الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> للفتى عقل يعيش به >>
قصائدطرفة بن العبد
- أشَجَاكَ الرَّبْعُ أمْ قِدَمُهْ،
- أمْ رَمَادٌ، دارِسٌ حُمَمُهْ
- كسُطُورِ الرّقّ، رَقّشَهُ،
- فبالضّحَى، مُرَقِّشٌ يَشِمُهْ
- لَعِبَتْ، بعْدي، السّيولُ به
- وجرى، في رَيّقٍ، رِهَمُهْ
- جَعَلَتْهُ حَمَّ كَلْكَلِهَا،
- لربيعٍ، دِيمَةٌ تَثِمُهْ
- فالكَثِيبُ مُعْشِبٌ، أُنُفٌ،
- فَتَنَاهِيهِ، فَمُرْتَكَمُهْ
- حابسي رَسْمٌ وقَفْتُ به،
- لو أُطِيعُ النّفْس لم أرِمُهْ
- لا أرى إلاّ النَّعَامَ به،
- كالإماءِ أشْرَفَتْ حُزَمُه
- تَذكُرُونَ، إذ نُقاتِلُكُمْ،
- لا يَضُرُّ مُعْدِماً عَدَمُهْ
- أنتُمُ نَخْلٌ نُطيفُ به،
- فإذا ما جُزّ نَصْطَرِمُه
- وعذارِيكُمْ مُقَلِّصَةٌ،
- في ذَعاعِ النّخْلِ، تَجْتَرِمُه
- عُجُزٌ، شُمْطٌ، مَعاً، لكُمُ
- تَصْطَلي نِيرانَهُ خَدَمُه
- خَيرُ ما تَرْعَوْنَ مِنْ شَجَرٍ،
- يابِسُ الطَّحْماءِ، أوْ سَحَمُه
- فَسَعَى الغَلاّقُ، بَينهُمُ،
- سَعْيَ خَبٍّ، كاذبٍ شِيَمُه
- أخذَ الأزلامَ، مُقْتَسِماً،
- فأتى أغْوَاهُمَا زُلَمُهْ
- والقَرَارُ، بَطْنُهُ غَدَقٌ،
- زَيّنَتْ جَلْهَاتِهِ أكَمُه
- ففَعَلْنا ذَلِكُمْ، زمَناً،
- ثمّ دانى، بينَنا، حَكَمُه
- إنْ تُعِيدُوهَا نُعِدْ لكُمُ
- مِنْ هِجاءٍ، سائِرٍ كَلِمُهْ
- وقِتَالٍ، لا يُغِبُّكُمُ،
- في جَمِيعٍ، جَحفَلٍ لَهِمُه
- رِزُّهُ: قَدِّمْ وَهَبْ وَهَلا،
- ذي زُهاءٍ، جَمّةٍ بُهَمُهْ
- يترُكُونَ القاعَ، تَحْتَهُمُ،
- كمَرَاغٍ، ساطِعٍ قَتَمُهْ
- لا ترى إلاّ أخَا رَجُلٍ،
- آخِذاً قِرْناً، فمُلْتَزِمُهْ
- فالـهَبِيتُ، لا فؤاد لـه،
- والثّبيتُ ثبْتُهُ فَهَمُه
- للفَتى عقْلٌ يَعِيشُ به
- حيثُ تَهْدي ساقَهُ قَدَمُهْ
المزيد...
العصور الأدبيه