الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الاعشى >> كأنها درة زهراء >>
قصائدالاعشى
كأنها درة زهراء
الاعشى
- نَامَ الخَليُّ، وَبِتُّ اللّيْلَ مُرْتَفِقَا
- أرْعَى النّجومَ عَمِيداً مُثْبَتاً أرِقَا
- أسْهُو لـهَمّي وَدائي، فَهْيَ تُسْهِرُني،
- بَانَتْ بقَلْبي، وَأمْسَى عندَها غَلِقا
- يا لَيْتَها وَجَدَتْ بي ما وَجَدتُ بهَا،
- وَكانَ حبٌّ وَوَجْدٌ دامَ، فَاتّفَقَا
- لا شَيْءَ يَنْفَعُني مِنْ دونِ رُؤيَتها،
- هَلْ يَشتَفي وَامقٌ ما لمْ يُصِبْ رَهَقَا
- صَادَتْ فؤادي بعَينيْ مُغزِلٍ خذلَتْ،
- تَرْعَى أغَنّ غَضِيضاً طَرْفُهُ خَرِقَا
- وَبَارِدٍ رَتِلٍ، عَذْبٍ مَذَاقَتُهُ،
- كَأنّمَا عُلَّ بالكَافُورِ، وَاغتَبَقَا
- وَجِيدِ أدْمَاءَ لمْ تُذْعَرْ فَرَائِصُها،
- تَرْعَى الأرَاكَ تَعاطَى المَرْدَ وَالوَرَقَا
- وَكَفَلٍ كَالنّقَا، مَالَتْ جَوَانِبُهُ،
- لَيْسَتْ من الزُّلّ أوْرَاكاً وَما انتطَفَا
- كَأنّهَا دُرّةٌ زَهْرَاءُ، أخْرَجَهَا
- غَوّاصُ دارِينَ يَخشَى دونَها الغَرَقَا
- قَدْ رَامَها حِجَجاً، مُذْ طَرّ شارِبُهُ،
- حتى تَسَعسَعَ يَرْجُوها وَقد خَفَقَا
- لا النّفسُ تُوئِسُهُ مِنها فَيَتْرُكُهَا،
- وَقد رَأى الرَّغْبَ رَأيَ العَينِ فاحترَقَا
- وَمَارِدٌ مِنْ غُوَاةِ الجِنّ يَحْرُسُها،
- ذو نِيقَةٍ مُسْتَعِدٌّ دُونَها، تَرَقَا
- لَيْسَتْ لـهُ غَفْلَةٌ عَنها يُطِيفُ بها،
- يَخشَى عَليها سُرَى السّارِينَ وَالسَّرَقَا
- حِرْصاً عَليها لَوَ انّ النّفس طاوَعَها
- مِنْهُ الضّمِيرُ لَيَالي اليَمّ، أوْ غَرِقَا
- في حَوْمٍ لُجّةِ آذيٍّ لَهُ حَدَبٌ،
- مَنْ رَامَها فارَقَتْهُ النّفسُ فاعتُلِقَا
- مَنْ نَالَهَا نَالَ خُلْداً لا انْقِطاعَ لَهُ،
- وَمَا تَمَنّى، فَأضْحَى ناعِماً أنِقَا
- تِلكَ التي كَلّفَتْكَ النّفسُ تأمُلُها،
- وَمَا تَعَلّقْتَ إلاّ الحَيْنَ وَالحَرَقَا
المزيد...
العصور الأدبيه