الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> كثير عزة >> ألا أنْ نَأتْ سَلْمَى فأنْتَ عَمِيدُ >>
قصائدكثير عزة
ألا أنْ نَأتْ سَلْمَى فأنْتَ عَمِيدُ
كثير عزة
- ألا أنْ نَأتْ سَلْمَى فأنْتَ عَمِيدُ
- ولمّا يُفدْ منها الغداة َ مفيدُ
- ولستَ بممسٍ ليلة ً ما بقيتَها
- وَلا مُصْبِحٌ إلا صِبَاكَ جَدِيدُ
- دِيَارٌ بَأَعْنَاءِ السُّرَيْرِ كأنَّمَا
- عَلَيْهِنَّ في أَكْنَافِ غَيْقَة شِيدُ
- تَمُرُّ السّنونَ الخَالِيَاتُ وَلاَ أَرَى
- بصَحْنِ الشَّبا أطَلاَلَهُنَّ تبيدُ
- فَغَيْقَة ُ فَالأكْفَالُ أكْفَالُ ظَبْيَة ٍ
- تظلُّ بها أدمُ الظِّباءِ ترودُ
- وَخَطْبَاءُ تَبْكِي شَجْوَهَا فَكَأَنَّهَا
- لها بالتّلاعِ القَاوِيَاتِ فقيدُ
- كما استلعبتْ رأدَ الضُّحى حميريّة ٌ
- ضَرُوبٌ بكفَّيها الشِّرَاعَ سَمُودُ
- لياليَ سُعْدى في الشَّبابِ الذي مضى
- ونِسْوَتُها بِيضُ السَّوالفِ غيدُ
- يُباشرْنَ فأرَ المِسْكِ في كُلِّ مهجَعٍ
- ويُشرقُ جاديٌّ بهنَّ مفيدُ
- فدَعْ عَنْكَ سَلْمَى إذْ أتَى النأيُ دُونَها
- وأنتَ امرؤٌ ماضٍ -زعمتَ- جليدُ
- وَسَلِّ هُمُومَ النَفسِ إنَّ عِلاَجَها
- إذا المرءُ لم ينبَل بهنَّ شديدُ
- بعيساءَ في دأياتِها ودُفوفِها
- وحارِكِها تحتَ الوليِّ نُهودُ
- وفي صَدْرِهَا صَبٌّ إذا مَا تَدَافَعَتْ
- وفي شعْبِ بَيْنَ المِنْكَبَيْنِ سُنُودُ
- وَتَحْتَ قُتُودِ الرَّحْلِ عَنْسٌ حَرِيزَة ٌ
- عَلاة ٌ يُباريها سَوَاهِمُ قُودُ
- تراها إذا ما الرَّكبُ أصبحَ ناهلاً
- ورُجّيَ وِرْدُ الماءِ، وَهْوَ بَعِيدُ
- تزيفُ كما زافتْ إلى سلفاتِها
- مُباهِيَة ٌ طَيَّ الوِشاحِ مَيُودُ
- إليكَ أبَا بكرٍ تَخُبّ بِرَاكِبٍ
- على الأيْنِ فَتْلاءُ اليَدَيْنِ وَخُودُ
- تَجُوزُ رُبَى الأصْرَامِ أصْرَامِ غَالِبٍ
- أقولُ ـ إذا ما قيل أين تريدُ ـ:
- أُريدُ أبا بكرٍ وَلَوْ حَالَ دُونَهُ
- أماعزُ تغتالُ المطيَّ وبيدُ
- لِتَعْلَمَ أنّي لِلْمَوَدَّة ِ حَافِظٌ
- وَمَا لِلْيَدِ الحُسْنَى لَدَيَّ كُنودُ
- وإنَّكَ عندي في النّوالِ وغيرِهِ
- وفي كلِّ حالٍ ما بقيتَ حميدُ
- فآلاءُ كَفٍّ مِنْكَ طَلْقٍ بَنَانُهَا
- ببذلكَ إذْ في بعضهنَّ جُمودُ
- وآلاءُ مَنْ قدْ حالَ بيني وبينهُ
- عدى ً ونقاً للسّافياتِ طريدُ
- فلا تبعُدنْ تحت الضَّريحة ِ أعظُمٌ
- رَمِيمٌ وأثوابٌ هُنَاكَ جُرودُ
- بما قد أرى عبدَ العزيزِ ونجمُهُ
- إذا نلتقي طلقُ الطُّلوعِ سعودُ
- لَهُ مِنْ بَنيهِ مَجْلِسٌ وَبَنيهمُ
- كِرَامٌ كأطْرَافِ السُّيوفِ قُعودُ
- فما لامرىء ٍ حيٍّ وإنْ طَالَ عُمْرُهُ
- ولا للجبالِ الرّاسياتِ خلودُ
- وأنت أبَا بَكْرٍ صفيّيَ بَعْدَهُ
- تحنّى على ذي وُدِّهِ وتعودُ
- وأنتَ امرؤٌ أُلهمتَ صدقاً ونائلاً
- وأورثكَ المجدَ التليدَ جدودُ
- جُدُودٌ من الكَعْبَينِ بِيضٌ وُجُوهُها
- لهم مأثُراتٌ مجدُهنَّ تليدُ
المزيد...
العصور الأدبيه