الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الاعشى >> ويوم حمام قد نزلناه >>
قصائدالاعشى
ويوم حمام قد نزلناه
الاعشى
- صَحا القَلبُ من ذِكْرَى قُتَيلَةَ بعدما
- يَكُونُ لـهَا مِثْلَ الأسِيرِ المُكَبَّلِ
- لـهَا قَدَمٌ رَيّا، سِبَاطٌ بَنَانُهَا،
- قدِ اعتَدَلَتْ في حُسنِ خَلقٍ مُبَتَّلِ
- وَسَاقانِ مارَ اللّحمُ مَوْراً عَلَيْهِمَا،
- إلى مُنْتهَى خَلْخالِها المُتَصَلصِلِ
- إذا التُمِسَتْ أُرْبِيّتَاهَا تَسَانَدَتْ
- لـها الكَفُّ في رَابٍ من الخَلقِ مُفضِلِ
- إلى هَدَفٍ فيهِ ارْتِفَاعٌ تَرَى لَهُ
- من الحُسنِ ظِلاًّ فوْقَ خَلقٍ مُكمَّلِ
- إذا انْبطَحتْ جافى عن الأرْض جنبُها،
- وَخَوّى بهَا رَابٍ كَهَامةِ جُنْبُلِ
- إذَا مَا عَلاهَا فَارِسٌ مُتَبَذِّلٌ،
- فَنِعْمَ فِرَاشُ الفَارِسِ المُتَبَذِّلِ
- يَنُوءُ بِهَا بُوصٌ، إذا مَا تَفَضّلَتْ
- تَوَعّبَ عَرْض الشّرْعبيّ المُغَيَّلِ
- رَوَادِفُهُ تَثْني الرّدَاءَ تَسَانَدَتْ
- إلى مِثْلِ دِعْصِ الرّمْلَةِ المُتَهَيِّلِ
- نِيَافٌ كَغُصْنِ البَانِ تَرْتَجُّ إنْ مَشتْ
- دَبيبَ قَطَا البَطحاءِ في كلّ مَنهَلِ
- وَثَدْيَانِ كَالرّمّانَتَينِ، وَجِيدُهَا
- كَجِيدِ غَزَالٍ غَيرَ أنْ لمْ يُعَطَّلِ
- وَتَضْحكُ عَنْ غُرّ الثّنَايا كَأنّهُ
- ذُرَى أُقْحُوَانٍ نَبْتُه لمْ يُفَلَّلِ
- تَلألُؤهَا مِثْلُ اللّجَيْنِ، كَأنّمَا
- تَرَى مُقْلَتَيْ رِئمٍ وَلوْ لمْ تَكَحّلِ
- سَجوّينِ بَرْجاوَينِ في حُسنِ حاجبٍ،
- وَخَدٍّ أسِيلٍ، وَاضِحٍ، مُتَهَلِّلِ
- لـهَا كَبدٌ مَلْسَاءُ ذَاتُ أسِرّةٍ،
- وَنَحْرٌ كَفَاثُورِ الصّرِيفِ المُمَثَّلِ
- يَجُولُ وِشَاحَاها على أخمَصَيهِمَا،
- إذا انْفَتَلَتْ جالاً عَلَيها يُجَلْجِلُ
- فقدْ كَمُلَتْ حُسناً فلا شيء فوْقَها،
- وَإني لَذُو قَوْلٍ بِهَا مُتَنَخَّلِ
- وَقَدْ عَلِمَتْ بالغَيبِ أني أُحِبّها،
- وَأنّي لِنَفْسي مَالِكٌ في تَجَمّلِ
- وَما كنتُ أُشكى قَبلَ قَتلةَ بِالصّبَى،
- وَقَدْ خَتَلَتْني بالصّبَى كلَّ مَختَلِ
- وَإني إذا مَا قُلْتُ قَوْلاً فَعَلْتُهُ،
- وَلَسْتُ بمِخْلافٍ لِقَولي مُبَدِّ
- تَهَالَكُ حَتى تُبْطِرَ المَرْءَ عَقْلَهُ،
- وَتُصْبي الحَليمَ ذا الحِجى بالتّقَتّلِ
- إذا لَبِسَتْ شَيْدارَةً ثمّ أبْرَقَتْ
- بمِعْصَمِهَا، وَالشّمْسُ لمّا تَرَجّلِ
- وَألْوَتْ بِكَفٍّ في سِوَارٍ يَزِينُهَا
- بَنَانٌ كَهُدّابِ الدِّمَقسِ المُفَتَّلِ
- رَأيْتَ الكَرِيمَ ذا الجَلالَةِ رَانِياً،
- وَقَدْ طارَ قَلبُ المُستَخَفّ المُعَدَّلِ
- فَدَعْهَا وَسَلِّ الـهَمَّ عَنْكَ بجَسْرَةٍ
- تَزَيّدُ في فَضْلِ الزّمَامِ وَتَعْتَلي
- فَأيّةَ أرْضٍ لا أتَيْتُ سَرَاتَهَا،
- وَأيّةَ أرْضٍ لمْ أجُبْهَا بمَرْحَلِ
- وَيَوْمِ حِمَامٍ قَدْ نَزَلْنَاهُ نَزْلَةً،
- فَنِعْمَ مُنَاخُ الضّيْفِ وَالمُتَحَوِّلِ
- فَأبْلِغْ بَني عِجْلٍ رَسُولاً وَأنتمُ
- ذَوُو نَسَبٍ دانٍ وَمَجْدٍ مُؤثَّلِ
- فَنَحنُ عَقَلْنا الألْفَ عَنكم لأهْلِهِ،
- وَنَحنُ وَرَدْنا بالغَبُوقِ المُعَجَّلِ
- وَنَحْنُ رَدَدْنا الفَارِسِيّينَ عَنْوَةً،
- وَنَحنُ كَسَرْنا فيهِمُ رُمحَ عَبدَلِ
- فَأيَّ فَلاحِ الدّهْرِ يَرْجُو سَرَاتُنَا،
- إذا نَحْنُ فِيما نَابَ لمْ نَتَفَضّلِ
- وَأيَّ بَلاءِ الصّدْقِ لا قَدْ بَلَوْتُمُ،
- فَما فُقِدَتْ كانَتْ بَلِيّةُ مُبْتَليْ
المزيد...
العصور الأدبيه