الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> يعزّ عليّ فقدكَ يا عليُّ >>
قصائدبهاء الدين زهير
- يعزّ عليّ فقدكَ يا عليُّ
- ألا للهِ ذا الأجلُ الوحيُّ
- تكَدّرَ فيكَ صَافي العيشِ لمّا
- عَدِمتُكَ أيّها الخِلُّ الصَّفيّ
- لَئِنْ أخلَيْتُ منكَ مَحلّ أُنسِي
- فما أنا فيكَ منْ أسفٍ خليّ
- فبَعدَكَ لَيسَ يُفرِحُني بَشيرٌ
- وبعدكَ ليسَ يحزنني نعيّ
- ولو كانَ الرّدى بَشَراً سَوِيّاً
- لهابكَ أيها البشرُ السويّ
- عصَاني الصّبرُ بعدك وَهْوَ طوْعي
- وطاوعَ بعدكَ الدمعُ العصيّ
- وهلْ أبقتْ لي الأيامُ دمعاً
- فيُسْعِدَني بهِ الجَفْنُ الشقيّ
- فيا جَزَعي تَعَزَّ فليسَ صَبرٌ
- ويا ظمإي تَسَلّ فلَيسَ رِيّ
- أتمضي أنتَ منفرداً وأبقى
- لقد غَدَرَتكَ نَفسُكَ يا وَفيّ
- فهل حقٌّ حياتكَ يا زهيرٌ
- وهَلْ حَقٌّ وَفاتُكَ يا عَليّ
- وَحَقّاً صارَ ذاكَ البَحرُ يُبْساً
- وصوحَ ذلكَ الروضُ البهيّ
- وَأقْلَعَ ذلكَ الغَيثُ المُرَجّى
- فلا الوسميُّ منهُ ولا الوليُّ
- لقد طَوَتِ الحَوادِثُ منهُ جسماً
- وليسَ لذكرهِ في الناسِ طيّ
- مَضَوْا بسَريرِهِ وَعَلَيْهِ نُورٌ
- جليٌّ تحتهُ سرٌّ خفيّ
- وفي أكْفانِهِ نَدْبٌ سَرِيٌّ
- تَخَلّفَ بَعدَهُ ذِكْرٌ سَنيّ
- على حينَ استَفاضَ الذّكرُ عنهُ
- وحينَ أتى كما اندفعَ الأتيّ
- وكمْ درتْ مكارمهُ لعافٍ
- كما درتْ لأطفالٍ ثديّ
- وكمْ أروى على ظمإٍ نداهُ
- سَقاه هاطِلُ الغَيثِ الرّوِيُّ
المزيد...
العصور الأدبيه