الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> كثير عزة >> لعزَّة َ هاجَ الشًّوقَ فالدّمعُ سافحُ >>
قصائدكثير عزة
لعزَّة َ هاجَ الشًّوقَ فالدّمعُ سافحُ
كثير عزة
- لعزَّة َ هاجَ الشًّوقَ فالدّمعُ سافحُ
- مَغانٍ وَرَسْمٌ قَدْ تَقَادَمَ ماصِحُ
- بذي المَرْخِ والمَسْرُوحِ غيّرَ رَسمَها
- ضَروبُ النَّدَى قَدْ أَعْتَقَتْهَا البَوَارِحُ
- لِعَيْنَيْكَ مِنها يَوْمَ حَزْمِ مَبَرَّة ٍ
- شَريجَانِ مِنْ دَمْعٍ: نَزِيعٌ وَسَافِحُ
- أتيٌّ وَمَفْعُومٌ حَثيثٌ كأنّهُ
- غروبُ السّواني أترعتها النَّواضحُ
- إذا ما هرقنَ الماءَ ثم استقينَهُ
- سَقَاهُنَّ جَمٌّ مِنْ سُمَيْحَة طَافِحُ
- لياليَ منها الواديانِ مظنَّة ٌ
- فبُرقُ العنابِ دارُها فالأباطحُ
- لياليَ لا أَسْمَاءُ قالٍ مودّع
- ولا مُرْهِنٌ يوماً لك البذلَ جارِحُ
- صَديقٌ إذَا لاَقَيْتَهُ عَنْ جَنابة ٍ
- أَلَدُّ إذا نَاشَدْتَهُ العَهْدَ بائِحُ
- وإذْ يبرئُ القرحى المِراضَ حديثُها
- وَتَسْمُو بأسْمَاءَ القُلُوبُ الصَّحَائِحُ
- فأُقسمُ لا أنسى ولو حالَ دونَها
- مَعَ الصَّرْمِ عَرْضُ السّبْسبِ المُتَنَازحُ
- أمنّي صرمتِ الحبلَ لمّا رأيتني
- طريدَ حروبٍ طرَّحتهُ الطَّوارحُ
- فأَسْحَقَ بُرادُهُ وَمَحَّ قميصه
- فأثوابهُ ليستْ لهنَّ مضارحُ
- فأعرضتِ إنَّ الغدرَ منكنَّ شيمة ٌ
- وفجعَ الأمينِ بغتة ً وهو ناصحُ
- فلا تَجْبَهِيهِ وَيْبَ غيرِكِ إنَّهُ
- فتى ً عنْ دنيّاتِ الخلائقِ نازحُ
- هُوَ العَسَلُ الصَّافِي مِرَاراً وتارة ً
- هو السُّمُّ تستدمي عليهِ الذَّرارحُ
- لعلَّكِ يوماً أن تَرَيْهِ بِغِبْطَة ٍ
- تودّينَ لو يأتيكُمُ وهوَ صافحُ
- يروقُ العيونَ الناظراتِ كأنَّهُ
- هِرْقليُّ وَزْنٍ أَحْمَرُ التِّبرِ رَاجِحُ
- وآخرُ عهدٍ منكِ يا عزُّ إنّهُ
- بِذِي الرِّمثِ قَولٌ قُلْتِهِ وَهْوَ صَالِحُ
- مُلاحُكِ بالبردِ اليماني وقد بدا
- من الصَّرمِ أشراطٌ لهُ وهو رائحُ
- ولم أدرِ أنَّ الوصلَ منكِ خلابة ٌ
- كَجَارِي سَرَابٍ رَقْرَقَتْهُ الصَّحاصِحُ
- أغرَّكِ مِنَّا أنَّ دَلَّكِ عندنا
- وإسجادَ عينيكِ الصَّيودينِ رابحُ؟!
- وأنْ قَدْ أَصَبْتِ القَلْبَ منّي بِغُلَّة ٍ
- وصبٍّ لهُ في أسوَدِ القلبِ قادحُ؟!
