الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> عبد الضلال >>
قصائدطرفة بن العبد
- لـهِندٍ، بِحِزّانِ الشّريفِ، طُلولُ،
- تَلوحُ، وأدنى عهدِهِنّ مُحِيلُ
- وبالسّفْحِ آياتٌ، كأنّ رُسومَها
- يَمان، وَشَتْهُ رَيدَةٌ وسَحُولُ
- أرَبّتْ بها نَآجَةٌ تَزْدَهي الحَصى،
- وأسْحَمُ وكّافُ العَشيِّ هَطولُ
- فَغَيّرْنَ آياتِ الدّيارِ، مع البِلى،
- ولَيْسَ على رَيْبِ الزّمانِ كَفيلُ
- بما قد أرى الحَيَّ الجَميعَ بغِبطةٍ،
- إذا الحَيُّ حيٌّ، والحُلولُ حُلولُ
- ألا أبلغا عبْدَ الضّلالِ رِسالَةً،
- وقد يُبلِغُ الأنْباءَ عَنكَ رَسولُ
- دَبَبْتَ بِسرّي بعدَما قد عَلِمتَه،
- وأنتَ، بأسرَارِ الكرامِ، نَسولُ
- وكيفَ تَضِلُّ القَصْدَ والحَقُّ واضحٌ،
- وللحَقّ، بينَ الصّالحينَ، سَبيلُ
- وفَرْقَ عن بَيْتَيْكَ سعدَ بنَ مالكٍ،
- وعَوفاً، وعَمراً، ما تَشي وتقولُ
- فأنتَ، على الأدنى، شَمالٌ عَرِيّةٌ،
- شَآميّةٌ، تَزْوي الوُجوهَ، بَلِيلُ
- وأنتَ على الأقصى صباً غيرُ قَرّةٍ،
- تَذاءَبَ منها مُرْزِغٌ ومُسيلُ
- وأنتَ امرُؤ منّا، ولَستَ بخَيرِنا،
- جَوَاداً على الأقصى، وأنتَ بخيلُ
- فأصْبَحْتَ فَقّعاً نابتاً بقَرارَةٍ
- تَصَوَّحُ عنه، والذّليلُ ذليلُ
- وأعلَمُ عِلماً ليسَ بالظّنّ أنّهُ،
- إذا ذَلّ مَولى المَرْءِ فهْوَ ذَليلُ
- وإنّ لِسانَ المَرْء ما لم تَكُنْ لَهُ
- حَصاةٌ، على عَوْراتِهِ لَدَلِيلُ
- وإنّ امرأً لم يعْفُ، يوْماً، فُكاهةً،
- لمَنْ لمْ يُرِدْ سُوءاً بها، لَجَهُولُ
- تَعَارَفُ أرواحُ الرّجالِ إذا التَقَوا،
- فَمنْهُمْ عدُوٌّ يُتّقَى وخليلُ
المزيد...
العصور الأدبيه