الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> آياتُ مجدكَ ما لها تبديلُ >>
قصائدبهاء الدين زهير
- آياتُ مجدكَ ما لها تبديلُ
- وعُلُوُّ قَدرِكَ ما إليهِ سَبيلُ
- فاقتْ صفاتكَ كلَّ جيلٍ قد مضى
- في العالمينَ فكيفَ هذا الجيلُ
- شهِدتْ لكَ الأفعالُ بالفضْلِ الذي
- كلُّ الأنامِ سواكَ فيهِ دخيلُ
- ذهلَ الأنامُ لكلّ مجدٍ حزتهُ
- لم يحوهِ التشبيهُ والتمثيلُ
- قد عزّ جَيشٌ أنتَ مِنْ أُمَرائِهِ
- وأمورُ إقليمٍ إليكَ تؤولُ
- لا العزمُ منكَ إذا تلمّ ملمة ٌ
- يَوْماً يُفَلّ وَلا الظّنونُ تَفيلُ
- وكففتَ صرْفَ الدّهرِ بعد جِماحِهِ
- فكأنّما هوَ مارِدٌ مَغلولُ
- يُعزَى لكَ الإحسانُ غَيرَ مُدافَعٍ
- والمحسنونَ كما علمتَ قليلُ
- لا يبتغي الراجي إليكَ وسيلة ً
- إلاّ الرجاءَ وأنكَ المأمولُ
- حسبُ امرئٍ قد فازَ منكَ بموعدٍ
- فإذا وَعَدْتَ فَأنتَ إسمَعيلُ
- يا منْ لهُ في الناسِ ذكرٌ سائرٌ
- كالشّمسِ يُشرِقُ نورُها وَتحولُ
- ومواهبٌ حضرية ٌ سيارة ٌ
- لا ينقضي سفرٌ لها ورحيلُ
- وَخَلائِقٌ كالرّوْضِ رَقّ نَسيمُهُ
- فسرى وذيلُ قميصهِ مبلولُ
- وتلاوة ٌ يجلو الدجى أنوارها
- قد زانها الترتيبُ والترتيلُ
- وَإذا تهَجّدَ في الظّلامِ فحَسْبُهُ
- من نُورِ غُرّة ِ وَجْهِهِ قِنديلُ
- ملأتْ لطائفُ برهِ أوقاتهُ
- فزمانهُ عنْ غيرهِ مشغولُ
- هذا هوَ الشرفُ الذي لا يدعى
- هَيهاتَ ما كُلّ الرّجالِ فُحُولُ
- أيامهُ كستِ الزمانَ محاسناً
- فكأنها غررٌ لهُ وحجولُ
- نفقتْ لديهِ سوقُ كلّ فضيلة ٍ
- وَالفضلُ في هذا الزّمانِ فُضُولُ
- من معشرٍ خيرُ البرية ِ منهمُ
- كَرُمَتْ فُرُوعٌ منهُمُ وَأُصُولُ
- من تَلقَ منهم تَلقَ أرْوَعَ ماجداً
- أبداً يَصُولُ على العِدى وَيَطُولُ
- سِيّانِ منْهُ قَوامُهُ وَقَنَاتُهُ
- وَرُوَاؤهُ وَحُسامُهُ المَصْقُولُ
- في مَوْقِفٍ خَدُّ الحُسامِ مُوَرَّدٌ
- فيهِ وأعطافُ القناة ِ تميلُ
- يا منْ إذا بدأ الجميلَ أعادهُ
- فجميلهُ بجميلهِ موصولُ
- مولايَ دِعوَة ُ مَن أطَلْتَ جَفاءَهُ
- وعلى جَفائِكَ إنّهُ لَوَصُولُ
- يدعوكَ مملوكٌ أراكَ مللتهُ
- أنا ذلكَ المملوكُ والمملولُ
- كن كيفَ شئتَ فأنتَ أنتَ المرتضى
- فهوايَ فيكَ هوايَ لَيسَ يحولُ
- أنا من علمتَ ولا أزيدكَ شاهداً
- هل بَعدَ عِلمِكَ شاهدٌ مَقبولُ
- أسَفي على زَمَنٍ لَدَيكَ قَطَعتُهُ
- وكأنّني للفَرْقَدَينِ نَزِيلُ
- وكأنما الأسحارُ منهُ عنبرٌ
- وكأنما الآصالُ منهُ شمولُ
- زَمَنٌ يَقِلّ لهُ البكاءُ لفَقدِهِ
- ولوَ انّ دَمْعي دِجلَة ٌ وَالنّيلُ
- وإذا انتَسَبتُ بخدْمتي لكَ سابِقاً
- فكأنّها ليَ مَعشَرٌ وَقَبيلُ
- ترتدُّ عني الحادثاتُ بذكرها
- وكأنّها دوني قَناً وَنُصُولُ
- هذا هوَ الأدبُ الذي أنشأتهُ
- فاهْتَزّ منهُ رَوْضُهُ المَطلُولُ
- رَوْضٌ جَنَيْتُ الفَضلَ منهُ يانعاً
- وَهَجَرْتُهُ حتى عَلاهُ ذُبُولُ
- أظمأتُهُ لمّا جَفَوْتَ وَطالَمَا
- أسقَتْهُ من نُعمَى يديكَ سُيولُ
- وافاكَ إذ أقصيتهُ متطفلاً
- يا حبذا في حبكَ التطفيلُ
- عطلتهُ لما رأيتكَ معرضاً
- عنهُ ومَا من مَذهَبي التّعطيلُ
- وتَهَنَّ عيداً، دامَ عيدُكَ عائِداً
- وعليهِ منكَ جَلالَة ٌ وَقَبُولُ
- وَبَقيتَ مَجدَ الدّينِ ألْفاً مِثْلَهُ
- وَجَنابُكَ المَأهُولُ وَالمَأمُولُ
- قصُرَتْ عليكَ ثيابُ كلّ مديحَة ً
- وذيولهنّ على سواكَ تطولُ
- واعلمْ بأني عن صفاتكَ عاجزٌ
- وَاعذِرْ سِوايَ وَما عَساهُ يَقُولُ
- أنا من يذمّ الباخلينَ وإنني
- بنَظيرِها إلاّ عَلَيكَ بخيلُ
- هذا هوَ الدرُّ الذي منْ بحرهِ
- ما زِلْتَ تَبذُلُهُ لَنا وَتُنيلُ
المزيد...
العصور الأدبيه