الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عدنان النحوي >> لغتي الجميلة >>
قصائدعدنان النحوي
- مالي خَلَعْتُ ثيابي وانْطَلَقْتُ إِلى
- سِواي أَسأَلهُ الأثوابَ و الحُلَلا
- قَدْ كانَ لي حُلَلٌ أزْهو بِبْهجَتها
- عِزّاً وَيزْهو بِها مَنْ حَلَّ وارْتحَلا
- أَغْنى بِها ، وَتمدُّ الدفْءَ في بَدَني
- أَمْناً وتُطْلِقُ مِنّي العزْمَ والأَمَلا
- تموجُ فيها الّلآلي مِنْ مآثِرها
- نوراً وتبْعَثُ مِنْ لآلاِئها الشُّعَلا
- حتى أفاءتْ شُعوبُ الأرْضِ تَسألُها
- ثوباً لتستُرَ مِنْها السُّوءَ و العِلَلا
- مدَّت يَدَ الجودِ كَنْزاً مِنْ جَواهِرها
- فَزَيَّنتْهُم وكانوا قبلها عُطُلا
- جادتْ عليهم وأوفَتْ كلَّ مسْألةٍ
- بِرّاً تَوالى ، وأوْفَتْ كلَّ مَنْ سَألا
- هذا البيانُ وقدْ صاغتْهُ معْجِزةً
- تمضي مع الدّهرِ مجْداً ظلَّ مُتَّصلا
- تكسو مِنَ الهدْيِ ، مِنْ إعجازِهِ حُللاّ
- أو جَوْهَراً زيَّنَ الأعطافَ والعُطَلا
- نسيجُه لغةُ القَرآنِ ، جَوْهرُهُ
- آيٌ منَ اللهِ حقّاً جَلّ واكْتَملا
- نبعٌ يفيضُ على الدّنيا فيملؤُها
- رَيّاً وَيُطلقُ مِنْ أحواضِهِ الحَفَلا
- أو أنه الروّضُ يُغْني الأرْضَ مِنْ عَبَقٍ
- مِلْءَ الزَّمانِ نديّاً عودُهُ خَضِلا
- تَرِفُّ مِنْ هَدْيِهِ أنداءُ خافِقَةٍ
- معَ البكورِ تَمُدُّ الفَيْءَ و الظُّلَلا
- وكلُّ مَنْ لوّحتْه حَرُّ هاجِرةٍ
- أوى إليه ليلْقى الرّيَّ و البَلَلا
- عجبتُ !! ما بالُ قومي أدْبَروا وجَرَوْا
- يرْجونَ ساقطةَ الغاياتِ والهَمَلا
- لمْ يأخذوا مِنْ ديارِ الغرْبِ مكرُمةً
- مِنَ القناعةِ أوْ علماً نَما وَعَلا
- لكنّهمْ أخذوا لَيَّ اللّسانِ وقدْ
- حباهُمُ اللهُ حُسْنَ النُّطْقِ مُعْتدِلا
- يا ويحهمْ بدَّلوا عيّاً بِفصحِهمُ
- وبالبيانِ الغنيِّ استبدلوا الزَّلَلا
- إن اللّسانَ غذاءُ الفكرِ يحْملُهُ
- عِلْماً وفنّاً صواباً كانَ أو خَطَلا
- يظلُّ ينسلُّ منه الزّادُ في فِطَرٍ
- تلقى به الخَيْرَ أو تلقى بِهِ الزَّللا
- الأَعْجَمِيُّ لِسانٌ زادُهُ عَجَبٌ
- تَراهُ يَخْلطُ في أَوْشابِهِ الجدَلا
- لمْ يَحْمِلِ الهدْيَ نوراً في مَصادِرِهِ
- ولا الحقيقة إلا كانت الوَشلا
- فحسبُنا مِنْ لِسانِ الضّادِ أنّ له
- فيضاً من النّور أو نبعاً صَفا وجَلا
- وأنه اللغة الفصحى نمت وزهتْ
- تنزّلتْ وبلاغاً بالهُدى نزلا
- وأنه ، ورسول الله يُبلغه
- ضمَّ الزمان وضمَّ الآيَ وَالرُّسلا
- وأنه الكنزُ لا تفنى جواهرهُ
- يُغْني اللياليَ ما أغْنى بِهِ الأُوَلا
- يظلُّ يُطْلِقُ من لأْلائِهِ دُرراً
- على الزمان غنيَّ الجودِ متصلا
- فعُدْ إلى لغةِ القرآنِ صافيَة
- تَجْلو لكَ الدَّربَ سهْلاً كانَ أو جبلا
- تجلو صراطاً سويّاً لا ترى عِوجاً
- فيه ولا فتنةً تَلْقى ولا خَللا
- تجلو سبيلاً تراهُ واحداً أبداً
- وللمُضلّين تْلقى عندهُمْ سُبُلا
المزيد...
العصور الأدبيه