الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> كثير عزة >> عَرِّجْ بِأَطْرَافِ الدّيارِ وَسَلَّمِ >>
قصائدكثير عزة
عَرِّجْ بِأَطْرَافِ الدّيارِ وَسَلَّمِ
كثير عزة
- عَرِّجْ بِأَطْرَافِ الدّيارِ وَسَلَّمِ
- وإنْ هِيَ لم تَسْمَعْ ولم تَتَكَلّم
- فقد قدُمتْ آياتُها وتنكَّرتْ
- لِمَا مَرَّ مِنْ رِيحٍ وأَوْطَفَ مُرْهِمِ
- تأمَّلتُ منْ آياتِها بعدَ أهلِها
- بأطرافِ أعْظَامٍ فأَذْنَابِ أزْنُمِ
- محانيَ آناءٍ كأنَّ دروسَها
- دروسُ الجوابي بعد حولٍ مُجرَّمِ
- يَقُولُ خَليلي سِرْ بنا أيَّ موقفٍ
- وَقَفْتَ وَجَهْلٍ بالحَلِيمِ المعمَّمِ
- تَلُومُ وَلَمْ تَعْلَمْ بأسرارِ خُلّة ٍ
- فتُعذرَ إلاّ عنْ حديثٍ مُرجَّمِ
- فإنْ كنتُ لم أجهل فقد لمتَ ظالماً
- وإن كنتُ قد أزرى بيَ الجهلُ فاحلُمِ
- وفي الحلمِ والإسلامِ للمرءِ وازعٌ
- وفي تركِ طاعاتِ الفؤادِ المتيَّمِ
- بَصَائِرُ رُشْدٍ للفَتى مُسْتَبينَة ٌ
- وأخلاقُ صدقٍ علمُها بالتَّعلُّمِ
- وَلِيتَ فلم تَشْتِمْ عليّاً ولم تُخِفْ
- بريّاً ولم تقبلْ إشارة َ مجرمِ
- وأظْهَرْتَ نورَ الحقِّ فاشتَدَّ نُورُهُ
- على كُلِّ لَبْسٍ بارِقِ الحَقّ مُظْلمِ
- وَعَاقَبْتَ فيما قَدْ تَقَدّمْتَ قَبْلَهُ
- وأعرضتَ عمّا كانَ قبل التّقدُّمِ
- وصدَّقْتَ بالفِعْلِ المقالَ مَعَ الذي
- أتيتَ فأمسى راضياً كلُّ مسلِم
- تَكَلَّمْتَ بالحَقّ المُبينِ وإنّما
- تَبَيّنُ آياتُ الهُدى بالتّكلّمِ
- ألا إنما يكفي الفَتَى بَعْدَ زَيْغِهِ
- مِن الأوَدِ البَادِي ثِقافُ المقوِّمِ
- وَقَدْ لَبِسَتْ لُبْسَ الهَلُوكِ ثيابَهَا
- تراءى لك الدُّنيا بكفٍّ ومعصمِ
- وَتُومِضُ أحياناً بعينٍ مريضَة ٍ
- وتَبْسِمُ عَنْ مِثْلِ الجُمَانِ المُنظَّمِ
- فأعرضتَ عنها مشمئزّاً كأنّما
- سقتك مدوفاً من سمامِ وعلقمِ
- وَقَدْ كُنْتَ مِنْ أَجْبَالِهَا في ممَنَّعٍ
- وَمِنْ بَحْرِهَا في مُزْبِدِ المَوْجِ مُفعَمِ
- وما زلتَ توّاقاً إلى كلّ غاية ٍ
- بَلَغْتَ بها أعْلَى البِنَاءِ المُقَدَّمِ
- فلما أتاكَ المُلْكُ عفواً ولم يَكُنْ
- لطالبِ دُنيا بعْدهُ مِن تَكَلُّمِ
- تركتَ الذي يفنى وإنْ كانَ مونقاً
- وآثرْتَ ما يَبْقَى برأيٍ مُصَمِّمِ
- وأضررتَ بالفاني وشمَّرت للّذي
- أَمَامَكَ في يومٍ مِنَ الشّرِّ مُظلِمِ
- وَمَا لَكَ إذا كُنْتَ الخليفة مانع
- سوى الله من مال رغيب ولا دم سم
- سما لكَ همٌّ في الفؤادِ مؤرِّقٌ
- بلغتَ بِهِ أَعْلَى المَعَالِي بسُلّمِ
- فما بينَ شرقِ الأرضِ والغربِ كلِّها
- منادٍ ينادي من فصيحٍ وأعجمِ
- يقولُ : أميرَ المؤمنين ظلمتني
- بأخذٍ لدينارٍ ولا أخذِ درهمِ
- ولا بسطِ كفِّ امرئٍ غيرِ مجرمٍ
- ولا السَّفكِ منهُ ظالماً ملءَ محجَمِ
- ولو يستطيعُ المسلمونَ تقسَّموا
- لكَ الشَّطْرَ من أعمارِهِمْ غيرَ
- فعشتَ به ما حجَّ للهِ راكبٌ
- مُغذٌّ مطيفٌ بالمقامِ وزمزمِ
- فأربحْ بها من صفقة ٍ لمبايعٍ
- وأعظمْ بها أعظمْ بها ثمَّ أعظِمِ ..
المزيد...
العصور الأدبيه