الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الاعشى >> البطنة تأفن الأحلام >>
قصائدالاعشى
البطنة تأفن الأحلام
الاعشى
- يَا لَقَيْسٍ! لِمَا لَقِينَا العَامَا،
- ألِعَبْدٍ أعْرَاضُنَا أمْ عَلى مَا
- لَيْسَ عَنْ بِغْضَةٍ حُذافَ، وَلكِنْ
- كَانَ جَهْلاً بِذَلِكُمْ، وَعُرَامَا
- لمْ نَطَأكُمْ يَوْماً بِظُلْمٍ، وَلمْ نَهْـ
- ـتِكَ حِجَاباً وَلَمْ نُحِلّ حَرَاما
- يا بَني المُنْذرِ بنِ عَبْيدَانَ، وَالبِطْـ
- نَةُ يَوْماً قَدْ تَأفِنُ الأحْلامَا
- لِمْ أمَرْتُمْ عَبْداً لِيَهْجُوَ قَوْماً
- ظَالمِيهِمْ مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ، كِرَامَا
- وَالّتي تُلْبِثُ الرّؤوس مِنَ النُّعْـ
- مَى، وَيَأتي إسْمَاعُهَا الأقْوَامَا
- يَوْمَ حَجْرٍ بِمَا أزِلَّ إلَيْكُمْ،
- إذْ تُذَكّي في حَافَتَيْهِ الضّرَامَا
- جَارَ فيهِ، نَافَى العُقَابَ، فأضْحى
- آئِدَ النّخْلِ يَفْضَحُ الجُرّامَا
- فَتَرَاهَا كَالخُشْنِ تَسْفَحُهَا النّيـ
- رَانُ سُوداً مُصَرَّعاً وَقِيَامَا
- ثُمّ بِالعَيْنِ عُرّةٌ تَكْسِفُ الشّمْـ
- سَ وَيَوْماً مَا يَنْجَلي إظْلامَا
- إذا أتَتْكُمْ شَيْبَانُ في شَارِقِ الصّبْـ
- ـحِ، بِكَبْشٍ تَرَى لَهُ قُدّاما
- فَغَدَوْنَا عَلَيْهِمُ بَكَرَ الوِرْ
- دِ، كمَا تُورِد النّضِيحَ الـهِيَاما
- بِرِجَالٍ كَالأسْدِ، حَرّبَهَا الزّجْـ
- رُ، وَخَيْلٍ مَا تُنْكِرُ الإقْدَامَا
- لا نَقِيهَا حَدَّ السّيُوفِ وَلا نأ
- لَمُ جُوعاً وَلا نبَالي السُّهَامَا
- سَاعَةً أكْبَرَ النّهَارِ كَمَا شلّ
- مُخيِلٌ لِنَوْئِهِ أغْنَامَا
- مِنْ شَبَابٍ تَرَاهُمُ غَيرَ مِيلٍ؛
- وَكُهُولاً مَرَاجِحاً أحْلامَا
- ثُمّ وَلّوْا عِنْدَ الحَفِيظَةِ وَالصّبْـ
- رِ، كمَا يَطْحَرُ الجَنُوبُ الجَهَامَا
- ذاكَ في جَبْلِكُمْ لَنَا، وَعَلَيْكُمْ
- نِعْمَةٌ لَوْ شَكَرْتُمُ الإنَعَامَا
- وَإذَا مَا الدّخَانُ شَبّهَهُ الآ
- نُفُ يَوْماً، بِشَتْوَةٍ، أهْضَامَا
- فَلَقَدْ تُصْلَقُ القِدَاحُ عَلى النيـ
- ـبِ، إذَا كَانَ يَسْرُهُنّ غَرَامَا
- بِمَسَامِيحَ في الشّتَاءِ يَخَالُو
- نَ عَلى كُلّ فَالِجٍ إطْعَامَا
- وَقِبَابٍ مِثْلَ الـهِضَابِ وَخَيْلٍ،
- وَصِعَادٍ حُمْرٍ، يَقِينَ السِّمَامَا
- في مَحَلٍّ مِنَ الثّغُورِ غُزَاةٍ،
- فَإذا خَالَطَ الغِوارُ السَّوَامَا
- كَانَ منّا المُطَارِدُونَ عنِ الأخْـ
- رَى، إذا أبْدَتِ العَذَارَى الخِدَمَا
المزيد...
العصور الأدبيه