الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الاعشى >> كادونا بكبشهم فكيدوا >>
قصائدالاعشى
كادونا بكبشهم فكيدوا
الاعشى
- ألا يا قَتْلُ قَدْ خَلُقَ الجَدِيدُ،
- وَحُبُّكِ مَا يَمحّ وَمَا يَبِيدُ
- وَقَدْ صَادَتْ فُؤادَكَ إذْ رَمَتْهُ،
- فَلَوْ أنْ امْرَأً دَنِفاً يَصِيدُ
- وَلَكنْ لا يَصِيدُ إذا رَمَاهَا،
- وَلا تَصْطادُ غَانِيَةٌ كَنُودُ
- عَلاقَةَ عَاشِقٍ، وَمِطَالَ شَوْقٍ،
- وَلَمْ يَعْلَقْكُمُ رَجُلٌ سَعِيدُ
- ألا تَقْنَى حَيَاءَكَ،أوْ تَنَاهَى
- بُكاءَكَ مِثْلَ ما يَبْكي الوَلِيدُ
- أرَيْتُ القَوْمَ نَارَكِ لمْ أُغَمّضْ
- بِوَاقِصَةٍ وَمَشْرَبُنَا زَرُودُ
- فَلَمْ أرَ مِثْلَ مَوْقِدِهَا، ولَكِنْ
- لأيّةِ نَظْرَةٍ زَهَرَ الوَقُودُ
- أضَاءَتْ أحْوَرَ العَيْنَيْنِ طَفْلاً،
- يُكَدَّسُ في تَرَائِبِهِ الفَرِيدُ
- وَوَجْهاً كَالفِتَاقِ، وَمُسْبَكِرّاً
- عَلى مِثْلِ اللّجَينِ، وَهُنّ سُودُ
- وَتَبْسِمُ عَنْ مَهاً شَبِمٍ غَرِىٍّ،
- إذا يُعْطَى المُقَبِّلَ يَسْتَزِيدُ
- كَأنّ نُجُومَهَا رُبِطَتْ بِصَخْرٍ،
- وَأمْرَاسٍ تَدورُ وَتَسْتَرِيدُ
- إذا مَا قُلْتُ حَانَ لـهَا أُفُولٌ،
- تَصَعّدَتِ الثّرَيّا وَالسّعُودُ
- فَلأياً مَا أفَلْنَ مُخَوِّيَاتٍ،
- خُمُودَ النّارِ، وَارْفَضّ العَمُودُ
- أصَاحِ تَرَى ظَعَائِنَ بَاكِرَاتٍ،
- عَلَيْهَا العَبْقَرِيّةُ وَالنُّجُودُ
- كَأنّ ظِبَاءَ وَجْرَةَ مُشْرِفَاتٍ
- عَلَيْهِنَ المَجَاسِدُ وَالبُرُودُ
- عَلى تِلْكَ الحُدُوجِ، إذِ احْزَألّتْ،
- وَعَمْداً دارَ غَيْرِكِ مَا تُرِيدُ
- فَيَا لَدَنِيّةٍ سَتَعُودُ شَزْراً،
- وَعَمْداً دارَ غَيْرِكِ مَا تُرِيدُ
- فَمَا أُجشِمْتِ مِنْ إتْيَانِ قَومٍ
- هُمُ الأعْدَاءُ، وَالأكْبَادُ سُودُ
- فَإذْ فَارَقْتِني فَاسْتَبْدِلِيني
- فَتًى يُعْطي الجَزِيلَ، وَيَسْتَفِيدُ
- فمِثْلكِ قَدْ لَهَوْتُ بِهَا وَأرْضٍ
- مَهَامِهَ، لا يَقُودُ بِهَا المُجِيدُ
- قَطَعْتُ وَصَاحبي سُرُحٌ كِنَازٌ،
- كَرُكْنِ الرَّعْنِ، ذِعْلِبَةٌ، قَصِيدُ
- كَأنّ المُكْرَهَ المَعْبُوطَ مِنْهَا،
- مَدُوفُ الوَرْسِ، أوْ رُبٌّ عَقِيدُ
- كَأنّ قُتُودَهَا بِعُنَيْبِسَاتٍ،
- تَعَطّفَهنّ ذُو جُدَدٍ فَرِيدُ
- تَضَيّفَ رَمْلَةَ البَقّارِ، يَوْماً،
- فَبَاتَ بِتِلْكَ يَضْرِبُهُ الجَلِيدُ
- يُكِبّ إذا أجَالَ المَاءَ عَنْهُ،
- غُضُونُ الفَرْعِ، وَالسَّدَلُ القَرِيدُ
- فأصْبَحَ يَنْفُضُ الغَمَرَاتِ عَنْهُ،
- وَيَرْبِطُ جَأشَهُ، سَلِبٌ حَدِيدُ
- وَرُحٌّ كَالمُحَارِ مُوَتَّدَاتٌ،
- بِهَا يَنْضُو الوَغَى، وَبِهِ يَذُودُ
- أذَلِكَ أمْ خَمِيصُ البَطْنِ جَأبٌ،
- أطَاعَ لَهُ النّوَاصِفُ وَالكَدِيدُ
- يُقَلِّبُ سَمْحَجاً فِيهَا إبَاءٌ
- عَلى أنْ سَوْفَ تَأتي مَا يَكِيدُ
- بَقَى عَنْها المصيفَ وصَارَ صَعلاً
- وقَدْ كَثُرَ التذكرُ والقُعُودُ
- إذا مَا رَدّ تَضْرِبُ مَنْخَرَيْهِ
- وَجَبْهَتَهُ، كمَا ضُرِبَ العَضِيدُ
- فَتِلْكَ إذا الحُجُوزُ أبَى عَلَيْهِ
- عِطَافَ الـهَمّ وَاخْتَلَطَ المَرِيدُ
- فَإنّكِ لَوْ سَألْتِ قُتَيْلَ عَنّا،
- إذا صَفَحَتْ عَنِ العَاني الخُدُودُ
- تَنِيهِ وَقَدْ أحَالَ القِدُّ فِيهِ
- وَشَفّ فُؤادِهُ وَجَعٌ شَدِيدُ
- فَخَلّصَهُ الّذِي وَافَاهُ مِنّا،
- وَكُنّا الوَفْدَ، إذْ حُبِسَ الوُفُودُ
- فَلَمْ نَطْلُبْ لَهُ شُكْراً، وَلكِنْ
- نُوَلّي حَمْدَ ذَلِكَ مَنْ يُرِيدُ
- وَقَوْمٍ تَصْرِفُ الأنْيَابُ مِنهُمْ
- عَلَيْنَا ثُمّ لَمْ يَصِدِ الوَعِيدُ
- بَعَوْنَا فَالتَمَسْنَا مَا لَدَيْهِمْ،
- وَكَادُنَا بِكَبْشِهِمُ فَكِيدُوا
المزيد...
العصور الأدبيه