الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> وحيد خيون >> استقالة >>
قصائدوحيد خيون
- بعدَ تفكيرٍ طويلْ
- بعدَما صارتْ حقولُ الوردِ شوكاً
- واختفى اللونُ العراقيّ ُ الجميلْ
- بعدَما أقمارُنا عنا تلاشتْ
- وبدَتْ تهجُرُنا شمسُ الأصيلْ
- بعدَما صارَ التلاقي مُستحيلْ
- بعدَما دقتْ نواقيسُ المسافاتِ ...
- وأصبَحْتُ على أبوابكمْ ظِلاّ ً ثقيلْ
- بعدَما أفنيْتُ دهراً ...
- ماشِياً أطوي الى لقياكِ ميلاً بعدَ ميلْ
- لم أجدْ ذرّة َ إقبال ٍ ...
- ولا وقفة َ إجلال ٍ ...
- ولا نافِلة ً فيها من العطفِ القليلْ
- لم أجدْ في ظلكمْ إلاّ لهيبا ...
- لم أجدْ فيكم حبيبا ...
- كنتُ في عالمِكمْ أشبهَ حالا ً بالنزِيلْ
- كانَ ليلُ الشوق ِ يغزوني طويلا ...
- كنتُ أخشى أنْ تظنيني ذليلا ...
- والعِراقيّونَ ما اعتادوا على العيش ِ الذليلْ
- كنتُ أستلقي على امواجكِ الزرقاءِ ...
- لا أدري إلى أينَ ...
- ولا أعرِفُ للمرسى سَبيلْ
- كنتُ في صحرائِكِ الخضراءِ .. مثلَ الريح ِ ...
- لا أعرِفُ لي وقتاً ..
- ولا أعلمُ لي بيتاً ..
- ولا عندي على بابٍ دليلْ
- كنتُ مقتولاً على بابكِ ..
- والقاتِلُ لا يعرِفُ ما ذنبُ القتيلْ
- بعدَ تفكيرٍ طويلْ
- قرّرَ الراحِلُ أنْ يرحَلَ من أرض ِ الفراتين ِ ...
- بأنْ يُعْلِنَ عنْ أرض ِ الفراتين ِ الرّحيلْ
- بعدَ تفكيرٍ طويلْ
- قرّرَ الشاعِرُ أنْ يُلقي خِطاباً ...
- لم يجدْ مِنْ دونِهِ شيئاً بديلْ
- قرّرَ الشاعِرُ أنْ يكتبَ نصّاً ...
- ثمّ يُلقِيهِ الى وجهِ النخيلْ
- بعدَما أصبَحتُ مثلَ القِشةِ المُلقاةِ ...
- لا مالتْ الى الريح ِ ولا الريحُ لها عادَتْ تميلْ
- بعدَما أصبَحْتُ ماءً ...
- و على أرض ٍ منَ الرّمْل ِيسيلْ
- بعدما لا عادَ لي لونٌ ...
- ولا لي بينكمْ أيّ ُ قبيلْ
- لا تقولي لي صديقاً ..
- لم أعُدْ ألمَحُ للصِّدْق ِ بريقاً ...
- لا تقولي لي زميلْ
- فأنا قصّرْتُ أنْ ألعَبَ دَوْرِي
- وأنا قرّرْتُ أنْ أترُكَ دَوْري
- وأنا في غايةِ البُؤس ِ ولكنْ لا بَدِيلْ
- هذهِ القِشة ُ قد تقصِمُ ظهري
- وأنا أوشكتُ أنْ أفقِدَ صبْري
- دَمُكِ البارِدُ لا يَقبَلهُ جسْمِي الهزيلْ
- إقبَلِي آخِرَ أوراق ِ استِقالاتي ...
- معَ التقديرِ والشكرِ الجَزيلْ
- هذهِ كلّ ُ مطاليبي ...
- وإني مُسْتقيلْ
المزيد...
العصور الأدبيه