قصائدالاعشى



ودّع هريرة
الاعشى



  • وَدّعْ هُرَيْرَةَ إنّ الرَّكْبَ مرْتَحِلُ،

  • وَهَلْ تُطِيقُ وَداعاً أيّهَا الرّجُلُ؟

  • غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُها،

  • تَمشِي الـهُوَينا كما يَمشِي الوَجي الوَحِلُ

  • كَأنّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جارَتِهَا

  • مَرُّ السّحَابَةِ، لا رَيْثٌ وَلا عَجَلُ

  • تَسمَعُ للحَليِ وَسْوَاساً إذا انصَرَفَتْ

  • كمَا استَعَانَ برِيحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ

  • لَيستْ كمَنْ يكرَهُ الجيرَانُ طَلعَتَهَا،

  • وَلا تَرَاهَا لسِرّ الجَارِ تَخْتَتِلُ

  • يَكادُ يَصرَعُها، لَوْلا تَشَدّدُهَا،

  • إذا تَقُومُ إلى جَارَاتِهَا الكَسَلُ

  • إذا تُعالِجُ قِرْناً سَاعةً فَتَرَتْ،

  • وَاهتَزّ منها ذَنُوبُ المَتنِ وَالكَفَلُ

  • مِلءُ الوِشاحِ وَصِفْرُ الدّرْعِ بَهكنَةٌ

  • إذا تَأتّى يَكادُ الخَصْرُ يَنْخَزِلُ

  • صَدّتْ هُرَيْرَةُ عَنّا ما تُكَلّمُنَا،

  • جَهْلاً بأُمّ خُلَيْدٍ حَبلَ من تَصِلُ؟

  • أأنْ رَأتْ رَجُلاً أعْشَى أضَرّ بِهِ

  • رَيبُ المَنُونِ، وَدَهْرٌ مفنِدٌ خَبِلُ

  • نِعمَ الضّجيعُ غَداةَ الدَّجنِ يَصرَعها

  • لِلّذّةِ المَرْءِ لا جَافٍ وَلا تَفِلُ

  • هِرْكَوْلَةٌ، فُنُقٌ، دُرْمٌ مَرَافِقُها،

  • كَأنّ أخْمَصَها بِالشّوْكِ مُنْتَعِلُ

  • إذا تَقُومُ يَضُوعُ المِسْكُ أصْوِرَةً،

  • وَالزّنْبَقُ الوَرْدُ من أرْدانِها شَمِلُ

  • ما رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الحَزْنِ مُعشبةٌ

  • خَضرَاءُ جادَ عَلَيها مُسْبِلٌ هَطِلُ

  • يُضَاحكُ الشمسَ منها كوكَبٌ شَرِقٌ

  • مُؤزَّرٌ بِعَمِيمِ النّبْتِ مُكْتَهِلُ

  • يَوْماً بِأطْيَبَ مِنْهَا نَشْرَ رَائِحَةٍ،

  • وَلا بأحسَنَ مِنها إذْ دَنَا الأُصُلُ

  • عُلّقْتُهَا عَرَضاً، وَعُلّقَتْ رَجُلاً

  • غَيرِي، وَعُلّقَ أُخرَى غيرَها الرّجلُ

  • وَعُلّقَتْهُ فَتَاةٌ مَا يُحَاوِلُهَا،

  • مِنْ أهلِها مَيّتٌ يَهذي بها وَهلُ

  • وَعُلّقَتْني أُخَيْرَى مَا تُلائِمُني،

  • فاجتَمَعَ الحُبّ حُبّاً كُلّهُ تَبِلُ

  • فَكُلّنَا مُغْرَمٌ يَهْذِي بصَاحِبِهِ،

  • نَاءٍ وَدَانٍ، وَمَحْبُولٌ وَمُحْتَبِلُ

  • قالَتْ هُرَيرَةُ لمّا جِئتُ زَائِرَهَا:

  • وَيْلي عَلَيكَ، وَوَيلي منكَ يا رَجُلُ

  • يا مَنْ يَرَى عارِضا قَد بِتُّ أرْقُبُهُ،

  • كأنّمَا البَرْقُ في حَافَاتِهِ الشُّعَلُ

  • لَهُ رِدافٌ، وَجَوْزٌ مُفْأمٌ عَمِلٌ،

  • مُنَطَّقٌ بِسِجَالِ المَاءِ مُتّصِلُ

  • لمْ يُلْهِني اللّهْوُ عَنْهُ حِينَ أرْقُبُهُ،

  • وَلا اللّذاذَةُ مِنْ كأسٍ وَلا الكَسَلُ

  • فَقُلتُ للشَّرْبِ في دُرْنى وَقد ثمِلوا:

  • شِيموا، وكيفَ يَشيمُ الشّارِبُ الثّملُ

  • بَرْقاً يُضِيءُ عَلى أجزَاعِ مَسْقطِهِ،

  • وَبِالخَبِيّةِ مِنْهُ عَارِضٌ هَطِلُ

  • قالُوا نِمَارٌ، فبَطنُ الخالِ جَادَهُما،

  • فالعَسْجَدِيّةُ فالأبْلاءُ فَالرِّجَلُ

  • فَالسّفْحُ يَجرِي فخِنزِيرٌ فَبُرْقَتُهُ،

  • حتى تَدافَعَ مِنْهُ الرّبْوُ، فَالجَبَلُ

  • حتى تَحَمّلَ مِنْهُ المَاءَ تَكْلِفَةً،

  • رَوْضُ القَطَا فكَثيبُ الغَينةِ السّهِلُ

  • يَسقي دِياراً لَها قَدْ أصْبَحَتْ عُزَباً،

  • زُوراً تَجانَفَ عَنها القَوْدُ وَالرَّسَلُ

  • وَبَلدَةٍ مثلِ التُّرْسِ مُوحشَةٍ،

  • للجِنّ بِاللّيْلِ في حَافَاتِهَا زَجَلُ

  • لا يَتَمَنّى لـهَا بِالقَيْظِ يَرْكَبُهَا،

  • إلاّ الذِينَ لَهُمْ فِيمَا أتَوْا مَهَلُ

  • جَاوَزْتُهَا بِطَلِيحٍ جَسْرَةٍ سُرُحٍ،

  • في مِرْفَقَيها إذا استَعرَضْتَها فَتَل

  • إمّا تَرَيْنَا حُفَاةً لا نِعَالَ لَنَا،

  • إنّا كَذَلِكَ مَا نَحْفَى وَنَنْتَعِلُ

  • فَقَدْ أُخَالِسُ رَبَّ البَيْتِ غَفْلَتَهُ،

  • وَقَدْ يُحَاذِرُ مِني ثُمّ مَا يَئِلُ

  • وَقَدْ أقُودُ الصّبَى يَوْماً فيَتْبَعُني،

  • وَقَدْ يُصَاحِبُني ذو الشِّرّةِ الغَزِلُ

  • وَقَدْ غَدَوْتُ إلى الحَانُوتِ يَتْبَعُني

  • شَاوٍ مِشَلٌّ شَلُولٌ شُلشُلٌ شَوِلُ

  • في فِتيَةٍ كَسُيُوفِ الـهِندِ قد عَلِمُوا

  • أنْ لَيسَ يَدفعُ عن ذي الحيلةِ الحِيَلُ

  • نازَعتُهُمْ قُضُبَ الرّيْحانِ مُتّكِئاً،

  • وَقَهْوَةً مُزّةً رَاوُوقُهَا خَضِلُ

  • لا يَستَفِيقُونَ مِنها، وَهيَ رَاهنَةٌ،

  • إلاّ بِهَاتِ! وَإنْ عَلّوا وَإنْ نَهِلُوا

  • يَسعى بها ذو زُجاجاتٍ لَهُ نُطَفٌ،

  • مُقَلِّصٌ أسفَلَ السّرْبالِ مُعتَمِلُ

  • وَمُستَجيبٍ تَخَالُ الصَّنجَ يَسمَعُهُ،

  • إذا تُرَجِّعُ فِيهِ القَيْنَةُ الفُضُلُ

  • مِنْ كُلّ ذلكَ يَوْمٌ قدْ لَهَوْتُ به،

  • وَفي التّجارِبِ طُولُ اللّهوِ وَالغَزَلُ

  • وَالسّاحِبَاتُ ذُيُولَ الخَزّ آونَةً،

  • وَالرّافِلاتُ عَلى أعْجازِها العِجَلُ

  • أبْلِغْ يَزِيدَ بَني شَيْبانَ مَألُكَةً،

  • أبَا ثُبَيْتٍ! أمَا تَنفَكُّ تأتَكِلُ؟

  • ألَسْتَ مُنْتَهِياً عَنْ نَحْتِ أثلَتِنَا،

  • وَلَسْتَ ضَائِرَهَا مَا أطّتِ الإبِلُ

