الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> كثير عزة >> أأطْلالُ دارٍ مِنْ سُعَادَ بيَلْبَنِ >>
قصائدكثير عزة
أأطْلالُ دارٍ مِنْ سُعَادَ بيَلْبَنِ
كثير عزة
- أأطْلالُ دارٍ مِنْ سُعَادَ بيَلْبَنِ
- وقفتُ بها وحشاً كأنْ لم تدمَّنِ
- إلى تَلَعَاتِ الخُرْجِ غيّرَ رَسْمَها
- هَمَائِمُ هَطَّالٍ من الدَّلْوِ مُدْجِنِ
- عرفتُ لسُعدى بعدَ عشرينَ حجَّة ً
- بها درسُ نؤيٍ في المحلّة ِ منحنِ
- قَديمٌ كَوَقْفِ العاجِ ثُبِّتَ حَوْلهُ
- مَغازِرُ أوْتَادٍ برَضْمٍ موضَّنِ
- فَلاَ تُذكِرَاهُ الحَاجِبيَّة إنَّهُ
- مَتَى تُذْكِرَاهُ الحَاجِبيَّة َ يَحْزنِ
- تراها إذا استقبلتها محزئلَّة ً
- على ثفنٍ منها دوامٍ مسفَّنِ
- كأنَّ قتودَ الرَّحلِ منها تبينُها
- قرونٌ تحنَّتْ في جماجمِ أبدُنِ
- كأن خليفَيْ زَوْرِها وَرَحاهُمَا
- بُنَى مَكَوَينِ ثُلِمّا بعدَ صيدَنِ
- إلى ابنِ أبي العَاصِي بدَوَّة َ أرْقَلَتْ
- وبالسّفحِ من ذَاتِ الرُّبَى فوْقَ مُظعِنِ
- بشُعْثٍ عليها، غَيّرَ السيرُ منهُمُ
- صفاءَ وُجُوه وَهْيَ لم تتشنّنِ
- إذا ذرَّ قرنُ الشَّمسِ مالتْ طلاهم
- عليها وألْقَوْا كلَّ سوطٍ وَمِحجَنِ
- كأنَّهمُ كانوا من النَّومِ عاقروا
- بليلٍ خراطيمَ السُّلافِ المسخَّنِ
- إلى خَيْرِ أَحْيَاءِ البَريّة ِ كلِّهَا
- لذي رحمٍ أوْ خلّة ٍ متأسِّنِ
- لَهُ عَهْدُ وُدّ لم يُكدَّرْ يَزينُهُ
- رَدَى قَوْلِ معروفٍ حديثٍ ومزْمنِ
- وليسَ امرؤٌ من لم ينلْ ذاكَ كامرئٍ
- بَدَا نُصْحُهُ فاسْتَوْجَبَ الرِّفد مُحسِنِ
- فإنْ لَمْ تَكُنْ بالشّأمِ دارِي مُقيمة ً
- فإنَّ بأجنادين منّي ومسكنِ
- مَنَازِلَ لمْ يعْفُ التّنائي قديمَها
- وأُخْرَى بميّافَارِقِينَ فمَوْزَنِ
- إذا النَّبْلُ في نَحْرِ الكُمَيتِ كأنّها
- شَوارعُ دَبْرٍ في حُشافة ِ مُدْهُنِ
- وَأَنْتَ كَرِيمٌ بينَ بيتي أمَانَة ٌ
- بعلياءِ مجدٍ قُدِّمَتْ لَكَ فابتنِ
- مصانعَ عزَّ ليس بالتُّربِ شرِّفتْ
- ولكِنْ بِصُمّ السّمْهريّ المُعرَّنِ
- وقدْ علمتْ قدماً أميّة ُ أنَّكمْ
- من الحيّ مأوى الخائفِ المتحصّنِ
- وإنْ تَقْصُرِ الدَّعوى إلى الرَّهْطِ قَصْرَة ً
- فإنّكَ ذو فضل على الحقِّ بيِّنِ
- بحقّك إنْ تَنْطُقْ تَقُلْ غيرَ مُهْجِرٍ
- صواباً وإنْ يخفُفْ حصى القوم ترزُنِ
- بَهَالِيلُ مَعْرُوفٌ لكم أن تفضَّلوا
- وأنْ تحفظوا الأَحْسَابَ في كلّ موطنِ
- بِصَبْرٍ وإبْقَاءٍ عَلَى جُلّ قومِكُمْ
- عَلَى كُلِّ حَالٍ بالأُنا والتحنّنِ
- ولينٍ لهمْ حتّى كأنَّ صدورَهمْ
- من الحلمِ كانتْ عزّة ً لم تخشَّنِ
- وأنتَ فلا تُفقَدْ ولا زَالَ مِنْكُمُ
- إمامٌ يحيّا في حجابٍ مسدَّنِ
- أشمُّ من الغادينَ في كلِّ حلَّة ٍ
- يَمِيسُون في صِبْغٍ من العَصْب متقَنِ
- لهمْ أزُرٌ حمرُ الحواشي يطونَها
- بأقْدامهِمْ في الحَضْرَميّ المُلسَّنِ
المزيد...
العصور الأدبيه