الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد بنميمون >> مخاض للولادة في الاخضرار >>
قصائدأحمد بنميمون
مخاض للولادة في الاخضرار
أحمد بنميمون
- هاأنذا أقترب من لحظة الولادة التي أنتظرها
- وسأكتب قصيدتي الأولى بعد الألف
- والأخيرة قبل الصمت ، بلسان الجسد الذي لم يولد بعد
- جسد كالسحاب له لغتي
- جسد في قميص هتافي الذي ترتديه القصيدة
- جسد ٍ للهواجس : حلم الرفاق صليل ولعلعة في اللقاء الكبير
- جسدٍ للأصابع حين احتدام الحروب وحين احتراق المآدب
- جسدٍ أخرجته من المقاهي وطردته من الحانات
- جسد ٍ مليءٍ بالاشمئزاز من نفسه ومن السكوت
- جسدٍ سأبعثه للإقامة بينكم ليعريكم
- جسد سأفرغه من كل مشاعر الحرج
- جسدٍ لا أتملكه ، فهو ملك للغابات وليس للحواجز
- جسد ينطوي على بندقية ورجل ، وقنبلة وغابة
- جسد يلتفّ على حلم ٍ مفتوح وعلى الحلم بما هو حلم
- جسد لا يشبهني فأنا لم ينتظر ولادتي أحد
- جسد يقترب مني حين يسافر نحوكم ، ويوغل في العودة
- جسد يصرخ من الذهول حين يملأه الحدس بمجيئكم إليه
- جسد يكتب ليتمّم فيكم بالكتابة وعيا منكم استقى جذوره
- جسد في الجذر
- جسد بلا مستقرٍّ
- جسد لا يُدرك فإلى النور شيئا فشيئا يستحيل
- جسد يهرب من الدوال ويبحث عن المعاني الملقاة على قارعة الطريق
- جسد يحارب من أجل الممنوع فيستباح ، ومن أجل العودة فينفى
- ولكنه حين يناضل من أجلكم يراهن على النصر أو الشهادة
- جسد مقهور بالضوء وبالظلمة
- عصفور لا يحمل قيثارا لنشيدٍ يولد فوق شفاه الوردة
- بل رشاشا أوتوماتيكيا يدري في أي الغابات يحاربْ
- يدري من أيّ الأشجار سيرسل نيرانهْ
- ليدمّر بؤسا( رجلا أصبح هذا البؤس فمن يقتله)
- ويسميه العالم إرهابيا
- جسدي يغني للسائد بالرغم عنه : لك من وتري العاصفة ُ
- ومن حنجرتي طوفان الأسئلة ،فلا يسالم ولا يصالحُ
- جسد يختار لخطوته موقع الذي لا يتراجعُ
- ويذهب مع الذين سيصنع معهم لأطفالي مستقبلا يحمل لهم
- التذكار الأكثر إثارة للاعتزاز ،
- وستولد القصيدة من كل جسدي ، فأنا كلّي جينُها
- الذي يؤنسنها ،فتكون كلَّنا ،
- فاشتعلي في شفتي رؤية وصراخا في العينين ِ
- لا تأتي النار إذا لم تنفجر الأصواتُ
- كعاصفة لم تسبق من هذا البركان الخامد فينا
- محظور أن يعلن عن نفسهْ
- ولهذا يجلس كل مساء للأحلام ِ
- ويرحل في الصحو إلى كأسهْ
- لكني أعرف أنّ البركان الخامد منفجرٌ بعد قليل ٍ
- ولكي آخذ منه النار لأمنح إياها شعري
- أو آخذ منه البذرة أنتح إياها أنسالي
- هذا جسدي أبعثه ُ
- دجّجتُه بالديناميت ِ
- لينهض بالبركان
- -
- الدار البيضاء 1980
- (نشرت بجريدة المحرر عدد يوم: 18ـ19/05/1980)
المزيد...
العصور الأدبيه