الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الاعشى >> الفتاة الصغيرة >>
قصائدالاعشى
الفتاة الصغيرة
الاعشى
- أوَصَلْتَ صُرْمَ الحَبْلِ مِنْ
- سَلْمَى لِطُولِ جِنَابِهَا
- وَرَجَعْتَ بَعْدَ الشّيْبِ تَبْـ
- غِي وُدّهَا بِطِلابِهَا
- أقْصِرْ، فَإنّكَ طَالَمَا
- أُوضِعْتَ في إعْجَابِهَا
- أوَلَنْ يُلاحَمَ في الزّجَا
- جَةِ صَدْعُهَا بِعِصَابِهَا
- أوَلَنْ تَرَى في الزُّبْرِ بَيَـ
- ـنَةً بِحُسْنِ كِتَابِهَا
- إنّ القُرَى يِوْماً سَتَهْـ
- ـلِكُ قَبْلَ حَقّ عَذَابِهَا
- وَتَصِيرُ بَعْدَ عِمَارَةٍ
- يَوْماً لأمْرِ خَرَابِهَا
- أوَلَمْ تَرَيْ حِجْراًـ وَأنْـ
- ـتِ حَكِيمَةُ ـ وَلِمَا بِهَا
- إنّ الثّعَالِبَ بِالضّحَى
- يَلْعَبْنَ في مِحْرَابِهَا
- وَالجِنّ تَعْزِفُ حَوْلَهَا،
- كَالحُبْشِ في مِحْرَابِهَا
- فَخَلا لِذَلِكَ مَا خَلا
- مِنْ وَقْتِهَا وَحِسَابِهَا
- وَلَقَدْ غَبَنْتُ الكَاعِبَا
- تِ أحَظُّ مِنْ تَخْبَابِهَا
- وَأخُونُ غَفْلَةَ قَوْمِهَا،
- يَمْشُونَ حَوْلَ قبَابِهَا
- حَذَراً عَلَيْهَا أنْ تُرَى،
- أوْ أنْ يُطَافَ بِبَابِهٍا
- فَبَعَثْتُ جِنَيّاً لَنَا
- يَأتي بِرَجْعِ حَديِثِهَا
- فَمَشَى، وَلمْ يَخْشَ الأنِيـ
- ـسَ فَزَارَهَا وَخَلا بِهَا
- فَتَنَازَعَا سِرّ الحّديِـ
- ـثِ، فَأنْكَرَتْ، فَنَزَا بِهَا
- عَضْبُ اللّسَانِ مُتَقِّنٌ
- فَطِنٌ لِمَا يُعْنى بِهَا
- صَنَعَ بِلينِ حَديثَها،
- فدنَتْ عُرى أسبابِها
- قالتْ قَضيتَ قضيةً
- عدلاً لَنا يُرضى بِهَا
- فَأرَادَهَا كَيْفَ الدّخُو
- لُ، وَكَيْفَ مَا يُؤتَى لـهَا
- في قُبةٍ حَمْرَاءَ زَيّـ
- ـنَهَا ائْتِلاقُ طِبَابِهَا
- وَدَنَا تَسَمُّعُهُ إلى
- مَا قَالَ، إذْ أوْصَى بِهَا
- إنَّ الفتاةَ صَغيرةٌ
- غِرٌّ فلا يُسدَى بِها
- وَاعْلَمْ بِأنّي لَمْ أُكَدَ
- مْ مِثْلَهَا، بِصِعَابِهَا
- إنّي أخَافُ الصُّرْمَ مِنْـ
- ـهَا أوْ شَحِيجَ غُرَابِهَا
- فَدَخَلْتُ، إذْ نَامَ الرّقِيـ
- ـبُ، فَبِتُّ دُونَ ثِيَابِهَا
- حَتى إذا مَا اسْتَرْسَلَتْ
- مِنْ شِدّةٍ لِلِعَابِهَا
- قَسّمْتُهَا قِسْمَيْنِ كُـ
- ـلَّ مُوَجَّهٍ يُرْمَى بِهَا
- فَثَنَيْتُ جِيدَ غَرِيرَةٍ،
- وَلمَسْتُ بَطْنَ حِقَابِهَا
- كَالحُقّةِ الصّفْرَاءِ صَا
- كَ عَبِيرُهَا بِمَلابِهَا
- وَإذا لَنَا نَامُورَةٌ
- مَرْفُوعَةٌ لِشَرَابِهَا
- وَنَظَلّ تَجْرِي بَيْنَنَا،
- وَمُفَدَّمٌ يَسْقي بِهٍا
- هَزِجٌ عَلَيْهِ التَّوْمَتَا
- نِ، إذا نَشَاءُ عَدَا بِهَا
- وَوَدِيقَةٍ شَهْبَاءَ رُدّ
- يَ أَكْمُهَا بِسَرَابِهَا
- رَكَدَتْ عَلَيْهَا يَوْمَهَا،
- شَمْسٌ بِحَرّ شِهَابِهَا
- حَتى إذا مَا أُوقِدَتْ،
- فَالجَمْرُ مِثْلُ تُرَابِهَا
- كَلّفْتُ عَانِسَةً أَمُو
- ناً في نَشَاطِ هِبَابِهَا
- أكْلَلْتُهَا بعدَ المرا
- حِ فآلَ مِنْ أصلابِهَا
- فشكت إليَّ كَلالَهَا،
- وَالجَهْدَ مِنْ أتْعَابِهَا
- وَكَأنّهَا مَحْمُومُ خَيْـ
- ـبَرَ،بَلَّ مِنْ أوْصَابِهَا
- لَعِبَتْ بِهِ الحُمّى سِنِيـ
- ـنَ، وَكَانَ مِنْ أصْحَابِهَا
- وَرَدَتْ عَلى سَعْدِ بْنِ قَيْـ
- ـسٍ نَاقَتي، وَلِمَا بِهَا
- فَإذا عَبِيدٌ عُكَّفٌ،
- مُسَكٌ عَلى أنْصَابِهَا
- وَجَمِيعُ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْـ
- ـدٍ، بَعْدُ، حَوْلَ قِبَابِهَا
- مِنْ شُرْبِهَا المُزّاءَ مَا اسْـ
- ـتَبْطَنْتُ مِنْ إشْرَابِهَا
- وَعَلِمْتُ أنّ اللـهَ عَمْـ
- ـداً حَسّهَا وَأرَى بِهَا
المزيد...
العصور الأدبيه