- وَلَوْ أَنَّ حبّي أُمَّ ذِي الوَدْعِ كُلَّهُ
- لأَهْلِكِ مالٌ لمْ تَسَعْهُ المَسارِحُ
- يَهِيمُ إلى أَسْمَاءَ شَوقاً وَقَدْ أَتَى
- لهُ دونَ أسماءَ الشُّغولُ السَّوانحُ
- وأقْصَرَ عن غَرْبِ الشَّبَابِ لِدَاتُهُ
- بعاقبة ٍ وابيضَّ منهُ المسائحُ
- ولكنّهُ مِنْ حُبِّ عَزَّة َ مُضْمِرٌ
- حباءً بهِ قدْ بطّنتهُ الجوانحُ
- تُصرِّدُنا أسماءُ، دامَ جمالُها
- وَيَمْنَحُها منّي المودَّة َ مانِحُ
- خليليَّ! هل أبصرتُما يومَ غيقة ٍ
- لعزَّة َ أظعاناً لهنَّ تمايُحُ
- ظَعائِنُ كالسَّلوى التي لا يُحزنها
- أَوِ المنّ، إذْ فاحَتْ بِهِنَّ الفَوَائِحُ
- كأنَّ قَنَا المرّانِ تَحْتَ خُدُورِهِا
- ظباءُ الملا نِيطَتْ عليها الوَشَائِحُ
- تَحَمَّلُ في نَجْرِ الظَّهِيرَة ِ بَعْدَما
- توقَّدَ من صحنِ السُّرير الصَّرادحُ
- عَلَى كلّ عَيْهَامٍ يَبُلُّ جَدِيلَهُ
- يُجيلُ بذِفْرَاهُ، وباللِّيتِ قَامِحُ
- خَلِيلَيَّ رُوحَا وانْظُرا ذَا لُبانَة ٍ
- بِهِ باطنٌ منْ حُبّ عَزَّة َ فَادِحُ
- سبتني بعينيْ ظبية ٍ يستنيمُها
- إلى أُرُكٍ بالجزعِ من أرضِ بيشة ٍ
- عَلَيهنَّ صيّفْنَ الحَمَامُ النَّوائِحُ
- كأنَّ القماريَّ الهواتفَ بالضُّحى
- إذا أظهرتْ قيناتُ شربٍ صوادحُ
- وذي أشرٍ عذبِ الرُّضابِ كأنَّهُ
- -إذا غارَ أردافُ الثريّا السوابحُ-
- مُجاجة ُ نحلٍ في أباريقَ صُفِّقتْ
- بصفقِ الغوادي شعشعته المجادحُ
- ويُروى بريّاها الضَّجيعُ المُكافحُ
- وَغِرٍّ يُغادي ظَلْمَهُ بِبَنَانِها
- مع الفَجْرِ من نَعمانَ أَخْضَرُ مَائِحُ
- قضى كلَّ ذِي دَيْنٍ وعزَّة ُ خُلّة ٌ
- لهُ لم تُنلهُ فهوَ عطشانُ قامحُ
- وإني لأكْمي النَّاسَ ما تَعِدِينَني
- من البخلِ أنْ يثري بذلك كاشحُ
- وأرضى بغيرِ البذلِ منها لعلَّها
- تُفَارِقُنا أَسْمَاءُ والودُّ صَالِحُ
- وأصبحتُ وَدَّعْتُ الصِّبا غيرَ أنَّني
- لعزَّة َ مُصفٍ بالمناسبِ مادحُ
- أبائنة ٌ يا عزُّ غدواً نواكمُ
- سقتكِ الغوادي خلفة ً والروائحُ
- من الشُمِّ مِشْرَافٌ يُنِيفُ بقُرْطها
- أَسِيلٌ إذا ما قُلّدَ الحَلْيَ وَاضِحُ
المزيد...
العصور الأدبيه