الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> وحيد خيون >> أعاصير ومنافي >>
قصائدوحيد خيون
- عدَتْكَ الليالي أنْ صبَرْتَ لياليا
- وجنّبْتَ نهرانَ الدموع ِ النواعيا
- تظلّ ُ عزيزا ً رغمَ أنكَ مُعْوِزٌ
- وتبقى قريبا ً رغمَ كونِكَ نائيا
- ولنْ تُرغِمَ الأحداثُ مثلَكَ عاقِلا ً
- على قول ِ ما لا يرتقي بكَ راقِيا
- تعوّدْتَ بالصّمتِ الكبيرِ مُدَوِّيا ً
- وقرّعْتَ بالصمتِ الكبيرِ المُرائِيا
- بكَ الوجعُ المقصورُ لونُكَ شاحِبٌ
- وأنوارُ كَ البيضاءُ تركبُ داجِيا
- لماذا تُقاسي ؟ والمُحِبُّونَ عرّجوا
- وتسمعُ منهم رقصة ً و أغانيا
- لماذا تُقاسي؟ والذين لأجلِهِم
- تقاسي .. قَسَوْا فاهجُرْ وكن أنتَ قاسيا
- و دَعْهم لأيام ٍ فَتَكْنَ بغيْرِهِمْ
- فهل تتمنى أنْ ينالوا المراميا ؟
- وهل تتمنى انْ يعودَ لكَ الذي
- بهِ كنتَ في أغنى المواقفِ .. عاريا؟
- وهل تتمنى انْ تعودَ لمنزِل ٍ
- إذا أمْطَرَتْ ولّى مع الماء ِ جارِيا؟
- بنوكَ وأمّ ٌ في العراق ِ و إخوةٌ
- وأنتَ تُقَفّي بالمنافي المنافيا
- وصوتُكَ يجري والرياحُ بعيدة ٌ
- فكنْ عندَ قصفِ الريح ِ صوتا ًمُناوِيا
- مللتُكَ ... لا ترمي السّهامَ ولم تعُدْ
- تُجَنِّبُ مَنْ يرمي الرّماة ُ العَوالِيا
- مللتُكَ ... لا يُؤذيكَ أنكَ مُهمَلٌ
- وغيرُ كَ يصطادُ الغِنى والمغانيا
- مللتُكَ ... قد ثارَ الترابُ ومَنْ بهِ
- وأنت تُلاقي الطبلَ أخرَسَ غافِيا
- مللتُكَ ... لا أنتَ الذي قد عَرَفْتُهُ
- ولا أنا أنتَ الراكِبُ البحرَ عالِيا
- مللتُكَ ... مهزوما ً يُضَيِّعُ وقتَهُ
- ولم يقتنِصْ ممّا تولّى ثوانِيا
- لقد أدبَرَ الوقتُ الكبيرُ وغايتي
- ركِبْتُ لها ظهري أنا والقوافِيا
- وهبتُ لها عمرا ً طويلا ً وها أنا
- بها عاجِزٌ عنها ولم أدرِ ما هيا
- مللتُكَ سكرانا ً .. مللتُكَ صاحِيا
- مللتُكَ يقظانا ً .. مللتُكَ غافِيا
- مللتُكَ متبوعا ً .. مللتُكَ شاعرا ً
- مللتُكَ ساويتَ الذي لن يُساويا
- مللتُكَ والدنيا تريدُ كَ ضاحِكا ً
- و نحنُ وهبناكَ المحبّة َ باكِيا
- مللتُكَ أمّا مُوجَعا ً أو مُواسِيا
- وأمّا تُداوى أو تكونُ المُداويا
- فمٌ غاضِبٌ منهم وقلبٌ مُتَيّمٌ
- جُهِلتَ حبيبا ً واشتهرتَ مُعادِيا
- يُعاديكَ أصحابٌ لأنكَ صاحِبٌ
- ويغضبُ جُهّالٌ لكونِكَ دارِيا
- ويبغضُكَ القومُ الذينَ تُحِبُّهمْ
- لأنكَ منهم .. لو تنكّرْتُ حالِيا
- وذنبُكَ تعلو والرّقابُ قصيرة ٌ
- كسَرْتَ رقابَ الناس ِ كونَكَ عاليا
- وهم عاجزونَ الآنَ أين َ تركتَهم
- تركتَ لهم ظهرا ً يُدافِعُ عارِيا
- تجودُ بنفس ٍ أو تجودُ بدرهم ٍ
- يروْنكَ شحّاذ َ المَحبّةِ واطِيا
- أكنتَ عراقِيّا ً ؟ تكونُ الأضاحِيا
- وكنتَ جنوبيّا ً تكونُ الأغانِيا
- أ نالكَ شئ ٌ من هواكَ ؟ أ نِلْتَهُ؟
- فمالكَ ضيّعتَ السنينَ الغوالِيا
المزيد...
العصور الأدبيه