الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الاعشى >> امرؤ من عصبة قيسية >>
قصائدالاعشى
امرؤ من عصبة قيسية
الاعشى
- أجُبَيرُ هَلْ لأسِيرِكُمْ مِنْ فَادِي
- أمْ هَلْ لطَالِبِ شِقّةٍ مِنْ زَادِ
- أمْ هَلْ تُنَهْنَهُ عَبْرَةٌ عَنْ جارِكمْ
- جَادَ الشّؤون بهَا تَبُلّ نِجَادِي
- مِنْ نَظْرَةٍ نَطَرَتْ ضُحًى، فَرأيتُها،
- وَلمَنْ يَحِينُ عَلى المَنِيّةِ، هَادي
- بَينَ الرّوَاقِ وَجَانِبٍ مِنْ سَيْرِهَا
- مِنْهَا وَبَينَ أرَائِكِ الأنْضَادِ
- تَجْلُو بِقَادِمَتَىْ حَمَامَةِ أيْكَةٍ
- بَرَداً، أُسِفّ لِثَاتُهُ بِسَوَادِ
- عَزْبَاءُ إذْ سُئِلَ الخِلاسُ كأنّمَا
- شَرِبَتْ عَلَيْهِ بَعْدَ كُلّ رُقَادِ
- صَهْبَاءَ صَافِيَةً، إذا ما استُودِفَتْ
- شُجّتْ غَوَارِبُهَا بِمَاءِ غَوَادِي
- إنْ كُنتِ لا تَشْفِينَ غُلّةَ عَاشِقٍ،
- صَبٍّ يُحِبّكِ، يا جُبَيْرَةُ، صَادِي
- فَانْهَيْ خَيالَكِ أنْ يَزُورَ، فإنّهُ
- في كلّ مَنْزِلَةٍ يَعُودُ وِسَادِي
- تُمْسِي فَيَصْرِفُ بَابُهَا مِنْ دونِها
- غَلقاً صَريف مَحالةِ الأمسادِ
- أحدث لَها تُحدثْ لوصلكَ إنَّهَا
- كُنُدٌ لِوَصْلِ الزّائِرِ المُعْتَادِ
- وَأخُو النّساءِ مَتى يَشأ يَصرِمْنَهُ،
- وَيَكُنّ أعْدَاءً بُعَيْدَ وِدَادِ
- وَلَقَدْ أنَالُ الوَصْلَ في مُتَمَنِّعٍ،
- صَعْبٍ، بَنَاهُ الأوّلُونَ، مَصَادِ
- أنّى تَذَكَّرُ وُدّهَا وَصَفَاءَهَا،
- سَفَهاً، وَأنْتَ بِصُوّةِ الأثْمَادِ
- فَشِبَاكِ بَاعِجَةٍ، فَجَنْبَيْ جائرٍ،
- وَتَحُلّ شَاطِنَةً بِدَارِ إيَادِ
- مَنَعَتْ قِيَاسُ المَاسِخِيّةِ رَأسَهُ
- بِسِهَامِ يَتْرِبَ أوْ سِهَام بَلادِ
- وَلَقَدْ أُرَجِّلُ جُمّتى بِعَشِيّةٍ
- للشَّرْبِ قَبْلَ سَنَابِكِ المُرْتَادِ
- وَالبِيضِ قد عَنَستْ وَطالَ جِرَاؤهَا،
- وَنَشَأنَ في قِنٍّ وَفي أذْوَادِ
- وَلَقَدْ أُخَالِسُهُنّ مَا يَمْنَعْنَني
- عُصُراً، يَمِلْنَ عَليّ بِالأجْيَادِ
- وَلَقَدْ غَدَوْتُ لعازِبٍ مُستَحْلِسِ الـ
- ـقَرْبَانِ، مُقتَاداً عِنَانَ جَوَادِ
- فَالدّهْرُ غَيّرَ ذاكَ يا ابنَةَ مَالِكٍ،
- وَالدّهْرُ يُعْقِبُ صَالحاً بِفَسَادِ
- إنّي امْرُؤٌ مِنْ عُصْبَةٍ قَيْسِيّةٍ،
- شُمِّ الأُنُوفِ، غَرَانِقٍ أحْشَادِ
- الوَاطِئِينَ عَلى صُدُورِ نِعَالِهِمْ،
- يَمْشُونَ في الدَّفَنيّ وَالأبْرَادِ
- وَالشّارِبِينَ، إذا الذّوَارِعُ غُولِيَتْ،
- صَفْوَ الفِضَالِ بِطَارِفٍ وَتِلادِ
- وَالضّامِنِينَ بقَوْمِهِمْ يَوْمَ الوَغَى،
- للحَمْدِ يَوْمَ تَنَازُلٍ وَطِرَادِ
- كَمْ فيهِمُ مِنْ فَارِسٍ يَوْمَ الوَغَى
- ثَقْفِ اليَدَيْنِ يَهِلّ بِالإقْصَادِ
- وَإذا اللّقَاحُ تَرَوّحَتْ بِأصِيلَةٍ،
- رَتَكَ النّعَامِ عَشِيّةَ الصُّرّادِ
- جَرْياً يَلُوذُ رِبَاعُهَا مِنْ ضُرّهَا،
- بِالخَيْمِ بَينَ طَوَارِفٍ وَهَوَادِي
- حَجَرُوا عَلى أضْيَافِهِمْ وَشَوَوْا لـهمْ
- مِنْ شَطّ مُنْقِيَةٍ وَمِنْ أكْبَادِ
- وَإذا القِيَانُ حَسِبْتَهَا حَبَشِيّةً،
- غُبْراً وَقَلّ حَلائِبُ الأرْفَادِ
- وَيَقُولُ مِنْ يَبْقِيهِمْ بِنَصِيحَةٍ،
- هَلْ غَيرُ فِعْلِ قَبِيلَةٍ مِنْ عَادِ
- وَإذا العَشِيرَةُ أعْرَضَتْ سُلاّفُهَا،
- جَنِفِينَ مِنْ ثَغْرٍ بِغَيْرِ سِدَادِ
- فَلَقَدْ نَحُلّ بِهِ، وَنَرْعَى رِعْيَهُ،
- وَلَقَدْ نَلِيهِ بِقُوّةٍ وَعَتَادِ
- نَبْقي الغِبَابَ بجَانِبَيْهِ وَجَامِلاً،
- عَكَراً مَرَاتِعُهُ بِغَيرِ جَهَادِ
- لمْ يَزْوِهِ طِرَدٌ فَيُذْعَرَ دَرْؤهُ،
- فَيُلِجَّ في وَهَلٍ وَفي تَشْرَادِ
- وَإذا يُثَوِّبُ صَارِخٌ مُتَلَهّفٌ،
- وَعَلا غُبَارٌ سَاطِعٌ بِعِمَادِ
- رَكِبَتْ إلَيْكَ نَزَائِعٌ مَلْبُونَةٌ،
- قُبُّ البُطُونِ يَجُلْنَ في الألْبَادِ
- مِنْ كُلّ سَابِحَةٍ وَأجْرَدَ سَابِحٍ
- تَرْدِي بِأُسْدِ خَفِيّةٍ، وَصِعَادِ
- إذْ لا يُرَى قَيْسٌ يكونُ كَقَيْسِنَا
- حَسَباً، وَلا كَبَنِيهِ في الأوْلادِ
المزيد...
العصور الأدبيه