الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الاعشى >> لا تلمس الأفعى >>
قصائدالاعشى
لا تلمس الأفعى
الاعشى
- أجِدَّ بِتَيّا هَجْرُهَا وَشَتَاتُهَا،
- وَحَبّ بِهَا لَوْ تُسْتَطَاعُ طِيَاتُهَا
- وَمَا خِلْتُ رَأيَ السّوءِ عَلّقَ قَلْبَهُ
- بِوَهْنَانِةٍ قَدْ أوْهَنَتْهَا سِناتُهَا
- رَأتْ عُجُزاً في الحَىّ أسْنَانَ أمّهَا
- لِداتي، وَشُبّانُ الرّجَالِ لِدَاتَهَا
- فَشَايَعَهَا مَا أبْصَرَتْ تحتَ دِرْعِها
- على صَوْمِنَا وَاستَعْجَلَتها أنَاتُهَا
- وَمِثلِك خَوْدٍ بَادِنٍ قَدْ طَلَبْتُهَا
- وَسَاعَيْتُ مَعْصِيّاً لَدَيْنا وُشاتُهَا
- متى تُسقَ مِنْ أنْيابِها بَعدَ هَجعَةٍ
- من اللّيلِ شِرْباً حينَ مالَتْ طُلاتُهَا
- تَخَلْهُ فِلَسْطِيّاً إذا ذُقْتَ طَعمَهُ
- عَلى رَبِذَاتِ النَّيّ حُمْشٍ لِثَاتُهَا
- وَخَصْمٍ تَمَنّى فاجْتَنَيْتُ بِهِ المُنى
- وَعَوْجَاءَ حَرْفٍ لَيّنٍ عَذَبَاتُهَا
- تَعَالَلْتُهَا بِالسّوْطِ بَعْدَ كَلالِهَا،
- عَلى صَحْصَحٍ تَدْمَى بِهِ بخَصَاتُهَا
- وَكَأسٍ كمَاءِ النّيّ باكَرْتُ حَدّها،
- بِغِرّتِهَا، إذا غَاب عَني بُغَاتُهَا
- كُمَيْتٍ عَلَيها حُمْرَةٌ فَوْقَ كُمتةٍ
- يكادُ يُفَرّي المَسْكَ مِنها حَمَاتُهَا
- وَرَدْتُ عَلَيْهَا الرّيفَ حتى شَرِبْتُها
- بمَاءِ الفُرَاتِ حَوْلَنَا قَصَبَاتُهَا
- لَعَمْرُكَ إنّ الرّاحَ إنْ كنتَ سَائِلاً
- لَمُخْتَلِفٌ غُدِيُّهَا وَعَشَاتُهَا
- لَنا من ضُحاها خُبْثُ نَفْسٍ وَكأبَةٌ
- وَذِكْرَى هُمُومٍ مَا تَغِبّ أذاتُهَا
- وَعِنْدَ العَشِيّ طِيبُ نَفْسٍ وَلَذّةٌ،
- وَمَالٌ كَثِيرٌ غُدْوَةً نَشَوَاتُهَا
- عَلى كُلّ أحْوَالِ الفَتى قَدْ شرِبتُها
- غَنِيّاً وَصُعْلُوكاً وَمَا إنْ أقَاتُهَا
- أتَانَا بِهَا السّاقي فَأسْنَدَ زِقّهُ
- إلى نُطْفَةٍ، زَلّتْ بِهَا رَصَفَاتُهَا
- وُقُوفاً، فَلَمّا حَانَ مِنّا إنَاخَةٌ،
- شَرِبْنَا قُعُوداً خَلْفَنَا رُكَبَاتُهَا
- وَفَيْنَا إلى قَوْمٍ عَلَيْهِمْ مَهَابَةٌ
- إذا مَا مَعَدٌّ أحْلَبَتْ حَلَبَاتُهَا
- أبَا مِسْمَعٍ! إني امْرُؤٌ مِنْ قَبيلَةٍ
- بَنَى ليَ مَجْداً مَوْتُهَا وَحَيَاتُهَا
- فَلَسْنَا لِبَاغي المُهْمَلاتِ بِقِرْفَةٍ،
- إذا مَا طَهَا بِاللّيْلِ مُنْتَشِرَاتُهَا
- فَلا تَلْمسِ الأفْعَى يَداكَ تُرِيدُها
- وَدَعْهَا إذا ما غَيّبَتْهَا سَفاتُهَا
- أبَا مِسمَعٍ أقْصِرْ فَإنّ قَصِيدَةً
- مَتى تَأتِكُمْ تَلْحَقْ بهَا أخَوَاتُهَا
- أعَيّرْتَني فَخْرِي، وَكُلُّ قَبِلَةٍ
- مُحَدِّثَةٌ مَا أوْرَثَتْهَا سُعَاتُهَا
- وَمِنّا الّذِي أسْرَى إلَيْهِ قَرِيبُهُ
- حَرِيباً وَمَنْ ذا أخطأتْ نَكَبَاتُهَا
- فَقَالَ لَهُ:أهْلاً وَسَهْلاً وَمَرْحَباً
- أرَى رَحِماً قَدْ وَافَقَتْها صِلاتُهَا
- أثَارَ لَهُ مِنْ جَانِبِ البَرْكِ غُدْوَةً
- هُنَيْدِةَ يَحْدُوها إلَيْهِ رُعاتُهَا
- وَمِنّا ابنُ عَمْرٍو يَوْمَ أسفَلِ شاحبٍ
- يَزِيدُ، وَألْهَتْ خَيْلَهُ عُذُرَاتُهَا
- سَمَا لابنِ هِرٍّ في الغُبَارِ بِطَعْنَةٍ،
- يَفُورُ عَلى حَيْزُومِهِ نَعَرَاتُهَا
- وَمِنّا امْرُؤٌ يَوْمَ الـهَمَامَينِ مَاجِدٌ،
- بِجَوّ نَطَاعٍ يَوْمَ تَجْني جُنَاتُهَا
- فَقَالَ لَهُ: مَاذا تُرِيدُ وَسُخْطُهُ
- عَلى مِائَةٍ قَدْ كمّلَتْهَا وُفَاتُهَا
- وَمِنّا الّذِي أعْطاهُ في الجَمعِ رَبُّهُ
- عَلى فَاقَةٍ، وَلِلْمُلُوكِ هِبَاتُهَا
- سَبَابَا بَني شَيْبَانَ يَوْمَ أُوَارَةٍ
- عَلى النّارِ إذْ تُجْلَى لَهُ فَتَيَاتُهَا
- كَفَى قَوْمَهُ شَيْبَانَ أنّ عَظِيمَةً
- مَتى تَأتِهِ تُؤخَذْ لـهَا أُهُبَاتُهَا
- إذا رَوّحَ الرّاعي اللقَاحَ مُعَزِّباً
- وَأمْسَتْ عَلى آفَاقِهَا غَبَرَاتُهَا
- أهنّا لـهَا أمْوَالَنَا عِنْدَ حَقّهَا؛
- وَعَزّتْ بهَا أعْرَاضُنَا لا نُفَاتُهَا
- وَدَارِ حِفَاظٍ قَدْ حَلَلْنَا مَخُوفَةٍ
- سُرَاةً، قَلِيلٍ رِعْيُهَا وَنَبَاتُهَا
المزيد...
العصور الأدبيه