الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أأحْبابَنا ما ذا الرّحيلُ الذي دَنَا >>
قصائدبهاء الدين زهير
أأحْبابَنا ما ذا الرّحيلُ الذي دَنَا
بهاء الدين زهير
- أأحْبابَنا ما ذا الرّحيلُ الذي دَنَا
- لقدْ كنتُ دائماً أتخوفُ
- هبوا لي قلباً إنْ رحلتمْ أطاعني
- فإنّي بقَلبي ذلِكَ اليَوْمَ أعرَفُ
- ويا لَيتَ عَيني تَعرِفُ النّوْمَ بَعدَكم
- عَسَاهَا بطَيفٍ منكُمُ تَتَألّفُ
- قِفُوا زَوّدوني إن مَنَنتُمْ بنَظرَة ٍ
- تُعَلّلُ قَلْباً كادَ بالبَينِ يَتْلَفُ
- تعالوا بنا نسرقْ من العمرِ ساعة ً
- فنجني ثمارَ الوصلِ فيها ونقطفُ
- وإنْ كنتمُ تلقونَ في ذاكَ كلفة ً
- دعوني أمتْ وجداً ولا تتكلفوا
- أأحبابَنَا إنّي على القُرْبِ وَالنّوَى
- أحِنّ إلَيكُمْ حيثُ كُنتُمْ وَأعطِفُ
- وَطَرْفي إلى أوْطانِكُمْ مُتَلَفّتٌ
- وقلبي على أيامكمْ متأسفُ
- وَكَمْ لَيلَة ٍ بِتْنَا على غيرِ رِيبَة ٍ
- يحفّ بنا فيها التقى والتعففُ
- تركنا الهوى لما خلونا بمعزلٍ
- وَباتَ عَلَينا للصّبابَة ِ مُشرِفُ
- ظفرنا بما نهوى منَ الأنسِ وحده
- ولسنا إلى ما خلفهُ نتطرفُ
- سَلوا الدّارَ عَمّا يَزْعَمُ النّاسُ بَينَنا
- لقَد عَلِمَتْ أنّي أعَفُّ وَأظرَفُ
- وهلْ آنستْ من وصلنا ما يشيننا
- وَيُنكِرُهُ منّا العَفافُ وَيأنَفُ
- سوى خصلة ٍ نستغفرُ اللهَ إننا
- ليحلو لنا ذاكَ الحديثُ المزخرفُ
- حديثٌ تخالُ الدوحَ عند سماعهِ
- لما هزّ منْ أعطافهِ يتقصفُ
- لحَى الله قَلباً باتَ خِلْواً منَ الهوَى
- وعيناً على ذكرِ الهوى ليسَ تذرفُ
- وإني لأهوى كلّ من قيلَ عاشقٌ
- ويَزْدادُ في عَيني جَلالاً ويَشرُفُ
- وما للعشقُ في الإنسانِ إلاّ فضيلة ٌ
- تدمثُ منْ أخلاقهِ وتلطفُ
- يُعَظّمُ مَنْ يَهوَى وَيَطلُبُ قرْبَه
- فتَكْثُرُ آدابٌ لَهُ وَتَظَرَّفُ
المزيد...
العصور الأدبيه