الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الاعشى >> فررتم وما صبرتم >>
قصائدالاعشى
فررتم وما صبرتم
الاعشى
- ألَمْ تَرَوْا إرَماً وَعَاداً،
- أوْدَى بِهَا اللَّيْلُ وَالنّهَارُ
- بَادُوا، فَلَمّا أنْ تَآدَوْا،
- قَفّى عَلى إثْرِهِمْ قُدَارُ
- وَقَبْلَهُمْ غَالَتِ المَنَايَا
- طَسْماً وَلَمْ يُنْجِهَا الحِذَارُ
- وَحَلّ بِالحَيّ مِنْ جَدِيسٍ،
- يَوْمٌ مِنَ الشّرّ مُسْتَطَارُ
- وَأهْلُ غُمْدَانَ جَمّعُوا
- للدّهْرِ مَا يُجْمَعُ الخِيارُ
- فَصَبّحَتْهُمْ مِنَ الدّوَاهي
- جَائِحَةٌ عَقْبُهَا الدّمَارُ
- وقد غَنُوا في ظِلالِ مُلْكٍ،
- مُؤيَّدٍ عَقْلُهُمْ، جُفَارُ
- وأهْلُ جَوٍّ أتَتْ عَلَيْهِمْ،
- فأفْسَدَتْ عَيشَهُمْ، فَبَارُوا
- وَمَرّ حَدٌّ عَلى وَبَارٍ،
- فَهَلَكَتْ جَهْرَةً وَبَارُ
- بَلْ لَيْتَ شِعْرِي، وَأينَ لَيْتٌ،
- وَهَلْ يَفِيئَنّ مُسْتَعَارُ
- وَهَلْ يَعُودَنّ بَعْدَ عُسْرٍ،
- عَلى أخي فَاقَةٍ يَسَارُ
- وَهَلْ يُشَدّنّ مِنْ لَقُوحٍ،
- بِالشَّخْبِ مِنْ ثَرّةٍ صِرَارُ
- أقْسَمْتُمُ لا نُعَطّيَنْكُمْ
- إلاّ عِرَاراً، فَذَا عِرَارُ
- كَحَلْفَةٍ مِنْ أبي رِيَاحٍ،
- يَسْمَعُهَا لاهُهُ الكُبَارُ
- نَحْيَا جَميعاً، وَلَمْ يُفِدْكُمْ
- طَعْنٌ لَنَا في الكُلَى فَوَارُ
- قُمْنَا إلَيْكُمْ وَلمْ يَبْرُدْنَا
- نَضْحٌ عَلى حَمْيِنَا قَرَارُ
- فَقَدْ صَبَرْنَا، وَلَمْ نُوَلِّ،
- وَلَيْسَ مِنْ شَأنِنَا الفِرَارُ
- وَقَدْ فَرَرْتُمْ، وَمَا صَبَرْتُمْ،
- وَذاكَ شَيْنٌ لَكُمْ وَعَارُ
- فَلَيْتَنَا لَمْ نَحُلَّ نَجْداً،
- وَلَيْتَهُمْ قَبْلَ تِلْكَ غَارُوا
- إنّ لُقَيْماً، وَإنّ قَيْلاً،
- وَإنّ لُقْمَانَ، حَيْثُ سَارُوا
- لَمْ يَدَعُوا بَعْدَهُمْ عَرِيباً
- فَغَنِيَتْ بَعْدَهُمْ نِزَارُ
- فَأدْرَكُوا بَعْدَمَا أضَاعُوا،
- وَقَاتَلَ القَوْمُ، فَاستَنَارُوا
المزيد...
العصور الأدبيه