عَاماً، فَعَامَا
- يُؤمِّلُ أنْ تَكُونَ لَهُ ثَرَاءً،
- فَأغْلَقَ دُونَهَا وَعَلا سِوَامَا
- فَأعْطَيْنَا الوَفَاءَ بِهَا، وَكُنّا
- نُهِينُ لِمثْلِهَا فِينَا السَّوَامَا
- كَأنّ شُعَاعَ قَرْنِ الشّمْسِ فِيهَا،
- إذا مَا فَتّ عَنْ فِيهَا الخِتَامَا
- وَبَيْضَاءِ المَعَاصِمِ إلْفِ لَهْوٍ،
- خَلَوْتُ بِشَكْرِهَا لَيْلاً تَمَامَا
- حَلَفْتُ لَكُمْ عَلى ما قَدْ نَعَيْتُمْ
- بِرأسِ العَينِ إنْ نَفَضَ السّقَامَا
- وَشيكاً ثمّ ثَابَ إلَيْهِ جَمْعٌ،
- لِيَلْتَمِسَنْ بِلادَكُمُ إلى مَا
- لِيَلْتَمِسَنْ بِلادَكُمُ بِمَجْرٍ،
- يُثِيرُ بِكُلّ بَلْقَعَةٍ قَتَامَا
- عَرِيضٍ تَعْجِزُ الصّحْرَاءُ عَنْهُ،
- وَيَشْرَبُ قَبْلَ آخِرِهِ الجِمَامَا
- يَقُودُ المَوْتَ يَهْدِيهِ إيَاسٌ،
- عَلى جَرْدَاءَ تَسْتَوفي الحِزَامَا
- تُبَاري ظِلّ مُطّرِدٍ مُمَرٍّ،
- إذا مَا هُزّ أرْعَشَ وَاسْتَقَامَا
- أخُو النّجَدَاتِ لا يَكْبُو لِضُرٍّ
- وَلا مَرِحٌ، إذَا ما الخيرُ دَامَا
- لَهُ يَوْمَانِ: يَوْمُ لِعَابِ خَوْدٍ،
- وَيَوْمٌ يَسْتَمي القُحَمَ العِظَامَا
- مُنِيرٌ يْحْسُرُ الغَمَرَاتِ عَنْهُ،
- وَيَجْلُو ضَوْءُ غُرّتِهِ الظّلامَا
- إذَا مَا عَاجِزٌ رَثّتْ قُوَاهُ
- رَأى وَطْءَ الفِرَاشِ لَهُ، فَنَامَا
- كَفَاهُ الحَرْبَ، إذْ لَقِحَتْ إيَاسٌ
- فَأعْلى عَنْ نَمَارِقِهِ فَقَامَا
- إذَا مَا سَارَ نَحْوَ بِلادِ قَوْمٍ،
- أزَرهُمُ المَنِيّةَ، وَالحِمَامَا
- تَرُوحُ جِيادُهُ مِثْلَ السّعَالي،
- حَوَافِرُهُنّ تَهْتَضِمُ السِّلامَا
- كَصَدْرِ السّيفِ أخْلَصَهُ صِقَالٌ،
- إذَا مَا هُزّ مَشْهُوراً حُسَامَا
المزيد...
العصور الأدبيه