الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> تبيت اماء الحي >>
قصائدطرفة بن العبد
- وإنّا، إذا ما الغَيْمُ أمسى كأنّهُ
- سماحيقُ ثَرْبٍ وهي حمراء حَرجَفُ
- وجاءَتْ بصُرّادٍ، كأنّ صَقيعَهُ،
- خِلالَ البُيوتِ والمنازِلِ، كُرْسُفُ
- وجاءَ قَريعُ الشّوْلِ يَرقصُ قبلَهَا،
- إلى الدّفءِ، والرّاعي لـها مُتحرِّفُ
- نَرُدّ العِشارَ، المُنْقِياتِ شَظِيُّها،
- إلى الحيّ، حتى يُمرِعَ المُتصَيَّفُ
- تَبِيتُ إمَاءُ الحيّ تَطْهى قُدورَنا،
- ويأوي إلينا الأشْعَثُ المُتَجرِّفُ
- ونحنُ، إذا ما الخيْلُ زَايَلَ بَيْنَها،
- من الطّعنِ، نشّاجٌ مُخِلٌّ ومُزْعِفُ
- وجالتْ عَذارى الحيّ شتّى، كأنّها
- تَوالي صُوارٍ، والأسِنّةُ تَرْعَفُ
- ولم يَحْمِ أهلَ الحيّ، إلاّ ابنُ حُرّةٍ،
- وعَمَّ الدّعاءَ المُرْهَقُ المُتلـهِّفُ
- ففِئْنا، غَداةَ الغِبّ، كلَّ نَقيذةٍ،
- ومِنّا الكمِيُّ الصّابِرُ المُتعَرِّفُ
- وكارِهَةٍ، قد طَلّقَتْها رِماحُنا،
- وأنْقَذْنَها، والعَينُ بالماءِ تَذرِفُ
- تَرُدّ النّحِيبَ في حَيازيمِ غُصّةٍ،
- على بَطَلٍ، غادَرْنَهُ وهو مُزعَف
المزيد...
العصور الأدبيه