الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الاعشى >> كن كالسموأل >>
قصائدالاعشى
- شُرَيْحُ لا تَتْرُكَنّي بَعْدَ مَا عَلِقَتْ
- حِبالَكَ اليَوْمَ بَعْدَ القِدّ أظْفارِي
- قَدْ طُفْتُ ما بَينَ بَانِقْيَا إلى عَدَنٍ،
- وَطالَ في العُجْمِ تَرْحالي وَتَسيارِي
- فكانَ أوْفاهُمُ عَهْداً، وَأمنَعَهُمْ
- جَاراً أبُوكَ بِعُرْفٍ غَيرِ إنْكَارِ
- كالغَيْثِ ما استَمْطَرِوهُ جادَ وَابِلُه،
- وعِنْدَ ذِمّتِهِ المُسْتَأسِدُ الضّارِي
- كُنْ كالسّمَوْألِ إذْ سارَ الـهُمَامُ لَه
- في جَحْفَلٍ كَسَوَادِ اللّيلِ جَرّارِ
- جَارُ ابنِ حَيّا لمَنْ نَالَتْهُ ذِمّتُهُ
- أوْفَى وَأمْنَعُ مِنْ جَارِ ابنِ عَمّارِ
- بالأبْلَقِ الفَرْدِ مِنْ تَيْمَاءَ مَنْزِلُهُ،
- حِصْنٌ حَصِينٌ وَجارٌ غَيرُ غَدّارِ
- إذْ سامَهُ خُطّتَيْ خَسْفٍ، فَقالَ لـه:
- مَهْمَا تَقُلْهُ، فَإنّي سَامِعٌ حَارِ
- فَقالَ: ثُكْلٌ وَغَدْرٌ أنتَ بَينَهُما،
- فاختَرْ وَمَا فِيهِما حظٌّ لمُخْتَارِ
- فَشَكّ غَيرَ قَلِيلٍ، ثمّ قالَ لَهُ:
- اذْبَحْ هَدِيَّكَ إني مانعٌ جَارِي
- إنّ لَهُ خَلَفَاً كُنْتَ قَاتِلَهُ،
- وَإنْ قَتَلْتَ كَرِيماً غَيرَ عُوّارِ
- مالاً كَثيراً وَعِرْضاً غَيرَ ذي دَنَسٍ،
- وَإخْوَةً مِثْلَهُ لَيْسُوا بِأشْرَارِ
- جَرَوْا عَلى أدَبٍ مِنّي، بِلا نَزَقٍ،
- وَلا إذا شَمّرَتْ حَرْبٌ بِأغْمَارِ
- وَسَوْفَ يُعقِبُنيِهِ، إنْ ظَفِرْتَ بِهِ،
- رَبٌّ كَرِيمٌ وَبِيضٌ ذاتُ أطْهَارِ
- لا سِرُّهُنّ لَدَيْنَا ضَائِعٌ مَذِقٌ،
- وَكاتِماتٌ إذا استُودِعنَ أسرَارِي
- فَقَالَ تَقْدِمَةً، إذْ قَامَ يَقْتُلُهُ:
- أشرِفْ سَمَوْألُ فانظُرْ للدّمِ الجارِي
- أأقتُلُ ابْنَكَ صَبْراً أوْ تَجيءُ بِهَا
- طَوْعاً، فَأنْكَرَ هَذا أيَّ إنْكَارِ
- فَشَكّ أوْداجَهُ وَالصّدْرُ في مَضَضٍ
- عَلَيهِ، مُنطَوِياً كاللّذْعِ بِالنّارِ
- وَاخْتَارَ أدْرَاعَهُ أنْ لا يُسَبّ بهَا،
- وَلمْ يكُنْ عَهْدُهُ فِيهَا بِخَتّارِ
- وَقالَ: لا أشْتَرِي عاراً بمَكْرُمَةٍ
- فاختارَ مَكْرُمَةَ الدّنْيَا عَلى العَارِ
- وَالصّبْرُ مِنْهُ قَدِيماً شِيمَةٌ خُلُقٌ،
- وَوَنْدُهُ في الوَفَاءِ الثّاقِبُ الوَارِي
المزيد...
العصور الأدبيه