الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الاعشى >> أبلغا عني حريثاً >>
قصائدالاعشى
أبلغا عني حريثاً
الاعشى
- تَصَابَيتَ أمْ بانَتْ بعَقْلِكَ زَيْنَبُ،
- وَقَدْ جَعَلَ الوُدُّ الذي كانَ يَذهَبُ
- وَشاقَتْكَ أظْعانٌ لزَيْنَبَ غُدْوَةٌ،
- تحَمّلنَ حتى كادَتِ الشمسُ تَغرُبُ
- فَلَمّا استَقَلّتْ قلتُ نخلَ ابنِ يامِنٍ
- أهُنّ أمِ اللاّتي تُرَبِّتُ يَتْرَبُ
- طَرِيقٌ وَجَبّارٌ رِوَاءٌ أُصُولُهُ،
- عَلَيْهِ أبَابِيلٌ مِنَ الطّيرِ تَنْعَبُ
- عَلَوْنَ بِأنْماطٍ وَعَقْمَةٍ،
- جَوَانِبُهَا لَوْنَانِ وَرْدٌ وَمُشْرَبُ
- أجَدّوا فَلَمّا خِفْتُ أنْ يَتَفَرّقُوا
- فَرِيقَينِ، منهُمْ مُصْعِدٌ وَمُصَوِّبُ
- طَلَبْتُهُمُ تَطْوِي بيَ البِيدَ جَسْرَةٌ،
- شُوَيْقِئَةُ النّابَينِ وَجْنَاءُ ذِعْلِبُ
- مُضَبَّرَةٌ حَرْفٌ كَأنّ قُتُودَهَا
- تَضَمّنَها مِنْ حُمْرِ بَيّانَ أحْقَبُ
- فَلَمّا ادّرَكْتُ الحَيّ أتْلَعَ أُنَّسٌ
- كمَا أتْلَعَتْ تحتَ المكانِسِ رَبْرَبُ
- وَفي الحَيّ مَن يَهوَى لِقانا وَيَشتَهي،
- وَآخَرُ مَنْ أبدى العَداوَةَ مُغضَبُ
- فَما أنْسَ مِلأشْيَاءِ لا أنْسَ قَوْلـهَا:
- لَعَلّ النّوَى بَعد التفَرّقِ تُصْقِبُ
- وَخَدّاً أسِيلاً يَحْدُرُ الدّمعَ فَوْقَهُ
- بَنانٌ كهُدّابِ الدّمَقْسِ مُخَضَّبُ
- وكأسٍ كَعَينِ الدّيكِ باكَرْتُ حدّها
- بفِتيانِ صِدْقٍ وَالنّوَاقيسُ تُضرَبُ
- سُلافٍ كأنّ الزّعْفَرَانَ، وَعَندَماً،
- يُصَفَّقُ في ناجُودِها ثمّ تُقْطَبُ
- لـهَا أرَجٌ في البَيْتِ عَالٍ كَأنّمَا
- ألمّ مِنْ تَجْرِ دارِينَ أرْكَبُ
- ألا أبْلِغَا عَنّي حُرَيْثاً رِسَالَةً،
- فَإنَكَ عَنْ قَصْدِ المَحَجّةِ أنكَبُ
- أتَعْجَبُ أنْ أوْفَيْتِ للجَارِ مَرّةً،
- فَنحنُ لَعَمْرِي اليَوْمَ منه ذاك نَعجبْ
- فَقَبْلَكَ مَا أوْفَى الرُّفَادُ لجَارِهِ،
- فأنْجاهُ مِمّا كان يَخشَى وَبَرْهَبُ
- فأعطاهُ حِلْساً غَيرَ نكْسٍ أرَبَّهُ
- لؤاماً بهِ أوْفَى وَقَدْ كادَ يَذْهَبُ
- تَدارَكَهُ في مُنْصِلِ الألّ بَعْدَمَا
- مَضَى غَيرَ دَأداءٍ وَقَد كادَيَعطَبُ
- وَنَحْنُ أُنَاسٌ عُودُنَا عُودُ نَبْعَةٍ
- إذا انْتَسَبَ الحَيّانِ بَكْرٌ وَتَغْلِبُ
- لَنَا نَعَمٌ لا يَعْتَرِي الذّمُّ أهْلَهُ،
- تُعَقَّرُ للضّيْفِ الغَرِيبِ وَتُحْلَبُ
- وَيُعْقَلُ إنْ نَابَتْ عَلَيهِ عَظيمَةٌ،
- إذا مَا أُنَاسُ مُوسِعُونَ تَغَيّبُو
- وَيَمْنَعُهُ يَوْمَ الصّيَاحِ مَصُونَةٌ،
- سِرَاعٌ إلى الدّاعي تَثُوبُ وَتُرْكَبُ
- عَنَاجيجُ مِنْ آلِ الصّرِيحِ وَأعْوَجٍ
- مَغَاوِيرُ فِيهَا لِلأرِيبِ مُعَقَّبُ
- وَلَدْنٌ مِنَ الخَطّيّ فِيهِ أسِنّةٌ،
- ذَخائِرُ مِمّا سَنّ أبْزَى وَشرْعَبُ
- وَبِيضٌ كَأمْثَالِ العَقِيقِ صَوَارِمٌ،
- تُصَانُ ليَوْمِ الدَّوْخِ فينا وَتُخشَبُ
- وَكُلُّ دِلاصٍ كالأضَاةِ حَصِينَةٍ،
- تَرَى فَضْلَها عَنْ رَبّها يَتَذَبْذَبُ
المزيد...
العصور الأدبيه