الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> كثير عزة >> أبائنة ٌ سُعدى ؟ نعمْ ستبينُ >>
قصائدكثير عزة
أبائنة ٌ سُعدى ؟ نعمْ ستبينُ
كثير عزة
- أبائنة ٌ سُعدى ؟ نعمْ ستبينُ
- كما انبَتَّ مِنْ حَبْلِ القَرِينِ قرينُ
- أإنْ زُمَّ أَجْمَالٌ وَفَارَقَ جِيرة ٌ
- وصاحَ غرابُ البينِ أنتَ حزينُ؟
- كأَنَّكَ لم تَسْمَعْ ولم تَرَ قَبْلَها
- تَفَرُّقَ أُلاّفٍ لَهُنَّ حَنينُ
- حَنِينٌ إلى أُلاَّفهِنَّ وقدْ بَدا
- لهُنَّ مِن الشَّكِّ الغَداة َ يَقينُ
- وهاجَ الهوى أَظْعانُ عزَّة َ غُدوَة ً
- وقد جعلتْ أقرانُهُنَّ تبينُ
- فَلَمّا استَقَلَّتْ عن مَنَاخٍ جِمَالُها
- وأَسْفَرْنَ بالأَحْمَالِ قُلْتُ سَفينُ
- تأَطَّرْنَ في المِينَاءِ ثُمَّ تَرَكْنَهُ
- وقد لاحَ مِنْ أثْقَالهنَّ شُحونُ
- كأنّي وقد نكِّبنَ بُرقة َ واسطٍ
- وخلَّفنَ أحواضَ النُّجيلِ طعينُ
- فأتبعتُهُمْ عينيَّ حتّى تلاحمتْ
- عليها قنانٌ من خفيننَ جونُ
- فَقَدْ حَالَ مِنْ حَزْمِ الحَمَاتينِ دونهم
- وأعرضَ منْ وادي البُليدِ شُجونُ
- وَفَاتَتْكَ عِيرُ الحَيّ لمّا تَقَبَّلَتْ
- ظهورٌ بهمْ من ينبُعٍ وبطونُ
- وقد حال من رَضْوى وَضَيْبر دُونَهُمْ
- شمارخُ للأروى بهنَّ حصونُ
- على الكُمتِ أو أشباهها غيرَ أنَّها
- صُهابيّة ٌ حُمْرُ الدُّفوفِ وَجونُ
- وأعرضَ ركبٌ من عباثرَ دونهمْ
- وَمِنْ حَدِّ رَضْوَى المكْفهرِّ جبينُ
- فأخلفنَ ميعادي وخُنَّ أمانتي
- وَلَيْسَ مَنْ خَانَ الأمانَة َ دينُ
- وأورثنه نأياً فأضحى كأنَّهُ
- مخالطُهُ يومَ السُّريرِ جنونُ
- كذبنَ صفاءَ الوُدِّ يومَ شنوكة ٍ
- وأدرَكَني مِنْ عَهْدِهِنَّ وُهُونُ
- وإنَّ خَليلاً يُحْدِثُ الصُّرم كلَّما
- نأيتَ وشطَّتْ دارُهُ لظنونُ
- وطافَ خيالُ الحاجبيّة موهناً
- ومرٌّ وقرنٌ دونها ورنينُ
- وعاذلة ٍ ترجو لياني نجهتُها
- بأنْ ليسَ عندي للعواذلِ لينُ
- تَلُومُ امرءاً في عنفوانِ شبابِهِ
- ولِلتَّرْكِ أشْياعَ الصَّبَابَة ِ حينُ
- وما شعرتْ أنَّ الصِّبا إذْ تلومني
- على عهدِ عادٍ للشَّبابِ خدينُ
- وأنّي ولوْ داما لأعلمُ أنَّني
- لحفرة ِ موتٍ مَرَّة ً لدفينُ
- وأنّيَ لم أعلمْ ولم أجدِ الصِّبا
- يُلائِمُهُ إلا الشَّبَابَ قرينُ
- وأنَّ بياضَ الرَّأسِ يُعقِبُ بالنُّهى
- ولكنَّ أطلالَ الشَّبابِ تَزينُ
- لَعَمْرِي لقد شَقَّتْ عليَّ مريرة ٌ
- ودارٌ أحلَّتكِ البُويبَ شطُونُ
المزيد...
العصور الأدبيه