الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> كثير عزة >> أشاقكَ برقٌ آخرَ الليلِ واصبُ >>
قصائدكثير عزة
أشاقكَ برقٌ آخرَ الليلِ واصبُ
كثير عزة
- أشاقكَ برقٌ آخرَ الليلِ واصبُ
- تضمّنهُ فرْشُ الجَبَا فالمَسَارِبُ
- يجرُّ ويستأني نشاصاً كأنَّهُ
- بغَيْقَة َ حادٍ جَلْجَلَ الصَّوْتَ جالبُ
- تألَّقَ واحمومى وخيَّمَ بالرُّبى
- أحمُّ الذُّرى ذو هيدبٍ متراكبُ
- إذا حرّكتهُ الريحُ أرزمَ جانبٌ
- بلا هزَقٍ مِنه وأوْمضَ جانِبُ
- كما أمضت بالعينِ ثمَّ تبسَّمتْ
- خَريعٌ بدا منها جبينٌ وحاجِبُ
- يمجُّ النَّدى لا يذكُر السَّيرَ أهلهُ
- ولا يَرْجع الماشي بِهِ وَهْوَ جادِبُ
- وَهبْتُ لسُعدى ماءهُ وَنَبَاتَهُ
- كما كُلُّ ذي وُدّ لِمَنْ وَدَّ وَاهِبُ
- لتروى به سعدى ويروى محلُّها
- وتُغدِقَ أعدادٌ به ومشارِبُ
- تذكرت سُعدي والمطيُّ كأنَّهُ
- بآكامِ ذي رَيْطٍ غَطاطٌ قَوارِبُ
- فَقَدْ فُتْنَ مُلْتجّاً كأنَّ نئيجَهُ
- سُعالُ جَوٍ أعْيَتْ عليه الطَّبَائِبُ
- فقلتُ وَلَمْ أمْلِكْ سَوَابِقَ عَبْرَة ٍ
- سقى أهلَ بيسانَ الدُّجونُ الهواضبُ
- وإنّي ولو صَاحَ الوشاة ُ وطَرَّبوا
- لَمُتَّخِذٌ سُعْدى شباباً فناسبُ
- يقولون أجْمِعْ من عُزيْزَة َ سَلْوَة ً
- وكيف؟ وهل يسلو اللَّجوجُ المطالبُ؟
- أعزُّ! أجدَّ الرَّكبُ أن يتزحزحوا
- وَلَمْ يعتبِ الزَّاري عليكِ المعاتبُ
- فأحْيي هداكِ الله مَنْ قَدْ قَتَلِهِ
- وعاصي كما يُعْصى لديه الأقاربُ
- وإنَّ طلابي عانساً أمَّ ولدة ٍ
- لممّا تُمَنّيني النُّفوسُ الكواذبُ
- ألا ليتَ شعري هل تغيَّرَ بعدنا
- أراكٌ فصرْما قادم،فتناضِبُ؟
- فبُرقُ الجبا، أم لا ؟ فهنَّ كعهدنا
- تنزّى على آرامهنَّ الثعالبُ
- تقي اللهُ فيهِ - أمَّ عمروٍ-ونوِّلي
- موَدَّتَهُ لا يَطْلُبَنَّكِ طَالِبُ
- ومن لا يُغَمِّضْ عَينَهُ عن صَديقِهِ
- وَعَنْ بَعْضِ ما فيه يَمُتْ وَهُوَ عَاتِبُ
- ومن يَتَتَبَّعْ جاهِداً كلَّ عَثْرَة ٍ
- يجدْها ولا يسْلَمْ له الدَّهْرَ صاحِبُ
- فلا تأمنيهِ أن يسرَّ شماتة ً
- فيُظهرها إن أعقبتهُ العواقبُ
- كأنْ لم أقل والليلُ ناجٍ بريدُهُ
- وقد غالَ أميالَ الفِجَاجِ الرَّكائِبُ
- خليليَّ حثّا العيسَ نصبحْ وقد بدتْ
- لنا من جِبَالِ الرّامتينِ مَناكِبُ
- فوالله ما أدري أآتٍ على قلى ً
- وبادي هوانٍ منكمُ ومغاضبُ
- سَأَمْلُكُ نفسي عَنْكُمْ إنْ ملكتُها
- وهلْ أغلبنْ إلاّ الذي أنا غالبُ
- حليلة ُ قذّافِ الديارِ كأنّهُ
- إذا ما تَدانينا من الجيشِ هارِبُ
- إذا ما رآني بارزاً حالَ دونَها
- بمَخْبَطَة ٍ يا حُسْنَ مَنْ هُوَ ضَارِبُ
- ولو تُنْقَبُ الأضْلاعُ أُلْفِيَ تَحْتَها
- لسعدى بأوساطِ الفؤادِ مضاربُ
- بها نعمٌ من ماثلِ الحبِّ واضحٌ
- بمجتمعِ الأشراجِ ناءٍ وقاربُ
- تَضَمّنَ داءً منذ عِشْرِينَ حِجّة ً
- لَكُمْ ما تُسَلّيهِ السّنونَ الكواذبُ
المزيد...
العصور الأدبيه