الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الاعشى >> صهباء صافية العيون >>
قصائدالاعشى
صهباء صافية العيون
الاعشى
- لِمَيْثَاءَ دَارٌ عَفَا رَسْمُهَا،
- فَمَا إنْ تَبَيّنُ أسْطَارَهَا
- وَرِيعَ الفُؤادُ لِعِرْفَانِهَا،
- وَهَاجَتْ عَلى النّفْسِ أذْكَارَهَا
- دِيَارٌ لِمَيْثَاءَ حَلّتْ بِهَا،
- فَقَدْ بَاعَدَتْ مِنْكُمُ دارَهَا
- رَأتْ أنّهَا رَخْصَةٌ في الثّيَاب،
- وَلمْ تَعْدُ في السّنّ أبْكَارَهَا
- فَأعجَبَهَا مَا رَأتْ عِنْدَهَا،
- وَأجْشَمَهَا ذَاكَ إبْطَارَهَا
- تنابشْتُهَا لَمْ تَكُنْ خُلّةً،
- وَلَمْ يَعْلَمِ النّاسُ أسْرَارَهَا
- فَبَانَتْ، وَقَدْ أوْرَثَتْ في الفُؤا
- دِ صَدْعاً يُخالِطُ عَثّارَهَا
- كَصَدْعِ الزّجَاجَةِ، مَا يَسْتَطِيـ
- ـعُ مَنْ كَانَ يَشْعَبُ تَجْبَارَهَا
- فَعِشْنَا زَمَاناً وَمَا بَيْنَنَا
- رَسُولٌ يُحَدِّثُ أخْبَارَهَا
- وَأصْبَحْتُ لا أسْتَطِيعُ الكَلام،
- سِوَى أنْ أرَاجِعَ سِمْسَارَهَا
- وَصَهْبَاءَ صِرْفٍ كَلَوْنِ الفُصُو
- صِ بَاكَرْتُ في الصّبحِ سَوّارَهَا
- فَطَوْراً تَمِيلُ بِنَا مُرَّةً،
- وَطَوْراً نُعَالِجُ إمْرَارَهَا
- تَكَادُ تُنَشّي، وَلَمّا تُذَقْ،
- وَتُغْشِي المَفَاصِلَ إفْتَارَهَا
- تَدِبّ لَهَا فَتْرَةٌ في العِظَام،
- وَتُغْشِي الذّؤابَةَ فَوّارَهَا
- تَمَزّزْتُهَا في بَني قَابِيَا،
- وَكُنْتُ عَلى العِلْمِ مُخْتَارَهَا
- إذا سُمْتُ بَائِعَهَا حَقَّهُ
- عَنُفْتُ، وَأغْضَبْتُ تُجّارَهَا
- مَعي مَنْ كَفَاني غَلاءَ السِّبَا،
- وَسَمْعَ القُلُوبِ وَإبْصَارَهَا
- أبُو مالِكٍ خَيْرُ أشْيَاعِنَا،
- إذا عَدّتِ النّفْسُ أقْتَارَهَا
- وَمُسْمِعَتَانِ، وَصَنّاجَةٌ،
- تُقَلِّبُ بِالكَفّ أوتَارَهَا
- وَبَرْبَطُنَا مُعْمَلٌ دَائِمٌ،
- فَقَدْ كَادَ يَغْلِبُ إسْكَارَهَا
- وَذُو تُومَتَيْنِ وَقَاقُزّةٌ
- يَعُلّ وَيُسْرِعُ تَكْرَارَهَا
- تُوَفّي لِيَوْمٍ وَفي لَيْلَةٍ،
- ثَمَانِينَ نَحْسُبُ إسْتَارَهَا
المزيد...
العصور الأدبيه