الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الاعشى >> الشعر يستنزل الكريم >>
قصائدالاعشى
الشعر يستنزل الكريم
الاعشى
- إنّ مَحَلاًّ، وَإنّ مُرْتَحَلا،
- وَإنّ في السَّفْرِ مَا مَضَى مَهَلا
- اسْتَأثَرَ اللـهُ بِالوَفَاءِ وَبِالـ
- ـعَدْلِ، وَوَلّى المَلامَةَ الرّجُلا
- وَالأرْضُ حَمّالَةٌ لِمَا حَمّلَ الـ
- لّهُ، وَمَا إنْ تَرُدّ مَا فَعَلا
- يَوْماً تَرَاهَا كَشِبْهِ أرْدِيَةِ الْـ
- ـخِمْسِ، وَيَوْماً أدِيمُها نَغِلا
- أنْشَى لَهَا الخُفَّ وَالبَرَاثِنَ وَالْـ
- ـحَافِرَ شَتّى وَالأعصَمَ الوَعِلا
- وَالنّاسُ شَتّى عَلى سَجَائِحِهِمْ،
- مُسْتَوْقِحاً حَافِياً وَمُنْتَعِلا
- وَقَدْ رَحَلْتُ المَطِيَّ مُنْتَخِلا،
- أُزّجي ثِقَالاً، وَقُلْقُلاً وَقِلا
- أُزْجي سَرَاعِيفَ كَالقِسيّ مِنَ الـ
- شّوْحَطِ، صَكَّ المُسَفَّعِ الحَجَلا
- وَالـهَوْزَبَ العَوْدَ أمْتَطِيهِ بِهَا،
- وَالعنْتَرِيسَ الوَجْنَاءَ وَالجَمَلا
- يَنْضَحُ بِالبَوْلِ وَالُغبَارِ عَلى
- فَخْذَيْهِ نَضْحَ العَبْدِيّةِ الجُلَلا
- وَسّاجَ سَابَ إذَا هَبَطْتَ بِهِ الـ
- ـسّهْلَ وَفي الحَزْنِ مِرْجَماً حَجَلا
- بِسَيْرِ مَنْ يَقْطَعُ المَفَاوِزَ وَالْـ
- ـبُعْدَ إلى مَنْ يُثِيبُهُ الإبِلا
- وَالـهَيْكَلَ النّهْدَ، وَالوَليدَةَ وَالْـ
- ـعَبْدَ، وَيُعْطي مَطَافِلاً عُطُلا
- يُكْرِمُهَا مَا ثَوَتْ لَدَيْهِ، وَيَجْـ
- زِيهَا بِمَا كَانَ خُفُّهَا عَمِلا
- أصْبَحَ ذُو فَائِشٍ سَلامَةُ ذُو الـ
- تَّفْضَالِ هَشّاً فُؤادُهُ، جَذِلا
- أبْيَضُ لا يَرْهَبُ الـهُزَالَ، وَلا
- يَقْطَعُ رِحْماً، وَلا يَخُونُ إلا
- يَا خَيْرَ مَنْ يَرْكَبُ المَطِيَّ، وَلا
- يَشْرَبُ كَأساً بِكَفّ مَنْ بَخِلا
- قَلّدْتُكَ الشّعْرَ يَا سَلامَةَ ذا الـ
- تّفضَالِ، وَالشيْءُ حَيْثُمَا جُعِلا
- وَالشّعْرُ يَسْتَنْزِلُ الكَريمَ كمَا اسْـ
- ـتَنْزَلَ رَعْدُ السّحَابَةِ السَّبَلا
- لَوْ كُنْتَ مَاءً عِدّاً جَمَمْتَ، إذا
- مَا وَرَدَ القَوْمُ لمْ تَكُنْ وَشَلا
- أنْجَبَ أيّامُ وَالِدَيْهِ بِهِ،
- إذْ نَجَلاهُ، فَنِعْمَ مَا نَجَلا
- قَدْ عَلِمَتْ فَارِسٌ وَحِمْيَرُ والْـ
- أَعْرَابُ بِالدَّشْتِ أيُّهُمْ نَزَلا
- هَلْ تَذْكُرُ العَهدَ في تَنَمُّصَ، إذ
- تَضْرِبُ لي قَاعِداً بهَا مَثَلا
- لَيْثٌ لَدَى الحَرْبِ أوْ تَدُوخَ لَهُ
- قَسْراً، وَبَذَّ المُلُوكَ مَا فَعَلا
المزيد...
العصور الأدبيه