الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الاعشى >> الشباب غير حليف >>
قصائدالاعشى
الشباب غير حليف
الاعشى
- أذِنَ اليَوْمَ جِيرَتي بِحُفُوفِ،
- صَرَمُوا حَبْلَ آلِفٍ مَألُوفِ
- وَاسْتَقَلّتْ عَلى الجِمَالِ حُدُوجٌ،
- كُلّهَا فَوْقَ بَازِلٍ مَوْقُوفِ
- مِنْ كُرَاتٍ، وَطَرْفُهُنّ سُجُوٌّ،
- نَظَرَ الأُدْمِ مِنْ ظِبَاءِ الخَرِيفِ
- خَاشِعَاتٍ يُظْهِرْنَ أكْسِيَةَ الخـ
- زّ، وَيُبْطِنّ دُونَهَا بِشُفُوفِ
- وَحَثَثْنَ الجِمَالَ يَسْهَكْنَ بِالبَا
- غِزِ، وَالأرْجُوَانِ خَمْلَ القَطِيفِ
- مِنْ هَوَاهُنّ يَتّبِعْنَ نَوَاهُـ
- ن، فَقَلْبي بِهِنّ كَالمَشْغُوفِ
- بِلَعُوبٍ مَعَ الضّجِيعِ، إذَا مَا
- سَهِرَتْ بِالعِشَاءِ، غَيرِ أسُوفِ
- حُلْوَةِ النّشْرِ، وَالبَديهَةِ، وَالعِلاّ
- تِ لا جَهْمَةٍ وَلا عُلْفُوفِ
- وَلَقَدْ سَاءَهَا البَيَاضُ، فَلَطّتْ
- بِحِجَابٍ مِنْ دُونِنَا مَسْدُوفِ
- فَاعْرِفي لِلْمَشِيبِ، إذْ شَمِلَ الرَّأ
- سَ، فَإنّ الشّبَابَ غَيرُ حَلِيفِ
- وَدَعِ الذّكْرَ مِنْ عَشائي، فَما يُدْ
- رِيكَ مَا قُوّتي وَمَا تَصْرِيفي
- وَصَحِبْنَا مِنْ آلِ جَفْنَةَ أمْلا
- كاً كِرَاماً بِالشّامِ ذاتِ الرّفِيفِ
- وَبَني المُنْذِرِ الأشَاهِبِ بِالحِيـ
- رَةِ، يَمْشُونَ، غُدْوَةً، كالسّيوفِ
- وَجُلُنْدَاءَ في عُمَانَ مُقِيماً،
- ثمّ قَيْساً في حَضْرَمَوْتَ المُنِيفِ
- قَاعِداً حَوْلَه النّدَامَى، فَمَا يَنْـ
- فَكّ يُؤتَى بِمُوكَرٍ مَجْدُوفِ
- وَصَدُوحٍ، إذا يُهَيّجُهَا الشَّرْ
- بُ، تَرَقّتْ في مِزِهَرٍ مَنْدُوفِ
- بَيْنَمَا المَرْءُ كَالرُّدَيْنيّ ذِي الجُبّـ
- ـةِ سَوّاهُ مُصْلِحُ التَّثقِيفِ
- أوْ إنَاءِ النُّضَارِ لاحَمَهُ القَيْـ
- ـنُ، وَدَارَى صُدُوعَهُ بِالكَتِيفِ
- رَدّهُ دَهْرُهُ المُضَلَّلُ حَتّى
- عَادَ مِنْ بَعْدِ مَشْيِهِ للدّلِيفِ
- وَعَسِيرٍ مِنَ النّوَاعِجِ أدْمَا
- ءَ مَرُوحٍ، بَعْدَ الكَلالِ، رَجُوفِ
- قَدْ تَعَلَلْتُهَا، عَلى نَكَظِ المَيْـ
- طِ، فَتَأتي عَلى المَكَانِ المَخُوفِ
- وَلَقَدْ أُحْزِمُ اللُّبَانَةَ أهْلي،
- وَأُعَدّيهِمُ لأِمْرٍ قَذِيفِ
- بِشُجَاعِ الجَنَانِ، يَحْتَفِرُ الظّلْـ
- مَاءَ، مَاضٍ عَلى البِلادِ خَشُوفِ
- مُسْتَقِلٍّ بِالرِّدْفِ مَا يَجْعَلُ الجِـ
- رّةَ بَعْدَ الإدْلاجِ غَيرَ الصّرِيفِ
- ثُمّ يُضْحي مِنْ فَوْرِهِ ذا هِبَابٍ
- يَسْتَطِيرُ الحَصَى بِخُفٍّ كَثِيفِ
- إنْ وَضَعْنَا عَنْهُ بِبَيْدَاءَ قَفْرٍ،
- أوْ قَرَنّا ذِرَاعَهُ بِوَظِيفِ
- لمْ أخَلْ أنّ ذَاكَ يَرْدَعُ مِنْهُ،
- دُونَ ثَنْيِ الزّمَامِ تَحْتَ الصَّلِيفِ
المزيد...
العصور الأدبيه