الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> إني من القوم الذين >>
قصائدطرفة بن العبد
- إني مِنَ القَوْمِ الذينَ، إذا
- أزِمَ الشّتَاءُ ودوخِلَتْ حُجَرُهْ
- يَوماً، ودونِيَتِ البُيُوتُ لـه،
- فثَنى، قُبَيلَ رَبِيعِهمْ قِرَرُهْ
- رَفَعُوا المَنِيحَ، وكانَ رِزْقَهُمُ
- في المُنْقِيَاتِ، يُقِيمُهُ يَسَرُهْ
- شَرْطاً قَويماً ليس يَحْبِسُهُ،
- لمّا تَتَابَعَ وِجْهَةً، عُسُرُه
- تَلقى الجِفانَ بكُلّ صادِقَةٍ،
- ثُمّتْ تُرَدَّدُ بَيْنهُمْ حِيَرُهْ
- وترى الجِفانَ، لدى مجالِسِنا،
- مُتَحَيَّرَاتٍ، بَيْنَهُمْ سُؤُرُهْ
- فكأنّها عَقْرَى لدى قُلُبٍ،
- يَصْفَرُّ، مِنْ أغرابِها، صَقَرُه
- إنّا لَنَعْلَمُ أنْ سَيُدْركُنَا
- غَيْثٌ يُصِيبُ سَوامَنا مَطَرُه
- وإذا المُغِيرَةُ، للـهِياجِ، غدتْ
- بسُعارِ موتٍ، ظاهِرٍ ذُعُرُه
- وَلّوْا، وأعْطَونا الذي سُئِلوا،
- من بَعدِ مَوتٍ، ساقِطٍ أُزُرُه
- إنّا لَنَكسوهُمْ، وإنْ كرِهُوا،
- ضرْباً، يَطيرُ، خِلالَهُ، شرَرُه
- والمَجْدُ نَنْمِيه ونُتْلِدُه،
- والحَمْدُ في الأكْفاءِ نَدّخِرُه
- نَعْفو، كما تَعْفو الجِيادُ، على
- العِلاّتِ، والمخذُولُ لا نَذَرُه
- إنْ غابَ عنه الأقْرَبُونَ، ولم
- يُصْبَحْ، بِرَيّقِ مائهِ، شجَرُه
- إنّ التّباليَ في الحياة، ولا
- يُغْني نَوائِبَ ماجِدٍ عُذَرُه
- كُلُّ امرىءٍ، فيما ألَمّ به،
- يَوْماً، يَبِينُ منَ الغِنى فُقُرُه
المزيد...
العصور الأدبيه