الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> وحيد خيون >> الأيام >>
قصائدوحيد خيون
- قدْ أخذْنا ما لنا منذُ الصِّغَرْ
- وصَبَرْنا- كم على حكم ِ القدَرْ
- كلُّ شئٍِ في (بني سَعْدٍ ) بدا
- حولنا واش ٍ فقاطعْتُ البَشرْ
- طلَّ في ليلٍ علينا وجهُهَا
- أقسَمُوا بالله ِ قد كان القمرْ
- فتَدانتْ نحونا شيئا ً وقد
- ماتَ أصحابي وفارقتُ البَصَرْ
- كلُّها تُعجبُ نفسي كُلُّها
- من عيونٍ ناعساتٍ وحَوَرْ
- فإذا لاقيْتها في غفلةٍ
- بهُتَتْ خوفا ً وشوقاً وحذرْ
- وافترَقنا بعدَ عامٍ فإذا
- كلُّ ما قد كانَ يأساً و كدرْ
- فكأني حينما فارقتُها
- والليالي فارَقَتْ كلَّ سَحَرْ
- ليسَ لي نجمٌ يُسَلِّيني ولا
- ذهَبَ الليلُ و لا طلَّ القمَرْ
- وإذا وجَّهتُ وجهي نحوها
- ردَّني البُعْدُ وفقدانُ الأثرْ
- يا كتاباً بِتُّ في طيّاتِهِ
- دمعة ً تبْكي على طول ِ الدهَرْ
- كلُّ أعوامي سوادٌ راعَني
- ليسَ لي فيها من السعدِ شهَرْ
- ومتى أخفيْتُ منها حَزَني
- نطقَ الدمعُ بحُزني و جَهَرْ
- منذُ أنْ فارَقتُها صارَ دَمِي
- مِثلَ عمري حجراً فوقَ حَجَرْ
- يعتريني ذكرُها في غفلَتي
- فإذا أبصَرْتُهُ غضَّ البَصَرْ
- أين َ أنتِ الآنَ قد عذبَني؟
- َبعْدَكِ العيشُ وقد طالَ السَّهَرْ
- ظِلْتُ أنعاكِ وما من طائرٍ
- حاملٍ فوقَ جناحيْهِ خبَرْ
- ها أنا بِتُّ أُناجي أبداً
- صورةً غابتْ بآلافِ الصُّوَرْ
- هذهِ الدارُ التي كنتِ بها
- حولها دارَ فؤادي و استقرْ
- كلَّما ناشدْتُهُ عنكِ جرى
- نهْرُ أحزاني إلى كلِّ نَهَرْ
- يا غريقَ البحْرِ تُنْجيكَ يدٌ
- كيفَ لو يغرقُ في البَحْرِ بَحَرْ
- هذهِ أنتِ وهذا قدَرِي
- أشكرُ اللهَ وحظّي و القدَرْ
- وأنا في عالم ٍ أزعَجْتُهُ
- ببُكائي ورواياتِ الضَّجَرْ
- كَلِّميني فأنا في وحشةٍ
- وطريقي فيهِ شوكٌ و حُفَرْ
- أنتِ والأيامُ والدنيا على
- رَمَق ِ النفسٍ وأهلي والدَّهَرْ
- أضعُ الآهَ على الجُّرْحِ فلا
- تنتهي الآهُ ولا الجُّرْحُ اندثرْ
- هذهِ خاتِمَتي قد ظهَرَتْ
- مِثلما يظهرُ في الليلِ ِ القمَرْ
المزيد...
العصور الأدبيه