الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> كثير عزة >> ألا حَيِّيَا لَيْلى أجَدَّ رَحيلي >>
قصائدكثير عزة
ألا حَيِّيَا لَيْلى أجَدَّ رَحيلي
كثير عزة
- ألا حَيِّيَا لَيْلى أجَدَّ رَحيلي
- وآذَنَ أصْحَابي غَداً بقُفُولِ
- تبدَّتْ لهُ ليلى لتغلبَ صبرهُ
- وَهَاجَتْكَ أُمُّ الصَّلْتِ بعْدَ ذُهُولِ
- أُرِيدُ لأنْسَى ذِكْرَهَا فَكَأَنَّمَا
- تمثَّلُ لي ليلى بكلِّ سبيلِ
- إذا ذُكِرَتْ ليلى تَغَشَّتْكَ عَبْرَة ٌ
- تُعَلُّ بها العَيْنَانِ بَعْدَ نُهُولِ
- وكم من خليلٍ قال لي لو سألتَها
- فقلت: نعمْ ليلى أضنُّ خليلِ
- وأَبْعَدُه نَيْلاً وأَوْشَكُهُ قِلًى
- وإن سُئلتْ عرفاً فشرُّ مسولِ
- حلفتُ بربِّ الرّاقصاتِ إلى منى ً
- خلالَ الملا يمدُدنَ كلَّ جديلِ
- تراها وفاقاً بينهنَّ تفاوتٌ
- ويمددنَ بالإهلالِ كلَّ أصيلِ
- تَوَاهَقْنَ بِالحُجّاجِ مِنْ بَطْنِ نَخْلَة ٍ
- وَمِنْ عَزَوَرٍ والخَبْتِ خَبْتِ طَفِيلِ
- بِكُلِّ حَرَامٍ خَاشِعٍ مُتَوَجِّهٍ
- إلى الله يَدْعُوه بِكُلّ نقيلِ
- على كلِّ مذعانِ الرّواح معيدة ٍ
- ومخشيّة ٍ ألاّ تعيد هزيلِ
- شوامذَ قد أرتجنَ دون أجنَّة ٍ
- وهوجٍ تبارى في الأزمّة ِ حولِ
- يمينَ امرئٍ مستغلظٍ بأليّة ٍ
- ليُكذِبَ قِيلاً قَدْ ألَحَّ بقيلِ
- لقد كذبَ الواشون ما بحتُ عندهُمْ
- بليلى ولا أرسلتهم برسيلِ
- فإن جاءكِ الواشونَ عني بكذبة ٍ
- فروْها ولم يأتوا لها بحويلِ
- فَلاَ تَعْجِلي يَا لَيْلَ أنْ تَتَفَهَّمِي
- بِنُصْحٍ أتى الوَاشُون أمْ بِحُبُولِ
- فإنْ طبتِ نفساً بالعطاءِ فأجزلي
- وخيرُ العطايا ليلَ كلُّ جزيلِ
- وإلاّ فإجمالٌ إليّ فإنّني
- أُحِبُّ من الأخلاقِ كُلّ جميلِ
- فإنْ تَبذُلي لي منكِ يَوماً مَوَدَّة ً
- فَقِدْماً صَنَعتِ القَرْضَ عِنْدَ بَذُولِ
- وإنْ تَبْخَلي يا لَيْلَ عَنّي فإنّني
- تُوَكّلُني نَفْسِي بكلّ بخيلِ
- ولستُ براضٍ من خليلي بنائلٍ
- قليلٍ ولا رَاضٍ لَهُ بقليلِ
- وَلَيْسَ خَلِيلي بالمَلُولِ ولا الَّذي
- إذا غبتُ عنهُ باعني بخليلِ
- ولكنْ خليلي منْ يدومُ وصالُهُ
- ويحفظُ سرّي عندَ كلِّ دخيلِ
- ولم أرَ من ليلى نوالاً أعدُّهُ
- ألا ربّما طالبتُ غيرَ منيلِ
- يلومُكَ في ليلى وعقلُكَ عندها
- رجالٌ ولم تذهبْ لهم بعقولِ
- يقولون ودّعْ عنكَ ليلى ولا تهمْ
- بِقَاطِعَة ِ الأقْرَانِ ذاتِ حليلِ
- فَمَا نَقَعَتْ نَفْسِي بما أمرُوا بهِ
- ولا عِجْتُ مِنْ أقْوَالِهِمْ بفَتِيلِ
- تذكّرتُ أتراباً لعزَّة كالمَها
- حبينَ بليطٍ ناعم وقبولِ
- وكنتُ إذا لاقيتُهنَّ كأنّني
- مخالطة ٌ عقلي سلافُ شمولِ
- تأَطَّرْنَ حَتَّى قُلْتُ لَسْنَ بَوَارِحاً
- رَجَاءَ الأماني أنْ يَقِلْنَ مقيلي
- فأبدين لي من بينهنَّ تجهُّماً
- وأخلفنَ ظنّي إذْ ظننتُ وقيلي
- فلأياً بلأيٍ ما قضينَ لبانة ً
- من الدّارِ واستقللن بعد طويلِ
- فلمّا رأى واستيقنَ البينَ صاحبي
- دعا دعوة ً يا حبترَ بنَ سلولِ
- فَقُلْتُ وأَسْرَرْتُ النَّدَامَة َ لَيْتَني
- وَكُنْتُ امرءاً أغتشُ كلَّ عَذُولِ
- سَلَكْتُ سَبيل الرَّائِحَاتِ عَشِيَّة ً
- مَخَارمَ نِصْعٍ أَوْ سَلَكْنَ سَبيلي
- فَأَسْعَدْتُ نَفْساً بالهوى قَبْلَ أنْ أرى
- عواديَ نأيٍ بيننا وشغولِ
- نَدِمْتُ عَلَى مَا فاتني يَوْمَ بنتُمُ
- فيا حَسْرَتَا ألاَّ يَرَيْنَ عويلي
- كأنَّ دموعَ العينِ واهية ُ الكُلى
- وعتْ ماءَ غربٍ يوم ذاك سجيلِ
- تكنَّفها خُرقٌ تواكلنَ خرزَها
- فأَرْخَيْنَهُ والسَّيرُ غَيْرُ بجيلِ
- أقيمي فإنَّ الغورَ يا عزَّ بعدكمْ
- إليَّ إذا ما بنتِ غيرُ جميلِ
- كفى حزناً للعينِ أن راءَ طرفُها
- لعزَّة َ عيراً آذنتْ برحيلِ
- وقالوا: نأتْ فاخترْ من الصَّبر والبُكا
- فقلتُ البُكا أشفى إذاً لغليلي
- فَوَلَّيْتُ محزوناً وَقُلْتُ لِصَاحبي
- أقاتلتي ليلى بغير قتيلِ؟
- لِعزَّة إذْ يحتلُّ بالخيفِ أهلُها
- فأَوْحشَ منها الخَيْفُ بَعْدَ حُلُولِ
- وبدَّلَ منها بعدَ طولِ إقامة ٍ
- تبعُّثُ نكباءِ العشيِّ جفولِ
- لقد أكثرَ الواشونَ فينا وفيكمُ
- ومالَ بنا الواشون كلَّ مميلِ
- وما زِلْتُ مِنْ لَيْلَى لَدُنْ طَرَّ شاربي
- إلى اليومِ كالمُقصى بكلِّ سبيلِ
المزيد...
العصور الأدبيه