الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> وحيد خيون >> أشكوك لله >>
قصائدوحيد خيون
- لا بأسَ , أنْ تقطعِي وَصْلي وتعْتزِلي
- وأنْ أسِيرَ وحيداً راكِباً سُبُلي
- حتى الصُخورُ لأقوالي قد ارتجَفتْ
- وأنتِ حتى لِحِسِّ الصَخْرِ لم تصِلي!
- قطعْتِ عَهْداً لِغيْري تحْرِقينَ دَمِي
- ولنْ تجيبي رِسالاتي ولا رُسُلِي
- قد كانَ أكبَرَ ما أصْبُو لهُ خبَرٌ
- مِنكمْ وإنْ كانَ مكتوباً على عَجَل ِ
- ألومُ مَنْ ؟ وأنا أمْشي وبَوصَلتي
- لكم تسيرُ .. وإنْ مَالتْ لكم تمِل ِ
- ألومُ مَنْ ؟ لا عُيُونُ الخِلِّ عاذِرَتي
- ولا التقاليدُ تعْطي ا لحَقّ َ لِلرّجُل ِ
- لِكَيْ ترَيْ أيّ َ حُزن ٍ عاصِر ٍ كَبدِي
- وأيّ َ دَمْع ٍ ثقيل ٍ كاسِرٍ مُقلِي
- أستغفِرُ اللهَ إنْ كانَ الهوى خَطأ ً
- أو كانَ هذا عِقاباً أصْلهُ عَمَلِي
- أجفّ ُ مِثلَ رغيفِ الخُبْزِ مُنْتظِراً
- سِرْبَ العصافيرِ أو سِرْباً مِنَ الحَجَل ِ
- مَنْ يَعْرِفُ الوَرْدَ؟جاعَ الناسُ فانْصَرَفوا
- يَسْتبْدِلونَ أرَقّ َ الوَرْدِ بالبَصَل ِ
- ألومُ مَنْ ؟ أنا نفسي غيْرُ مُقتنِع ٍ
- بمَا فعَلتُ , وغيْري غيرُ مُنفَعِل ِ
- ألومُ مَنْ ؟ لا نجومي ليلة ً أفلتْ
- ولا مَجَادِيفنا فاقتْ مِنَ البَلل ِ
- شتى المِياهِ شرِبْناها وما عَلِقتْ
- نفسي بها , فلِماذا الشّوقُ للوَشل ِ
- جَهْلٌ هوَ الحالُ؟ أم شوقٌ الى وطن ٍ ؟
- أم إنّهُ الشوقُ للأيّام ِ والغزَل ِ
- لا تغضبي لم يَعُدْ لي في هواكِ ضُحىً
- وَعْدٌ ولم تعِدِي,وَصْلٌ ولنْ تصِلي
- لا تغضبي , لن تَرَيْ مِنِّي سوى عَتبٍ
- ولن يَطالكِ لا دَمْعي ولا أسَلي
- إنْ مَرّكِ الهمّ ُ عنْ بُعدٍ مَرَرْتُ بهِ
- حتى كأنّي لكِ الأدْنى مِنَ الحُلل ِ
- أو قلتِ آهٍ , أقلْ آهٍ .. وبي وَجَعٌ
- ولنْ تمُرِّي بمَأساتي ولا عِللِي
- أشكوكِ للهِ , إنْ تشكي إلى أحَدٍ
- وإنْ تنادي أبا بَكرٍ , أُنادِ عَلي
- أشكو إلى اللهِ قوْماً ها هُنا وقفوا
- يُرا قِبونَ وقوفِي بعْدَ مُرْتحَلي
- إنْ قلتُ آهٍ , يقولوا عُدْتَ تذكرُها
- أو قلتُ يا رَبِّ , قالوا قلْ: يُعيدُكِ لي
- وإنْ ضَحِكتُ يقولوا هل ترى وَصَلتْ
- رِسالة ٌ للحبيبِ الهائم ِ الثمِل ِ
- ولسْتِ تدرينَ ما يَعْني تفرّقنا
- وما سَيَعْني بَقاءٌ دونما أمل ِ
- أبكي إليكِ وهذي الناسُ تمْنعُني
- وكيفَ صبري وجسْمِي فاضَ بالعِلَل ِ
- يا ساكنينَ بلاداً لسْتُ أُدرِكها
- ولا إليْها بهذا الوقتِ مِنْ سُبُل ِ
- بلا وداع ٍ تفارَقنا ولا أمَل ٍ
- ولا عُهودٍ ولا قوْل ٍ ولا قبَل ِ
- كيفَ التلاقي؟ وهلْ ألقاكِ في زمَن ٍ
- وأنتِ عنّي ببُعْدِ الأرض ِعنْ زُحَل ِ
- ما أبْعَدَ الدارَ مِنْ داري وأقرَبَها
- منّي ومَا بيْننا بعضٌ مِنَ الدّوَل ِ
- وسوفَ تبقينَ في دُنيايَ واحِدة ً
- وسوفَ أ بقى وحيداً راكِباً سُبُلي
- ولا تقولي لنا ذلتْ عقارِبُهُ
- فسَاعَتي عَزّ َ مَجْرَاها على الأزَل ِ
- أنا أغيبُ قريباً جاءَنِي قدَرٌ
- ولنْ تغيبَ على أيّامِكمْ جُمَلِي
- ولنْ تنالِي مِن الدّنيا سِوى صِدَفٍ
- إنّ الذي لم يُنِلْ للناس ِ لم يَنل ِ
- رسالة ٌ مِنْكِ أنْ أجْفوكِ قد وصَلتْ
- وغيرُها أيّ ُ شئ ٍ منكِ لم يَصِل ِ
- وَعْدٌ إذنْ يا رَنا للموتِ لنْ تجِدي
- آثارَ رجْلي ولا الآثارَ من إبلِي
- وسوفَ أُبْعِدُ جسْماً عن مَواطِنِكمْ
- حتى ولو ساقني بُعْدِي الى أجَلِي
- أشكوكِ للهِ شكوى لا يُضيِّعُها
- لأنني لسْتُ بالشاكي ولا النذِل ِ
- أشكوكِ للهِ لا أبكي على أحَدٍ
- سِوا كِ لامْرَأةٍ قطّ ٌ ولا رجُل ِ
- أشكوكِ للهِ إني لا أرى أحَداً
- مُعَطلاً فيكِ مِثلِي دائمَ العَطل ِ
- أشكوكِ للهِ لا يَنسى نوافِذ َنا
- قد أُغْلِقتْ وبكى الباكي على طلل ِ
- وسوفَ تبقينَ في أُخرايَ لي أملاً
- أنتِ التي كنتِ في دنيايَ لي أمَلي
- نعمْ أنا الآنَ أسْتقصي مَآرِبَكمْ
- وأسْتميتُ لِلقياكمْ بلا خجَل ِ
- لقد وقعْتُ على رأسي فوا أسَفي
- إنّ العَصافيرَ هَدّتْ قِمة َ الجَبل ِ
المزيد...
العصور الأدبيه