  • تُغْرِي بِنَا رَهْطَ مَسعُودٍ وَإخْوَتِهِ

  • عِندَ اللّقاءِ، فتُرْدي ثمّ تَعتَزِلُ

  • لأعْرِفَنّكَ إنْ جَدّ النّفِيرُ بِنَا،

  • وَشُبّتِ الحَرْبُ بالطُّوَّافِ وَاحتَمَلوا

  • كَناطحٍ صَخرَةً يَوْماً ليَفْلِقَهَا،

  • فَلَمْ يَضِرْها وَأوْهَى قَرْنَهُ الوَعِلُ

  • لأعْرِفَنّكَ إنْ جَدّتْ عَداوَتُنَا،

  • وَالتُمِسَ النّصرُ منكم عوْضُ تُحتملُ

  • تُلزِمُ أرْماحَ ذي الجَدّينِ سَوْرَتَنَا

  • عنْدَ اللّقاءِ، فتُرْدِيِهِمْ وَتَعْتَزِلُ

  • لا تَقْعُدَنّ، وَقَدْ أكّلْتَهَا حَطَباً،

  • تَعُوذُ مِنْ شَرّها يَوْماً وَتَبْتَهِلُ

  • قد كانَ في أهلِ كَهفٍ إنْ هُمُ قعدوا،

  • وَالجاشِرِيّةِ مَنْ يَسْعَى وَيَنتَضِلُ

  • سَائِلْ بَني أسَدٍ عَنّا، فَقَد علموا

  • أنْ سَوْفَ يأتيكَ من أنبائِنا شَكَلُ

  • وَاسْألْ قُشَيراً وَعَبْدَ اللـهِ كُلَّهُمُ،

  • وَاسْألْ رَبيعَةَ عَنّا كَيْفَ نَفْتَعِلُ

  • إنّا نُقَاتِلُهُمْ ثُمّتَ نَقْتُلُهُمْ

  • عِندَ اللقاءِ، وَهمْ جارُوا وَهم جهلوا

  • كَلاّ زَعَمْتُمْ بِأنّا لا نُقَاتِلُكُمْ؛

  • إنّا لأمْثَالِكُمْ، يا قوْمَنا، قُتُلُ

  • حتى يَظَلّ عَمِيدُ القَوْمِ مُتّكِئاً،

  • يَدْفَعُ بالرّاحِ عَنْهُ نِسوَةٌ عُجُلُ

  • أصَابَهُ هِنْدُوَانيٌّ، فَأقْصَدَهُ،

  • أوْ ذابِلٌ مِنْ رِمَاحِ الخَطّ مُعتَدِلُ

  • قَدْ نَطْعنُ العَيرَ في مَكنونِ فائِلِهِ،

  • وَقَدْ يَشِيطُ عَلى أرْمَاحِنا البَطَلُ

  • هَلْ تَنْتَهون؟ وَلا يَنهَى ذوِي شَططٍ

  • كالطّعنِ يَذهَبُ فيه الزّيتُ وَالفُتُلُ

  • إني لَعَمْرُ الذي خَطّتْ مَنَاسِمُها

  • لَهُ وَسِيقَ إلَيْهِ البَاقِرُ الغُيُلُ

  • لَئِنْ قَتَلْتم عَمِيداً لمْ يكُنْ صَدَداً،

  • لنَقْتُلَنْ مِثْلَهُ مِنكُمْ فنَمتَثِلُ

  • لَئِنْ مُنِيتَ بِنَا عَنْ غِبّ مَعرَكَةٍ

  • لمْ تُلْفِنَا مِنْ دِمَاءِ القَوْمِ نَنْتَفِلُ

  • نَحنُ الفَوَارِسُ يَوْمَ الحِنوِ ضَاحِيَةً

  • جَنْبَيْ «فُطَيمَةَ» لا مِيلٌ وَلا عُزُلُ

  • قالوا الرُّكوبَ! فَقُلنا تلْكَ عادَتُنا،

  • أوْ تَنْزِلُونَ، فَإنّا مَعْشَرٌ نُزُلُ



أعمال أخرى الاعشى



المزيد...

العصور الأدبيه

اخطر 20 صورة سيلفي في العالم

اخطر 20 صورة سيلفي في العالم



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك