الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> وحيد خيون >> العزف والرقصات >>
قصائدوحيد خيون
- أُلمْلِمُ بالجُهدِ الكبيرِ شتاتي
- إلهي وقد طالتْ عَليّ َ حياتي
- أتى منْ حبيبِ القلبِ بعضُ رسائلٍ
- وبعضُ أقاويلٍ و بعضُ رواةِ
- فآمنْتُ منْ قلبي ومنْ حركاتِهِ
- وأحببْتُ بالسكناتِ والحركاتِ
- ولو لم أجدْ منهُ الذي قدْ وجدتهُ
- لآمَنْتُ بالحُبِّ الذي هو ذاتي
- وأبصَرتُ عن بُعْدٍ حقيقة َ واحدٍ
- وكلمْتُ كلَّ الناس ِ بالكلماتِ
- إلى أنْ تلقى القلبُ منكَ إشارة ً
- تعَلمُهُ التسبيحَ و الصلواتِ
- إلهي وقد نامتْ عيونُ عواذلي
- فأشبعْتُ منكَ القلبَ بالخفقاتِ
- وبَدّ َ لتُ أوقاتي وقلتُ لساعتي
- ألا ليتَ كانَ العمرُ منْ لحظاتِ
- كتابُكَ والآياتُ منكَ قرأتها
- وكنتَ حبيبَ الروح ِ قبلَ حياتي
- أُلمْلِمُ بالجُهْدِ الكبيرِ خفيفة ً
- تجاذِبُني للسُّوءِ رغمَ عِظاتي
- لأصحابِ أوقاتٍ ومجلِس ِ مُسْرِفٍ
- وسِكّةِ كذّابٍ و سَهم ِ رُماةِ
- وعندي لتخفيفِ الهموم ِ وسيلة ٌ
- أنا أُخْمِدُ النيرانَ بالنَسَماتِ
- أُخَففُ من همِّي بضَرْبي على يدي
- وضَرْبي على رأسي وسَبِّ حياتي
- ومِن ضيق ِ أنفاسي وضيقِ ِ وسائلي
- أشُقّ ُ سكونَ الليل ِ بالحَسَراتِ
- عدمتُ من الأيام ِ وجهَ حبيبةٍ
- لقد جادتِ الأيامُ طعنَ رئاتي
- توَهّمْتُ منها سيرَها و وقوفها
- وقد طابَقتْ خطَواتها خطَواتي
- وتقبيلها منّي يدي وجوارِحي
- وقدْ ترَكتْ وشماً على وجَناتي
- توهّمْتُ منها الحُبَّ وهيَ عدُوَّ ة ٌ
- تخادِعُني بالعزْفِ و الرّقَصاتِ
- ولمّا غفا جَفنِي أناخَتْ على يدي
- وصارتْ تطيلُ الرّكلَ والضّرَباتِ
- وظلتْ وأشكالُ الزمان ِ تبَدّ لتْ
- فلا قوّتي تجْدي و لا وَقفاتي
- وأخرُجُ من داري وتضحَكُ أعْيُنِي
- وفي داخِلي حشدٌ من العَبَراتِ
- على وطن ٍ غادٍ وأُمّ ٍ و إخوَةٍ
- وحُبّ ٍ و أحبابٍ و بعض ِ ثِقاتي
- على حالةٍ تبكي عليها أنامِلي
- وترتيلةٍ تلهو بها سَقطاتي
- على جهَةٍ تِهْنا بها وجزيرةٍ
- تهَدِّدُنا بالموتِ و النّكباتِ
- على زمَن ٍ كنّا بهِ وجهَ فاعِل ٍ
- إلى زمن ٍ صرْ نا من النّكِراتِ
- على ليلةٍ للصّبْح ِ عَدُّ نجومِها
- إلى ليلةٍ للموتِ مِن ظلُماتِ
- على لغَةٍ قدْ كنتُ بعضَ صِفاتِها
- إلى لُغَةٍ ساءَتْ لكلِّ صِفاتي
- إلى غرْبَةٍ أصبحتُ رغمَ عذابها
- أشدُّ لها رَحْلِي و رحْلَ وُلاتي
- إلى غربَةٍ أجْرِي لها وقواعدي
- على الرّغم ِ من أنفي نصيبُ رُعاتي
- إلى هذهِ والصّبرُ مِن أدبي بها
- مُباراة ُ مغلوبٍ و رَمْيُ كُرَاتِ
- إلى هذهِ والعمرُ لحظة ُ بائس ٍ
- يراكَ لِمَنْ يأتيكَ بابَ نجاةِ
- فحُبُّ جميع ِ الناس ِ حُبُّ مصالح ٍ
- و حُبّكَ مبْنِيٌّ على الكلِماتِ
- وحبّكَ لي شيئان ِ شيءٌ يَضُمُّني
- وشيءٌ يُداريني على فتراتِ
- لوجهكَ في كلِّ الوجوهِ علامة ٌ
- وفي كلِّ روح ٍ منكَ بعضُ صفاتِ
- لقد كنتُ في العشرينَ أخشى رقابة
- فكيفَ و قد أصبَحتُ في العَشَرَاتِ
- ثلاثونَ من عمري إلى الله ِ مامضى
- إلى الله ِ حتّى آخرِ اللحَظَاتِ
- حبيبَ حياتي يا حبيبَ حياتي
- ألا ليتَ كانَ العمرُ من لحَظاتِ
المزيد...
العصور الأدبيه