الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الاعشى >> بأبي الأشعث قيس >>
قصائدالاعشى
بأبي الأشعث قيس
الاعشى
- خَالَطَ القَلْبَ هُمُومٌ وَحَزَنْ،
- وَادّكَارٌ، بَعْدَمَا كَانَ اطْمَأنّ
- فَهْوَ مَشْغُوفٌ بِهِنْدٍ هَائِمٌ،
- يَرْعَوِي حِيناً، وَأحْيَاناً يَحِنّ
- بِلَعُوبٍ طَيّبٍ أرْدَانُهَا،
- رَخْصَةِ الأطْرَافِ، كَالرّئمِ الأغنّ
- وَهْيَ إنْ تَقْعُدْ نَقاً مِنْ عَالِجٍ،
- وَإذَا قَامَتْ نِيَافاً كَالشَّطَنْ
- يَنْتَهِي مِنْهَا الوِشَاحَانِ إلى
- حُبْلَةٍ، وَهْيَ بِمَتْنٍ كالرّسَنْ
- خُلِقَتْ هِنْدٌ لِقَلْبي فِتْنَةً
- هَكَذا تَعْرِضُ للنَّاسِ الفِتَنْ
- لا أرَاهَا في خَلاءٍ مَرّةً،
- وَهْيَ في ذَاكَ حَيَاءً لم تُزَنْ
- ثُمّ أرْسَلْتُ إلَيْهَا أنّني
- مُعْذِرٌ عُذْرِي فَرُدّيهِ بِأنْ
- وَبَدَرْتُ القَوْلَ، أنْ حَيّيْتُهَا،
- ثُمّ أنّشَأتُ أُفَدّي، وَأُهَنّ
- وَأُرَجّيهَا وَأخْشَى ذُعْرَهَا
- مِثْلَ مَا يُفْعَلُ بِالقَوْدِ السَّنَنْ
- رُبّ يَوْمٍ قَدْ تَجُودِينَ لَنَا
- بعَطَايَا، لَمْ تُكَدّرْهَا المِنَنْ
- أنْتِ سَلْمَى هَمُّ نَفْسِي، فاذكرِي
- سَلْمُ، لا يُوجَدُ للنّفْسِ ثَمَنْ
- وَعَلالٍ وَظِلالٍ بَارِدٍ،
- وَفَلِيجِ المِسْكِ وَالشّاهِسْفَرَنْ
- وَطِلاءٍ خُسْرُوَانيٍّ، إذَا
- ذَاقَهُ الشّيْخُ تَغَنّى وَارْجَحَنْ
- وَطَنَابِيرَ حِسَانٍ صَوْتُهَا،
- عِنْدَ صَنْجٍ، كُلّمَا مُسّ أرَنّ
- وَإذَا المُسْمِعُ أفْنَى صَوْتَهُ،
- عَزَفَ الصّنْجُ فَنَادى صَوْتَ وَنّ
- وَإذا مَا غُضّ مِنْ صَوْتَيْهِمَا
- وَأطَاعَ اللّحْنُ غَنّانَا مُغَنّ
- وَإذا الدّنُّ شَرِبْنَا صَفْوَهُ،
- أمَرُوا عَمْراً، فَنَاجَوْهُ بِدَنّ
- بِمَتَالِيفَ أهَانُوا مَالَهُمْ
- لِغِنَاءٍ، وَلِلِعْبٍ، وَأذَنْ
- فَتَرَى إبْرِيقَهُمْ مُسْتَرْعِفاً
- بِشَمُولٍ صُفّقَتْ مِنْ مَاءِ شَنّ
- غُدْوَةً حَتّى يَمِيلُوا أُصُلاً،
- مِثْلَ مَا مِيلَ بِأصْحابِ الوَسَنْ
- ثُمّ رَاحُوا مَغْرِبَ الشّمْسِ إلى
- قُطُفِ المَشْيِ، قَلِيلاتِ الحَزَنْ
- عَدِّ هَذا في قَرِيضٍ غَيْرِهِ،
- وَاذْكُرَنْ في الشّعرِ دِهقانَ اليَمنْ
- بِأبي الأشْعَثِ قَيْسٍ، إنّهُ
- يَشْتَرِي الحَمدَ بمَنْفُوسِ الثّمَنْ
- جِئْتُهُ يَوْماً، فَأدْنَى مَجْلِسي
- وَحَبَاني بِلَجُوجٍ في السُّنَنْ
- وَثَمَانِينَ عِشَارٌ، كُلُّهَا
- آرِكَاتٌ في بَرِيمٍ وَحَضَنْ
- وَغُلامٍ قَائمٍ ذِي عَدْوَةٍ
- وَذَلُولٍ جَسْرَةٍ مِثْلِ الفَدَنْ
المزيد...
العصور الأدبيه