الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عدنان النحوي >> درّة الأقصى مُحمَّد الدرّة وأبوه جمال الدرّة >>
قصائدعدنان النحوي
درّة الأقصى مُحمَّد الدرّة وأبوه جمال الدرّة
عدنان النحوي
- ضُمَّني يا أبي إِلَيْكَ ! فَإِني
- خائفٌ ! والرصاص حولي شديدُ
- ضُمّني ! و احمني ! فما زالَ يَنصَـ
- ـبُّ علينا رَصَاصُهُمْ و يَزيدُ
- لا أرى في يَدَيكَ أَيَّ سلاح
- لا ولا في يَدِيْ سلاحٌ يُفيدُ
- كيف نلقى عدوّنا عُزَّلاً و هْـ
- ـوَ لديه سلاحُه والحشودُ
- ضُمَّني ! ضُمَّني ! ولسْتُ جباناً
- إنّ عزمي ، كما علمتَ ، حديدُ
- أنا من أُمّة بَناها رسول اللّـ
- ـه والوحيُ والكتاب المجيدُ
- غيرَ أنّ الهَوَان رُعْبٌ فَفِيه
- نُذُرٌ وَ لْوَلَتْ وفيه وَعيد
- نَزَع الذُلُّ عن مَحَيّايَ آما
- لاً وغابَتْ مَعَ الفَضاءِ الوعودُ
- هاهم المجرمون ! ويحي ! وحوشٌ
- نَفَرتْ أم جحافِلٌ وجنودُ
- أقبلوا يا أبي ! و دوّى رصاصٌ
- كلُّ ساحٍ عواصفٌ ورعودُ
- * * *
- * * *
- لا تخفْ يا بُني! صبراً! فإن اللّـ
- ـه يقْضي مِنْ أمره ما يُريدُ
- وحْدَنا نحنُ يا بُنيَّ ! فَصَبْراً
- كلُّ ركنٍ نَرْجُو حِماهُ بَعيدُ
- كيفَ جِئنا هُنا! و كيفَ حُصِرنا
- لا أرى ملجأً إليه نَعودُ
- إنّه الله وحْدَه ملجأ الخا
- ئف يأوي إلى حماه الشريدُ
- * * *
- * * *
- عجباً يا أبي لَديْهِمْ سِلاحٌ
- فاتِكٌ نارُه لظىً و وَقُودُ
- جَرَّدونا بُنيَّ منه ! رَمَوْنا
- ثمَّ دارَتْ بنا ليالٍ سُودُ
- قلتَ لي يا أبي : مَلايينُ هُمْ في الـ
- أرض ، نْحنُ المليارُ أوقَد نَزيدُ
- هل يَرانا الأرحام في الأرض ؟ هل هَـ
- ـبَّ أبيٌّ أو مُشْفِق ،أو نجيدُ
- أين إخواننا ؟! وأين بنو العَمِّ ؟!
- وأيْنَ الأَخوال ؟! أين الجدود ُ؟!
- * * *
- * * *
- وتوالى الرّصاص ! و الموتُ دفّا
- قٌ و دوّى نداؤه المفؤودُ
- شَدَّهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ واستغاثتْ
- أضلُعٌ أو حناجِرٌ أو زُنُودُ
- * * *
- * * *
- يا أبي ..! يا .. .. ! وغابَ منه نِداءٌ
- و طوتهُ عَنّا فيافٍ و بيدُ
- أسْكَتَتْهُ رصَاصَة ورماه
- في ذراعَيْ أبيه قلبٌ حقودُ
- ضمَّه ضمة المودّع ! والدمْعُ
- لهيبٌ على الهوان شَهيدُ
- أسكتتْهُ رصَاصَةٌ ثمَّ أُخْرى
- وطوى صَوَتَه النّديَّ حدودُ
- رجّعَتْهُ كلُّ الرّوابي دوِيّاً
- وصداه على الزّمانِ جَديدُ
- غيرَ أن الآذانَ صُمَّتْ فأغْفَتْ
- أعْيُنٌ دُونها ونامَتْ جُهودُ
- ضمّه ضَمّةً إلى الصدْرِ يَسْـ
- ـكُب فيها حَنانَه ويجودُ
- الحنانُ الندي ! والأمَلُ الضا
- ئعُ ! تيهٌ أمامه ممدودُ
- كلُّ ساحٍ مع الضجيج خلاءٌ
- كلُّ دْربٍ أمامَهُ مَسْدودُ
- أفرغَ الشوق َ فوقَهُ فَجَرتْ
- بالشَّوقِ منهُ دماؤه والوريدُ
- * * *
- * * *
- وابلُ من رصاصهم صُبّ! لكن
- رَمَق لم يَزَلْ لديه يجودُ
- مالَ للخَلْفِ وارتخى ساعِداهُ
- وارتخى مِنْه عزمُه المشهودُ
المزيد...
العصور الأدبيه