الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الاعشى >> أوصيكم بالضيف والجار والقتال >>
قصائدالاعشى
أوصيكم بالضيف والجار والقتال
الاعشى
- كَانَتْ وَصَاةٌ وَحاجاتٌ لَنا كَفَفُ،
- لَوْ أنّ صَحْبَكَ إذْ نادَيتَهم وَقَفُوا
- عَلى هُرَيْرَةَ إذْ قَامَتْ تُوَدّعُنَا،
- وَقَدْ أتَى مِنْ إطَارٍ دُونَهَا شَرَفُ
- أحْبِبْ بِهَا خُلّةً لَوْ أنّهَا وَقَفَتْ،
- وَقَدْ تُزِيلُ الحَبِيبَ النّيّةُ القَذَفُ
- إنّ الأعَزّ أبَانَا كَانَ قَالَ لَنَا:
- أُوصِيكُمُ بِثَلاثٍ، إنّني تَلِفُ
- الضّيْفُ أُوصِيكُمُ بالضّيْفِ، إنّ لَهُ
- حَقّاً عليّ، فَأُعْطِيهِ وَأعْتَرِفُ
- وَالجَارُ أُوصِيكُمُ بِالجَارِ، إنّ لَهُ
- يَوْماً منَ الدّهْرِ يَثْنِيهِ، فيَنصَرِفُ
- وَقاتِلوا القَوْمَ، إنّ القَتْلَ مَكْرُمَةٌ،
- إذا تَلَوّى بِكَفّ المُعْصِمِ العُرُفُ
- إنّ الرّبَابَ، وَحَيّاً مِنْ بَني أسَدٍ،
- مِنهُمْ بَقِيرٌ وَمِنهُمْ سَارِبٌ سَلَفُ
- قَدْ صَادَفُوا عُصْبَةً مِنّا، وَسَيّدَنا،
- كُلٌّ يُؤمّلُ قُنْيَاناً، وَيَطّرِفُ
- قُلْنَا الصِّلاحَ فَقالُوا لا نُصَالِحُكمْ،
- أهلُ النُّبُوكِ وَعِيرٌ فَوْقَها الخَصَفُ
- لَسْنَا بِعِيرٍ، وَبَيْتِ اللـهِ، مَائِرَةٍ،
- إلاّ عَلَيْها دُرُوعُ القَوْمِ، وَالزَّغَفُ
- لمّا التَقَيْنَا كَشَفْنَا عَنْ جَماجِمِنا
- لِيَعْلَمُوا أنّنَا بَكْرٌ، فَيَنْصِرِفُوا
- قَالُوا البقِيّةَ، وَالـهِنْدِيُّ يَحصُدُهم،
- وَلا بَقِيّةَ إلاّ النّارُ، فَانْكَشَفُوا
- هَلْ سَرّ حِنقِطَ أنّ القَوْمَ صَالحَهُمْ
- أبُو شُرَيْحٍ وَلمْ يُوجَدْ لَهُ خَلَفُ
- قَدْ آبَ جَارَتَهَا الحَسْنَاءَ قَيّمُها
- رَكْضاً، وَآبَ إلَيها الثّكْلُ وَالتّلَفُ
- وَجُندُ كِسرَى غَداةَ الحِنوِ صَبّحهمْ
- مِنّا كَتائبُ تُزْجي المَوْتَ فانصَرَفُوا
- جَحَاجِحٌ، وَبَنُو مُلْكٍ غَطارِفَةٌ
- من الأعاجِمِ، في آذانِهَا النُّطَفُ
- إذا أمَالُوا إلى النُّشّابِ أيْدِيَهُمْ،
- مِلنا ببِيضٍ، فظَلّ الـهَامُ يُختَطَفُ
- وَخَيلُ بَكْرٍ فَما تَنفَكّ تَطحَنُهمْ
- حتى تَوَلّوْا، وَكادَ اليَوْمُ يَنتَصِفُ
- لَوْ أنّ كُلّ مَعَدٍّ كانَ شارَكَنَا
- في يَوْمِ ذي قَارَ ما أخطاهُمُ الشّرَفُ
- لمّا أتَوْنَا، كَأنّ اللّيْلَ يَقْدُمُهُمْ،
- مُطَبِّقَ الأرض يَغشاها بهِمْ سَدَفُ
- وَظُعْنُنَا خَلْفَنَا كُحْلاً مَدَامِعُها،
- أكْبَادُها وُجُفٌ، مِمّا تَرَى تجِفُ
- حَوَاسِرٌ عَنْ خُدودٍ عايَنَتْ عِبَراً،
- وَلاحَهَا وَعَلاهَا غُبْرَةٌ كُسُفُ
- مِن كُلّ مَرْجانَةٍ في البَحرِ أخْرَجَها
- غَوّاصُهَا وَوَقَاهَا طِينَهَا الصّدَفُ
المزيد...
العصور الأدبيه