الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> وحيد خيون >> تراتيل الطائر المهاجر >>
قصائدوحيد خيون
تراتيل الطائر المهاجر
وحيد خيون
- تفَرّ قْنا
- ذهَبْنا في مهبِّ الريحْ
- وقرّرْ نا بأن لا نلتقي أبدا
- سئِمْنا بعضَنا بعضاً
- أردْنا أنْ نُخَرِّبَ بيتَنا عبثا ً بأيْدِينا
- أردْ نا أنْ نُجَرِّبَ ما هي الجُدرانْ
- أردنا أنْ نجرِّبَ بعضَنا بعضا
- أردنا أن نرى الموتَ الذي يخشاهُ أترابي
- كتبتُ عبارة ًمازالَ آخرُها على بابي
- وداعًا
- ثم ماذا بعد ما ذهبوا ؟
- نزَ لْتُ بعالَم ٍما فيه أشرعة ٌ ولا شُطْآنْ
- ولا نخل ٌ... ولا نهرٌ ... ولا رُمّانْ
- ولا طيرٌ مضى برسائلي أو جاء ني بخبرْ
- أنا مِن بَعْدِكُمْ في غابْ
- وأرضي ذاتُ صخرٍ والسماءُ مطرْ
- وغربانٌ تُفَتِّشُ ما بجَيْبي ثم تترُكُني
- فتأتي ثُلَّة ٌ أخرى تُفَتِّشُني
- فأشعرُ أنها يومًا ستأكُلُني
- ولكنْ ... قد تبدّى الماءْ
- فمَنْ يدري متى تتجَمّعُ الأشتاتْ ؟
- ومَنْ مِنّا يُعِيدُ الماءَ للنهر ِ؟
- ومَنْ مِنّا يُحاولُ أنْ يُحَوِّ لَني إلى عهدي ؟
- أشُمّ ُخطاكَ يا وطني
- أحاولُ مرّة ً أخرى
- أ ُلَمْلِمُ ما تبدّى وانطوى مِن أول ِالعهدِ
- تُرَى ...... مَن يَعْتَنِي بالأهل ِ مِن بعدي ؟
- تفرّ قنا ...
- وكُنا نقرأ الأيامْ
- ونعرفُ غاية َ الدّهرِ
- فَعَوِّدْ ني على نسيان ِ موطنِنا
- وعَوِّدْنِي بأنْ أبكي على وطني
- فماذا ظلَّ من عمري ؟
- سوى طيرٍ يطيرُ بكلِّ زاويةٍ
- وأعرفُ ضيْعَتِي ... وطني
- فعَوِّدْنِي (حميدُ) أجَرِّبُ النسيانْ
- فأنسى ساعة ًبغدادْ ......
- شواطِئَها .. نساءَ الصالحيةِ .. شارع َالسعدونْ
- أنا مازلتُ في بغدادْ
- وأولادي بها يبكونْ
- هناكَ مدينتي الأحلى من الدنيا
- فرغم حوادثِ الأيام ِ ما ناحتْ
- ولا ذبُلَتْ أزاهِرُها
- تداعبُ كلَّ مُكْتَئِبِ
- فكم قدْ حَمّلُوها فوقَ طاقتِها
- وبغدادُ التي في غايةِ الأدبِِ
- هجرناها بلا سببِ
- ـــــــــــــ
المزيد...
العصور الأدبيه