الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الاعشى >> كعبة نجران حتم عليك >>
قصائدالاعشى
كعبة نجران حتم عليك
الاعشى
- ألَمْ تَنْهَ نَفْسَكَ عَمّا بِهَا؟
- بَلَى عَادَهَا بَعْضُ أطْرَابِهَا
- لِجَارَتِنَا، إذْ رَأتْ لِمّتي،
- تَقُولُ، لَكَ الوَيْلُ أنّى بِهَا
- فَإنْ تَعْهَديِني، وَلي لِمّةٌ،
- فَإنّ الحَوَادِثَ ألْوَى بِهَا
- وَقَبْلَكِ سَاعَيْتُ في رَبْرَبٍ،
- إذَا نَامَ سَامِرُ رُقّابِهَا
- تُنَازِعُني إذْ خَلَتْ بُرْدَهَا،
- مُفَضَّلَةً غَيْرَ جِلْبَابِهَا
- فَلَمَا التَقَيْنَا عَلى بَابِهَا،
- وَمَدّتْ إليّ بِأسْبَابِهَا
- بَذَلْنَا لـهَا حُكْمَهَا عِنْدَنَا،
- وَجَادَتْ بِحُكْميِ لأُلْهى بِهَا
- فَطَوْراً تَكُونُ مِهَاداً لَنَا؛
- وَطَوْراً أكون فَيُعلى بِها
- على كلّ حالٍ لَها حالةٌ
- وكُلُّ الأجَارِيّ يُجْرَى بِهَا
- فَكَيْفَ بِدَهْرٍ خَلا ذِكْرُهُ؛
- وَكَيْفَ لِنِفْسٍ بِأعْجَابِهَا
- وَإذْ لِمّتي كَجَنَاحِ الغُدَافِ،
- تَرْنُو الكَعَابُ لإعْجَابِهَا
- أكَلْتُ السّنَامَ فَأفْنَيْتُهُ،
- وَشُدّ النُّسُوعُ بِأصْلابِهَا
- تَرَاهُنُّ مِنْ بَعْدِ إسْآدِهِن،
- وَسَيْرِ النّهَارِ وَتَدْآبِهَا
- طِوَالَ الأخادِعِ خُوصَ العُيونِ
- خِمَاصاً مَوَاضِعُ أحْقَابِهَا
- وَكَأسٍ شَرِبْتُ عَلى لَذّةٍ،
- وَأُخْرَى تَدَاوَيْتُ مِنْهَا بِهَا
- لِكَيْ يَعْلَمَ النّاسُ أنّي أمرُؤٌ
- أتَيْتُ المَعِيشَةَ مِنْ بَابِهَا
- كُمَيْتٍ يُرَى دونَ قَعْرِ الإنَى،
- كمِثْلِ قَذَى العَينِ يُقذَى بِهَا
- وَشَاهِدُنَا الوَرْدُ وَاليَاسَمِيـ
- ـنُ، وَالمُسْمِعَاتُ بِقُصّابِهَا
- وَمِزْهَرُنَا مُعْمَلٌ دَائِمٌ،
- فَأيُّ الثّلاثَةِ أُزْرَى بِهَا
- تَرَى الصّنْجَ يَبكي لَهُ شَجْوَهُ،
- مخَافَةَ أنْ سَوْفَ يُدْعَى بِهَا
- مَضَى لي ثَمانُونَ من مَوْلِدِي،
- كَذَلِكَ تَفْصِيلُ حُسّابِهَا
- فَأصْبَحْتُ وَدّعْتُ لَهْوَ الشّبَا
- ب وَالخَنْدَرِيسَ لأصْحَابِهَا
- أُحِبّ أثَافِتَ وَقْتَ القِطَافِ،
- وَوَقْتَ عُصَارَةِ أعْنَابِهَا
- وَكعْبَةُ نَجْرَانَ حَتْمٌ عَلَيْـ
- ـكِ حَتى تُنَاخي بِأبْوَابِهَا
- نَزُورُ يَزِيدَ، وَعَبْدَ المَسيِح،
- وَقَيْساً، هُمُ خَيْرُ أرْبَابِهَا
- إذا الحَبَراتُ تَلَوّتْ بِهِمْ،
- وَجَرّوا أسَافِلَ هُدّابِهَا
- لَهُمْ مَشْرَبَاتٌ لَهَا بَهْجَةٌ،
- تَرُوقُ العُيُونَ بِتَعْجَابِهَا
المزيد...
العصور الأدبيه