الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> قل لخيال الحنظلية >>
قصائدطرفة بن العبد
- لِخَولَةَ بالأجْزَاعِ من إضَمٍ طَلَلْ،
- وبالسّفْحِ مِنْ قَوٍّ مُقامٌ وَمُحتمَلْ
- تَرَبّعُهُ، مِرْباعُها ومَصِيفُها،
- مِياهٌ، منَ الأشرافِ، يُرمى بها الحجلْ
- فلا زالَ غَيثٌ مِن رَبيعٍ وصَيّفٍ
- على دارِها، حيثُ استقرّتْ، لـه زَجَلْ
- مَرَتْهُ الجَنوبُ ثمّ هَبّتْ لـه الصَّبا،
- إذا مسّ، منها مَسْكناً، عُدمُلٌ نَزَلْ
- كأنّ الخلايا فيه ضَلّتْ رِباعُها،
- وعُوذاً، إذا ما هَدّهُ رَعدُه احتفَل
- لـها كَبِدٌ مَلساءُ ذاتُ أسرّةٍ،
- وكشحانِ لم ينْقُض طِوَاءهما الحَبَل
- إذا قلتُ: هل يَسلو اللُّبانَةَ عاشِقٌ،
- تَمُرُّ شؤونُ الحبّ من خولَةَ الأوَل
- وما زادَكَ الشّكوى إلى مُتَنَكِّرٍ،
- تَظَلُّ به تبكي، وليس به مَظَلّ
- متى تَرَ يوْماً عَرْصَةً منْ دِيارِهَا،
- ولو فَرْطَ حَوْلٍ، تَسجُمُ العينُ أو تُهَلّ
- فقُلْ لِخَيالِ الحنْظَلِيّةِ يَنقَلِبْ
- إليها، فإني واصِلٌ حبلَ مَن وَصَلْ
- ألا إنما أبْكي ليومٍ لقِيتُهُ،
- بجُرْثُمَ، قاسٍ، كلُّ ما بَعدَهُ جَلَل
- إذا جاء ما لا بُدّ منهُ، فَمَرْحَباً
- به حينَ يَأتي لا كِذابٌ ولا عِلَل
- ألا إنّني شرِبْتُ أسْوَدَ حالِكاً،
- ألا بَجَلي منَ الشّرَابِ ألا بَجَلْ
- فلا أعْرِفَنّي، إنْ نَشَدْتُكَ ذِمّتي،
- كداعي هَديلٍ لا يُجابُ ولا يَمَلْ
المزيد...
العصور الأدبيه