الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الاعشى >> هل كنتم إلا عبيداً >>
قصائدالاعشى
هل كنتم إلا عبيداً
الاعشى
- لَعَمرِي لَئنْ أمسَى من الحَيّ شاخِصَا
- لَقَدْ نالَ خَيصاً من عُفَيرَةَ خائصَا
- إذا جُرّدَتْ يَوْماً حَسِبْتَ خَميصَةً
- عَلَيها، وَجِرْيالاً، يُضِيءُ دُلامِصَا
- تَقَمّرَها شَيخٌ عِشَاءً، فَأصْبَحَتْ
- قُضَاعِيّةً تَأتي الكَوَاهِنَ نَاشِصَا
- فأقْصَدَها سَهْمي، وَقد كان قَبْلَها
- لأَمْثَالِهَا مِنْ نِسْوَةِ الحَيّ قَارِصَا
- أتَاني وَعِيدُ الحُوصِ من آلِ جَعفَرٍ،
- فَيا عَبدَ عَمرٍو لَوْ نَهَيتَ الأحاوِصَا
- فَقلتُ، وَلمْ أملِكْ: أبَكْرَ بنَ وَائلٍ
- مَتى كُنْتُ فَقْعاً نَابِتاً بِقَصَائِصَا
- وَقَدْ مَلأتْ بَكْرٌ وَمَنْ لَفّ لَفّهَا
- نُبَاكاً فأحوَاضَ الرَّجَا فالنّوَاعِصَا
- أعَلْقَمُ! قَدْ حكّمْتَني، فوَجَدتني
- بكُم عَالِماً عَلى الحُكُومةِ غَائِصَا
- كِلا أبَوَيْكُمْ كَانَ فَرْعاً دِعَامَةً،
- وَلكِنّهُمْ زَادُوا وَأصْبَحتَ نَاقِصَا
- هُمُ الطّرَفُ النّاكُو العَدُوّ، وَأنتُمُ
- بقُصْوَى ثَلاثٍ تأكُلُونَ الوَقَائِصَا
- تَبِيتونَ في المَشْتَى مِلاءً بُطونُكُمْ،
- وَجارَاتُكُمْ جَوْعَى يَبِتنَ خمَائِصَا
- يُرَاقِبْنَ مِنْ جُوعٍ خِلالَ مَخافَةٍ
- نُجُومَ السّمَاءِ العاتِماتِ الغَوَامِصَا
- أتُوعدني أنْ جاشَ بَحرُ ابنِ عَمِّكم،
- وَبَحرُكَ ساجٍ لا يُوَارِي الدّعَامِصَا
- فَلَوْ كُنتُمُ نَخْلاً لكُنْتُمْ جُرَامَةً،
- وَلَوْ كُنْتُمُ نَبْلاً لكُنتُمْ مَعَاقِصَا
- رَمَى بكَ في أُخْرَاهمُ تَرْكُكَ العلى،
- وَفَضَّلَ أقْوَاماً عَلَيْكَ مَرَاهِصَا
- فعضّ جَديدَ الأرْضِ إنْ كنتَ ساخطاً
- بفِيكَ وَأحْجَارَ الكُلابِ الرّوَاهِصَا
- فَإنْ تَتّعِدْني، أتّعِدْكَ بمِثْلِهَا،
- وَسَوْفَ أزِيدُ البَاقِياتِ القَوَارِصَا
- قَوَافيَ أمْثَالاً يُوَسّعْنَ جِلْدَهُ،
- كما زِدتَ في عرْضِ القميصِ الدّخارِصَا
- وَقَدْ كانَ شَيْخَانَا، إذا ما تَلاقَيَا،
- عَدُوّيْنِ شَتّى يَرْمِيَانِ الفَرَائِصَا
- وَمَا خِلْتُ أبْقَى بَيْنَنَا مِنْ مَوَدّةٍ
- عِرَاضُ المَذاكي المُسنِفاتِ القَلائصَا
- فَهَلْ أنْتُمُ إلاّ عَبِيداً، وَإنّمَا
- تُعَدّونَ خُوصاً في الصّديقِ لَوَامِصَا
- تخامُصُكمْ عَنْ حَقّكمْ غَيرُ طائلٍ
- على ساعَةٍ مَا خِلْتُ فِيها تَخَامُصَا
- فَإنْ يَلْقَ قَوْمي قَوْمَهُ تَرَ بَيْنَهُمْ
- قِتَالاً وَأكْسَارَ القَنَا وَمَدَاعِصَا
- ألمْ تَرَ أنّ العَرْضَ أصْبَحَ بَطْنُهَا
- نَخِيلاً وَزَرْعاً ثَابِتاً، وَفَصَافِصَا
- وَذَا شُرُفَاتٍ يُقْصِرُ الطّيْرُ دُونَهُ،
- تَرَى للحَمَامِ الوُرْقِ فيهِ قَرَامِصَا
المزيد...
العصور الأدبيه