الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> وحيد خيون >> موت تحت المطر >>
قصائدوحيد خيون
- أنا لم أعُدْ مثلَما تعرِفينْ
- لقد غيّروني
- وقد زوّدوني بجنسِيَّةِ المُنْتَمِينْ
- وقدْ زيّفُوني
- تنازلتُ عنْ كلِّ شئ ٍ جميلْ
- تنازلتُ عنْ حبِّكم قبلَ سَاعهْ
- وعن حُبِّ أهلي وحُبِّ النخيلْ
- وعن حبِّ حتّى النهَرْ
- تنازلتُ عن كبريائي الكبيرْ
- وعن قدرتي والشجاعه
- تنازلتُ عن حقِّنا في الحُصانْ
- وعن حقِّنا في البضاعَهْ
- تنازلتُ عن حُبِّكم قبلَ ساعه
- تنازلتُ عنكم جميعًا فلا تَشْتُمُوني
- فقد عِشتُ جارًا لكم ألفَ عامْ
- ومُتُّمْ ولم تعرفوني !
- أ لستم سكنتم مكاني ؟
- أ لستم قتلتم سكوني ؟
- دعوني أكن تافهًا... ولا تُمْسِكوني
- دعوني أكن تافهًا ... لكي تعرفوني
- لأني إذا حِزْتُ تلكَ الصفاتْ
- ستحكي الإذاعاتُ عنّي بكلِّ اللغاتْ
- لأنَّ النزاهة َ ذنبي الكبيرْ
- وموتي طوالَ الحياة !
- أنا الآنَ لا تصرُخِي لو أقولْ
- أنا الآنَ .....لا أنتمي للبشرْ
- تفرّقتُ في حُبِّكمْ في الرِياحْ
- وأنتمْ تعيشونَ مِثلَ الحَجَرْ !
- أعودُ إلى الغابِ ؟ كلا ّ ... مُحَالْ!
- أنا لم أصَدِّقْ عَبَرْتُ النَهَرْ
- وأهلي وقد ضَيّعوني وضَيَّعْتُهُمْ
- وراحَتْ عيونُكِ خلفَ النهَرْ
- تنادي عيوني
- تقولين لي لا تبال ِ
- تَحَمَّلْ قليلا ً... ولا تعلمينْ
- لقد حَمّلَتْني جبالا ً من الحزن ِ تِلك الليالي
- وقد أرْغَمَتْنِي
- أجُرّ ُ حِبالي
- وأخرجُ مِن أيِّ شئ ٍ بلا أيِّ شئْ
- تَحَمَّلْ إذنْ كلَّ شئْ
- وعِشْ كالطيورِ التي صادَروها
- من الليل ِ... خُذ ْ ساعة ً أو دقيقهْ
- ومِمّا مضى ... خُذ دقيقهْ
- ولا تجرحْ الناسَ حتى وإنْ عَذ ّبُوكْ
- فأ فْئِدَة ُالناس ِجدّا ً رقيقهْ
- تَحَمَّلْ إذنْ يا صديقي
- لأنّكَ مهما رحلتْ
- لآتٍ بنفس ِالطريقهْ
- أنا ....آهْ ... كم عِشْتُ تحتَ الجحيمْ !
- وكمْ مُتّ ُ تحتَ المَطَرْ !!
- أنا لسْتُ أدري
- إذا كان قلبي الذي ضيَّعوهُ
- مِن الماءِ أمْ مِن حَجَرْ
- أعودُ إلى النَهْرِ ؟ كَلا ّ مُحالْ
- أنا لمْ أ ُصَدِّقْ عَبَرْتُ النَهَرْ
- لهذا تنازلتُ عنكمْ جميعًا
- فلا تبْعَثوا لي نداءْ
- أنا جئتُ للأرض ِ قبْلَ الأوان ِ
- وبعدَ انتهاءْ
- فهلْ تستطيعونَ أنْ تَرْشُدُوني
- إلى وجهِ أمّي السَّماءْ ؟
- لقد ضيَّعَتْنِي حماقاتُ أهلي
- فأصبحتُ جدّا ًحقيرْ
- وأصبحتُ ... مثلَ الشياهين ِ ....
- لو طارَدُوها على الأرض ِ تنسى إلى مَنْ تطِيرْ
- وتفقدُ حتى التصرّ ُفَ في عقْلِها
- فقد غادرتْ مِن فضاها
- إلى هذهِ الأرض ِ إذ لا مكانْ
- فأرجوك ِ ..... لا تصرخي لو أقولْ
- تنازلتْ عن حُبِّكم قبْلَ آنْ
- لأنَّ الذينَ تنازلتُ عنهم أنا قبلَ سَاعه
- لقد ضَيَّعُوا ساعتي مِن زمانْ
- ـــــــــــــــــــــ
المزيد...
العصور الأدبيه