الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> وحيد خيون >> إبتهالات من تحت الأمواج >>
قصائدوحيد خيون
إبتهالات من تحت الأمواج
وحيد خيون
- ذهبْنا بعيدا ً
- إلى أنْ فقَدْنا يَدَيْكْ
- هرَبْنا جميعاً من الغربةِ القاتِله ...
- وعدْنا إليكْ
- فقدنا الأمانَ .. فقدنا السلامَ .. فقدنا الثِقَه
- وما عادَ للصِدق ِ فينا وجودْ
- فَلَسْنا نُراعِي حَراماً عَلَيْنا ...
- ولا نتّقي من ضياع ِ العهودْ
- و تاللهِ ...
- ما ظلّ َ للهِ حدّ ٌ أمامَ العبيدِ القرودْ
- لقدْ عبَرَ القومُ كلّ َ الخطوطِ ...
- وكلّ َ الحصون ِ وكلّ َ الحدودْ
- وتاللهِ .. ما ظلّ َ للهِ حدّ ٌ ..
- ولا ظلّ َ للكفرِ حدْ ! ! !
- شرِبْنا جميعاً من النهرِ دهراً طويلاً
- وما تابَ مِنّا أحدْ ! !
- وهذا هو الردّ ُ .. إنْ كانَ للهِ رَدْ
- أعاصيرُ ...
- هزاتُ أرض ٍ ...
- زلازِلْ
- وأمواجُ ماءْ
- ونحنُ على الدّربِ لا نَتّقِي
- ولم نعترفْ بالغباءْ !!!
- نخافُ من الناس ِ حدّ َ الحياءِ ...
- ومن ربِّنا لا نخافْ
- وهل يرتقي الجاهلونَ الى مستوى الإعتِرافْ ؟
- ذهبنا بعيداً وكنا فخورينَ بالبعدِ عنكْ
- وكنا فخورينَ أنْ نقلِبَ الحقّ َ باطلْ
- لقد فارقَ اللهَ خلقٌ كثيرٌ !!
- وهل فارقَ اللهَ في الخلق ِ عاقِلْ ؟
- وكنا إذا قيلَ للهِ هودوا
- ذهبنا بعيداً وعُدْنا نجادِلْ
- وكنا إذا قيلَ للهِ توبوا
- ظنَنّاهُ عما فعلناهُ غافِلْ
- ورحنا نجادِلْ
- وعُدْنا نجادِلْ
- وفي منتهى الكبرياءْ
- نرى قولَنا فوقَ قول ِ السّماءْ
- نرى رأيَنا ...
- فوقَ رأي ِ النبيينَ و الأوصِياءْ
- نُعاديكَ يا ربَّنا كي نكونَ
- لأعدائِكَ الأصدقاءْ !!
- نُعاديكَ من أجل ِ إطراءَةٍ ...
- ومن أجل ِ أنْ نُضْحِكَ الأقوياءْ
- ومِنْ قبْلُ أجدادُنا مرّتيْن ِ أساؤوا العمَلْ
- وجدّاتُنا مرّة قد تَبِعْنَ الجَمَلْ
- لكي يحفظوا سيدَ الأنبياءْ
- فمِنْ أجل ِ أنْ يحكموا المُسلِمينَ
- تواصَوْا بأنْ يُحْرِقوا الأوصِياءْ
- لقد كانَ أولئكَ الغاصبونَ ...
- وأولئكَ الأغبياءْ
- أساسَ الخرابِ الذي حلّ َ فينا
- أساسَ الدمارِ الذي لم يُبْق ِ في الناس ِ دينا
- وها نحنُ منهم بُراءْ
- وها نحنُ عُدْنا إليكْ
- و ها نحنُ قبلَ الرّحيل ِ الكبيرِ
- حَلَلْنا ضيوفا ً عليكْ
- فيا مَن هو اللهُ يمضي الزمانُ ...
- و يأتي الزمانْ
- و كفّاهُ مبسوطتانْ
- أنا الآن َ ... في حاجةٍ للبُكاءِ
- على لَمْسَةٍ من يديْكْ
- ذهبْنا بعيداً الى أنْ فقدْنا يديْكْ
- وعُدْنا إليْكْ
المزيد...
العصور الأدبيه