الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الاعشى >> ثاروا وثرنا >>
قصائدالاعشى
- فِدًى لَبنى ذُهلِ بنِ شَيبانَ ناقَتي
- وَرَاكِبُهَا، يَوْمَ اللّقَاءِ، وَقَلّتِ
- هُمُ ضَرَبُوا بِالحِنْوِ، حنوِ قُرَاقرٍ،
- مُقَدِّمَةَ الـهَامَرْزِ حَتى تَوَلّتِ
- فَلِلّهِ عَيْنَا مَنْ رَأى مِنْ عِصَابةٍ
- أشَدَّ عَلى أيْدي السُّقاةِ مِنَ الّتي،
- أتَتهُمْ مِنَ البَطحاءِ يَبرُقُ بَيْضُها،
- وَقَدْ رُفِعَتْ رَايَاتُهَا، فَاستَقَلّتِ
- فَثَارُوا وَثُرْنَا، وَالمَنِيّةُ بَيْنَنَا،
- وَهَاجَتْ عَلَيْنَا غَمْرَةٌ، فتَجَلّتِ
- وَقَدْ شَمّرَتْ بالنّاسِ شَمطاءُ لاقحٌ
- عَوَانٌ، شَديدٌ هَمزُها، فأضَلّتِ
- كَفَوْا إذْ أتَى الـهَامَرْزُ تَخفِقُ فوْقَه
- كَظِلّ العُقابِ، إذْ هوَتْ، فتَدلّتِ
- وَأحمَوْا حمَى ما يَمنَعونَ فأصْبَحتْ
- لِنَا ظُعُنٌ كانَتْ وُقُوفاً، فَحَلّتِ
- أذاقُوهُمُ كأساً مِنَ المَوْتِ مُرّةٍ،
- وَقَدْ بَذِخَتْ فُرْسَانُهُمْ وَأذَلّتِ
- سَوَابِغُهُمْ بِيضٌ خِفافٌ، وَفَوْقَهم
- من البَيْضِ أمْثالُ النّجومِ استَقَلّتِ
- وَلمْ يَبْقَ إلاّ ذاتُ رَيْعٍ مُفاَضَةٌ،
- وَأسْهَلَ مِنْهُمْ عُصْبَةٌ فأطَلّتِ
- فَصَبّحَهُمْ بالحِنْوِ حِنْوِ قُرَاقِرٍ،
- وَذي قَارِهَا مِنْهَا الجُنُودُ فَفُلّتِ
- عَلى كلّ مَحْبُوكِ السّرَاةِ، كأنّهُ
- عُقابٌ هَوَتْ، من مَرْقَبٍ إذْ تَعَلّتِ
- فجادَتْ عَلى الـهَامَرْزِ وَسطَ بيوتهِمْ
- شآبِيبُ مَوْتٍ، أسْبَلَتْ وَاستَهَلّتِ
- تَناهَتْ بَنُو الأحْرَارِ إذْ صَبَرَتْ لـهم
- فَوَارِسُ من شَيْبَانَ غُلْبٌ فوَلّتِ
- وَأفْلَتَهُمْ قَيْسُ، فَقُلْتُ لَعَلّهُ
- يَبِلّ لَئِنْ كانَتْ بِهِ النّعْلُ زَلّتِ
- فَمَا بَرِحُوا حتى استُحِثّتْ نِساؤهم
- وَأجْرَوْا عَلَيها بالسّهامِ، فذَلّتِ
- لَعَمْرُكَ ما شَفّ الفَتى مثلُ هَمّهِ،
- إذا حَاجَةٌ بَينَ الحَيَازِيمِ جِلّتِ
المزيد...
العصور الأدبيه