الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> وحيد خيون >> رهبان وعصافير >>
قصائدوحيد خيون
- تعَوَّدْتُ رُؤياكِ قبلَ المساءْ
- وأدْمَنتُ رؤياكِ حَدَّ الجنونْ
- أعُدُّ المسافاتِ بيني وبينَ الهواءْ
- وفي الساعةِ الثانيهْ
- أعُدُّ الثواني إلى غايتي
- وأُحْصِيكِ ثانية ً ثانيه
- تعَوَّدتُ رؤياكِ في غابتي
- وفي نجمتي العاليه
- وأدْمَنْتُ رؤياكِ كي لا تموتَ
- وريقاتُ مخطوطتي الباقيه
- فللعيش ِ حينٌ وللموتِ حينْ
- ولله ِ فوَّضتُ أمري
- تعوَّدْتُ أنْ أنتهي في انحدارْ
- وأُخفيكِ في حَبَّةٍ من وجودي
- تعَوَّدْتِ أنْ تختفي بعضَ حينْ
- فألتفُّ في الليل ِ حتى تعودي
- تعلمْتُ منكِ بأنَّ الغيومَ استراحاتُنا
- وأنَّ المطرْ
- رسومُ الوجودِ
- عتابُ الحبيبين ِ بعدَ السفرْ
- تعَوَّدْتُ رؤياكِ في كلِّ شئْ
- ففي الماءِ أنتِ
- وفي الأرض ِأنتِ
- وفوقَ القمرْ
- وأدْمَنْتُ حدَّ الجنون ِاللقاءْ
- وأدمنتُ رؤياكِ حدَّ الفناءْ
- لغاتُ العصافيرِ مكتوبة ٌعلى فحْمَتيْنْ
- قرأ ْ نا بعَيْنَيْكِ كيفَ العصافيرُ تبكي
- على عشِّها مرَّ تينْ
- وكيفَ العصافيرُ تُلغِي سفاراتِها
- وترمي استقالاتِها بوجهِ الصُّقورْ
- وكيف العصافيرُ تنسى النخيلْ
- وتُلقِي بأفراخِها كي تثورْ
- لماذا يذلّونَ أهلُ العراقْ؟
- وقدْ ترفضُ الذلَّ حتى الطيورْ
- وأحْبَبْتُ فيكِ اختِفاءْ الرُّموزْ
- وأحببتُ في عينِكِ الأنتظارْ
- تبَحَّرْتُ في غابةٍ مِنْ ظلامْ
- وفي قريةٍ مِن نهارْ
- قرأنا بعينيكِ كيف الوداعُ الأخيرْ
- وكيف المَحَطّاتُ تبكي
- اذا شققَ الليلَ صوتُ القطارْ
- وداعًا ...... فهلْ نلتقي بعدَ عامْ ؟
- أنا أنتِ يعني
- لماذا إذنْ نقبلُ الانقسامْ ؟
- لماذا تصيرُ المسافاتُ رهبانَنا
- ويمضي بنا الخوفُ بعدَ انسجامْ؟
- أنا .... انتِ يعني
- وأنتِ التي علّمَتْنِي الكلامْ
- خذي نصفَ عمري
- خذي لوحة َالذكرياتْ
- خذي من كياني جوازَ السفرْ
- خذي مِعطفي فالشتاءُ الكئيبْ
- تعلّمَ من مِعطفي كيفَ ينفي المَطرْ
- تعلَّمَ من مِعْطفي أين ميعادُنا
- ومِن أين يأتي البريدُ
- وفي أيِّ وقتٍ سيرمي الحَجَرْ
- خذي مِعْطفي ولو بعدَ سِتّينَ عامْ
- لنعقدَ قبلَ انقطاع ِالدماءِ
- وبعدَ انحناءِ العِظامْ
- معاهدةً ليسَ إلاّ
- خَلاصاً يُسَمّى سلامْ
- أنا أنتِ يَعْني
- ولكنها حكمة ُالله ِأنْ نلتقي
- ولا شئَ إلاّ لِقاء
- أنا أنتِ يَعْني
- ولا وقتَ للحبِّ في غربتي
- ولكنها عزلة ٌ وانتماءْ
- خذي مِعْطفي
- خذي خاتمَ الكون ِ مِن إصْبَعِي
- أتيتكِ مِن قريةٍ صَيَّرُوها حُطامْ
- وجاء تْ سكاكينُ قَوْمِي مَعي
- خذي كلَّ شئ ٍعلى أنْ تعيشي
- بقايا حياتي معي
المزيد...
العصور الأدبيه